لماذا تستشعر الغالبية العظمى من الشعب اللبناني ،أن قضاياهم الحياتية والمعيشية هي خارج إهتمام فرقاء الساحة السياسية اللبنانية على اختلافها.
ولماذا يرون أن الحراك السياسي الرسمي يعنى بجملة إستحقاقات وتطلعات لا تصب في مجملها بإستحقاقات المواطنين وتطلعاتهم ،مهما كان إنتماؤهم أو تياراتهم أو رأيهم ؟ .
ولا يزال هذا المواطن المكافح يرى بارقة أمل في الحكومة الجديدة ، إلا أنه لا يجد في مداولتها ومناقشاتها وإستراتيجياتها ما يعني أوضاعه المعيشية والاجتماعية .
وللمواطن اللبناني الحق في أن يتساءل عن سر هذا التركيز والإنكباب على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية فقط ،على أهميتها وخطورتها ، فيما يتجاهل أولو الأمر طرح مشروع إستراتيجية أخرى تمس شرائح المجتمع كافة.؟ وما يؤسف له أن هذا المواطن بات على قناعة تامة بأن كل ما يطرح لم يعد يعنيه ، لأنه لم يتداول حتى الآن طرح الاستراتيجية الإجتماعية التي تهتم بأحوال المواطنين ومطالبهم وتطلعاتهم ومستقبلهم .
لقد كان الشباب المتخرجون من الجامعات والمعاهد الفنية والتقنية يأملون من حكومتهم الجديدة أن تبحث في إستراتيجية الدفاع عن حقهم في إيجاد فرص عمل تقيهم من كابوس الهجرة التي لا تحقق لمعظمهم طموحاتهم ممن سيبقى – على الرغم من انه – في هذه البلاد يفتش عن مطلق عمل متواضع، ولو من دون الحد الأدنى للأجور .
وكان الميامون وصغار الكسبة والباعة المتجولون غير المنتسبين الى الضمان الإجتماعي يتلهفون أن يبحث في إستراتيجية الدفاع عن أولئك الذين بلغوا سن الشيخوخة من دون ضمان إجتماعي أو صحي. ولا يزالون يأملون بأن يحظوا بتقاعد لائق يحفظ لهم كرامتهم ويريحهم من عمل مضن ،وهم على مشارف السبعينات والثمانينيات .
لا أحد ينكر أهمية الاستراتيجية الدفاعية وإنعكاساتها الوطنية والسياسية، فهي بمثابة مصير وطن ومستقبل بلد ، ولكن الاستراتيجية الإجتماعية هي على الدرجة نفسها من الأهمية ،لأنها تتناول حاضر ومستقبل الملايين من المواطنين ومصيرهم ..وهم الذين وجدوا أنفسهم خارج إهتمامات المسؤولين ..
ألا فلينتبه أولو الأمر منا أن الهوة تتسع يوما بعد يوم بينهم وبين مواطنيهم، وبات عليهم أن يقرأوا وأن يناقشوا إستراتيجيتهم هم أيضا .
أخوكم الشيخ مظهر الحموي
عضو اللجنة القضائية في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى