السبت، 26 أبريل 2025
بيروت
21°C
غائم جزئي
AdvertisementAdvertisement

ايها السوريون القوميون اليس بينكم عبد الله سعادة او انعام رعد ؟

كنا ضد توجه الحزب السوري القومي منذ العام 1958 ، ( كنت في العاشرة من عمري ) حين انحاز إلى جانب كميل شمعون وحزب الكتائب، وضد المعارضة اللبنانية التي وقفت ضد محاولة شمعون التجديد في رئاسة الجمهورية، وهي المحاولة التي عارضها البطرك المعوشي، وصائب سلام وكمال جنبلاط واحمد الاسعد ورشيد كرامي وصبري حمادة ومعروف سعد ..وجاءت في خضم الصعود القومي العربي بقيام الجمهورية العربية المتحدة، بقيادة جمال عبدالناصر بوحدة مصر وسورية .
كان الحزب السوري جزءاً من معركة سياسية وثقافية ضد العروبة ، وجمال عبد الناصر منسجماً بوعيه او من دونه مع سياسة بريطانيا التي كانت حتى تاريخه رأس حربة للاستعمار ضد العروبة والتقدم ملتزمة مصالح العدو الصهيوني ، وهي التي سلمت فلسطين للحركة الصهيونية بدءا من وعد بلفور 1917..فتشكل حلف ثلاثي بالطبيعة والمصالح بين اسرائيل والرجعية العربية والاستعمار الغربي ، وكان الحزب السوري ضمن هذا الثلاثي سياسياً
وعندما حاول الحزب السوري الانقلاب ليل رأس سنة 1961/2على النظام الوطني في لبنان ,بقيادة اللواء فؤاد شهاب ، الذي انتخب بتوافق مصري – أميركي خلفاً لكميل شمعون , كان بطبيعة الحال ضد الوحدة وهو الذي صنف نفسه ضد كل امر عربي ، حتى ان رئيس الحزب د عبد الله سعادة برر لرئيس المحكمة العسكرية الزعيم جميل الحسامي التي كانت تحاكم قيادات وعناصر الحزب ، مشاركة الحزب بالانقلاب بقوله : كنا نستمع إلى دار الاذاعة اللبنانية ، فنظن انفسنا مستمعين إلى إذاعة الجمهورية العربية المتحدة ، وان لبنان اتجه اتجاهاً عربياً معادياً لثقافة وسياسة الحزب .
ظللنا ضد الحزب السوري القومي الاجتماعي ، في السياسة وفي الثقافة ، إلى حين صرنا نقرأ بعد الهزيمة العسكرية للجمهورية العربية المتحدة امام العدوان الصهيوني في 5/6/1967 قراءات لأنعام رعد وأسد الأشقر باسمين مستعارين في ملحق لجريدة النهار ،كتابات تعتبر ان فلسطين هي القضية القومية الاولى للحزب ، وكنا نعرف ان قومية الحزب هي قومية سورية ، على اعتبار انها في ثقافة الحزب هي سورية الجنوبية ، ولم تكن العروبة تعني امراً ملزماً للحزب ، إلى ان اندلعت الحرب الاهلية في لبنان اعتباراً من 13/4/1975 لاسباب داخلية وفلسطينية وتواطؤ نظام الأسد في سورية، لإشعال هذه الحرب واستثمارها وصولاً إلى احتلال جيش الاسد لبنان طيلة 30 سنة .
اتيح لي منذ العام 1976 التعرف إلى الكثيرين من قيادات الحزب في اطار التشكيلات التي أقامتها الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة المعلم كمال جنبلاط ،وكان أقربهم إلى قلبي الراحل داوود باز وقاسم صالح ، وحافظ صايغ وجمال فاخوري .. إلى ان أتاحت لنا الجماهيرية العربية الليبية لقاءات لم تتوقف طيلة سنوات ، بعد ان احتضنت ليبيا الحركة الوطنية اللبنانية ، وكان سفراؤها في لبنان ، اصدقاء وأحباء وأخص بالذكر منهم الراحلان الكبيران عبد الوهاب الزنتاني وعبد القادر غوقة رحمهما الله، واطال الله عمر الصديق الغالي صالح الدروقي .
سمحت لنا اللقاءات مع الراحلين الكبيرين عبد الله سعادة وإنعام رعد فرصا كبيرة للحوارات حول القضايا السياسية خصوصا القضية الفلسطينية، ولا شك ان اطلاع القيادات المنفتحة في الحزب السوري ، على الشأن الفلسطيني، وحوارات مستمرة مع العقيد معمر القذافي ، الذي احتضن وهو العربي الأفريقي المسلم القوميين كما الناصريين كما الشيوعيين والاشتراكيين وهو المتعمق بالعروبة وقضاياها ، وعلى رأسها قضية فلسطين والقضية اللبنانية، ومواجهاته مع أنور السادات الذي ادار ظهره للعروبة متوجهاً نحو العدو الصهيوني ،منذ العام 1977…كل هذا كشف لنا ان الحزب السوري القومي مشبع بوطنية لا تعرف للطائفية مكاناً ، وثقافة يحسد القوميون عليها ..امام ضحالة فكر وثقافة قيادات وقواعد احزاب وحركات اخرى .
اتيح لي ان التقي انعام رعد في ليبيا وسورية ولبنان ، وفي كل مؤتمر شاركت فيه ضمن الاتحاد الاشتراكي العربي، ضمن وفود الحركة الوطنية في الجزائر ومالطة وقبرص واليونان ، وفي المؤتمرات التي كان ينظمها مؤتمر الشعب العربي بقيادة عمر الحامدي بتكليف من العقيد القذافي في باريس وتونس والجزائر…
وحتى ضمن اطار الحركة الوطنية كان الاتحاد الاشتراكي العربي وكنت أمثله احياناً الاقرب إلى الحزب السوري القومي ، وكنا ننسق في معظم الاحيان مع القوميين السوريين، بزعامة انعام رعد .
ظل الحزب السوري في اطار وطني منفتح على العروبة ، إلى ان أسقطه خلفاء رعد في شرنقة الفصائل التابعة لغازي كنعان ،ليصبح فصيلا امنياًتابعاً لاستخبارات الاسد ..
من دون ان ننسى ان الاستخبارات العسكرية السورية، وفي سورية نفسها استتبعت الحزب ، بل وعملت على شقه ، وصار لرامي مخلوف فرعاً من هذا الحزب ( قائلاً لأحد اصدقائه: نحن اولى بالقوميين السوريين ، حيث والده محمد وشقيقة والده أنيسه ارملة حافظ الاسد كانت وماتت قومية سورية).
ومنذ تلك الفترة فقد الحزب قيمته في الاستقلالية ( كما فقدت كل الاحزاب الوطنية هذه القيمة وعادت او تحولت إلى تعابير طائفية ومذهبية )
واعترف بقوة بأن هناك حاجة ماسة لأن يعود الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى اصوله الوطنية ودرعاً قوياً في مواجهة الطائفية والمذهبية ، والمفارقة ان القومية السورية والعروبة ومنذ سنوات في الطريق إلى الاندثار !!

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

محمد بن سلمان

يعتقد مصدر عربي ان الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى المملكة العربية السعودية،...

هل تنجح تركيا في ما عجزت عنه ايران ؟

هذا تعليق من الشراع مرتبط بالوضع الراهن ، حيث نطرح السؤال الجوهري وهو : إلى ان يقف العرب على ارض...

ايران -اميركا

كتبت صحيفة هاآرتس اليسارية الصهيونية ، ان الولايات المتحدة الاميركية وضعت بين ربع إلى ثلث...

ما رأيكم بهذا الاقتراح ؟

يقولون لنا : لا اعادة اعمار لأي شبر دمره العدوان الصهيوني ، إلا بعد تسليم المقاومة لسلاحها ....

انه وزير خارجية معراب وليس لبنان !!

وزير الخارجية اللبنانية رجي ، مصمم وبتحدي على انه وزير خارجية معراب . حيث يعتصم قائد القوات...

لو لم يكن سياسياً لكان كمال جنبلاط نبياً !!!

قال ناسك الشخروب ميخائيل نعيمة لصديقي المثقف الكبير الموسوعي محمد طه : ” لو لم يكن كمال جنبلاط...