
اليوم 5/5/2025
تمر خمس سنوات على رحيل الشيخ محمد محمود الطبلاوي … آخر مقرىء تعلق به وجداني بين المقرئين المصريين الذين عشقتهم أذناي ودخلت اصواتهم تلافيف الدماغ ومست شغاف القلب، ويلهج به لساني بين الفينة والأخرى ، خصوصاً حين استلقي للنوم ، وحين تعبر بي المركبة ارضاً او جواً في رحاب الله سبحانه … وانا اردد يا سبحان الله.
نعم كنت وما زلت من عشاق اصوات الشيخ محمد عبد الباسط محمد عبد الصمد والشيخ محمد صديق المنشاوي وقبلهما شيخ القراء على الإطلاق الشيخ محمد رفعت .. لكن بحة صوت الشيخ الطبلاوي كانت طاغية ومرجحة دائما
لم التق بالشيخ الطبلاوي سوى مرة واحدة فقط ، عندما كان الشيخ في زيارة لبيروت ، وكان جثمان المرحوم الشاب الحبيب حسين عبد الرحيم مراد , الذي قتل في كولومبيا اواخر 1991وصل إلى لبنان بعد تأخير ليدفن في اوائل 1992 في بلدته البقاعية غزة … واردنا اقامة لقاء تلاوة القرآن عن نفس الشاب الحبيب .يومها عاونني الصديق الكبير الراحل احمد عاطف السمايوني وكان قنصلاً في السفارة المصرية في بيروت للإتصال بالشيخ الطبلاوي لتلاوة القرآن، في خلية ابو بكر الصديق التابعة لمسجد المصيطبة المقابل لمنزل الزعيم صائب سلام
كان هذا هو اللقاء اليتيم مع الشيخ الطبلاوي … لكنني كنت اتابع أخباره في مصر قدر المستطاع، وفي احدى لقاءاته الصحفية تحدث عن انه تلقى اتصالاً هاتفياً من موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب، يهنؤه فيه على موهبته في القراءة وبحة صوته ، ثم يدعوه عبد الوهاب للقاء لإعطائه بعض التوجيهات للافادة اكثر من موهبته في القراءة … ورحل عبد الوهاب ولم يتم اللقاء، بين القمتين .
واسمح لنفسي وانا اكتب عن تلاوة القرآن بذكر هاتين الحالتين :
الحالة الاولى : كنت في الثامنة من عمري ، حين كنا نلتقي وشقيقي الأكبر علي في منزل العائلة مع اولاد زاروب العانوتي ( خلف مسجد سليم سلام الآن ) نتحلق حول مذياع المنزل الكبير الحجم ، في السابعة إلا الربع من صباح ايام الدراسة وكلنا في المرحلة الابتدائيةفي مدرسة الشيخ علي الحوماني ، وكان اسمها معهد لبنان الجديد ، المقابل لمنزل الزعيم صائب سلام لنستمع من اذاعة القاهرة إلى تلاوة القرآن الكريم، قبل التوجه إلى المدرسة، وكنا نبقى حول المذياع لنستمع ..فإذا كان القارىء هو الشيخ عبد الباسط تلتزم الصمت إصغاء… أما إذا كان هناك مقرىء غيره فكنا نقفل المذياع ونتجه مسرعين إلى المدرسة .
الحالة الثانية : كانت مع نقيب الصحافة الراحل الصديق محمد البعلبكي ،عندما نترافق لحضور مناسبات عربية ..
وكان النقيب يدعوني إلى غرفته او جناحه في الفندق ،للاستماع إلى تلاوات قرآنية لمقرئه المفضل الشيخ مصطفى إسماعيل ،عبر مسجل يصطحبه في حقيبة السفر…
كنت اقول له ان المقرئين المفضلين عندي هما الشيخ عبد الباسط والشيخ الطبلاوي ، فكان النقيب الحبيب الراحل يجيبني : يا ابو احمد الشيخ عبد الباسط هو تلميذ الشيخ مصطفى اسماعيل ، اما الطبلاوي الغمراوي الرملاوي مين هو هيدا قدام الشيخ مصطفى اسماعيل ؟؟
والجدير بالذكر ان النقيب البعلبكي هو خريج الجامع الأزهر ، ودرس الشريعة في مصر وتخرج شيخاً ، قبل ان يلتزم بالحزب السوري القومي الاجتماعي
رحم الله الشيخ الطبلاوي في ذكراه الخامسة