الأربعاء، 16 أبريل 2025
بيروت
16°C
سماء صافية
AdvertisementAdvertisement

في العراق حزب الدعوة ينتفض على المالكي

في خطوة تحمل أكثر من دلالة، أُعلن مؤخراً عن تشكيل “مجلس الدعوة الخاص” من قبل مجموعة من أبرز قيادات الصف الأول في حزب الدعوة الإسلامية، في ما وصفه مراقبون بأنه محاولة صريحة لاستعادة هوية الحزب وتصحيح مساره بعيداً عن ما أسموه بـ”الاحتكار التنظيمي والقيادة الفردية التي أفرغت الدعوة من روحه الأصلية”.( والمقصود هيمنة نوري المالكي على الحزب منذ نحو ربع قرن )

المجلس الذي يضم الشيخ عبد الحليم الزهيري، والدكتور طارق نجم عبد الله، والسيد علي العلاق، والدكتور علي الأديب، ووليد الحلي، إلى جانب آخرين من القادة البارزين الذين ابتعدوا أو أُبعدوا عن مركز القرار، يؤكد أنه ليس انشقاقاً ولا إعلاناً عن ولادة كيان موازٍ، بل خطوة تصحيحية داخلية تهدف إلى “إعادة الحزب إلى خط السيد الصدر الأول” كما ورد في أول بيان غير معلن للمجلس حصلت عليه مصادر التحقيق.

بصوت خافت، بدأ الحديث عن المبادرة قبل أشهر في مجالس خاصة، ثم اتسع تدريجياً مع التحاق شخصيات دعوية أخرى كانت قد انسحبت من المشهد بهدوء، بعدما شعرت بأن الحزب لم يعد يحتضنها، لا فكرياً ولا تنظيمياً، في ظل انفراد فئة ضيقة باتخاذ القرار وتوجيه دفة الحزب نحو تحالفات سلطوية واصطفافات لا تشبه أدبياته ولا ذاكرته.

أحد القياديين المنضمين إلى المجلس تحدث لـ”التحقيق” شريطة عدم ذكر اسمه قائلاً: “ما يجري داخل الدعوة مؤلم، لقد تحول الحزب من مشروع إصلاحي عقائدي إلى كيان وظيفي خاضع لأمزجة فردية، هناك من اختزل الحزب بتاريخه وحاضره بشخص واحد، وهذا ما لا يمكن السكوت عليه أكثر”.

المجلس بحسب المصادر يعمل على عقد لقاءات تنظيمية موسعة مع الدعاة السابقين والكوادر التي تم تهميشها أو أُجبرت على الابتعاد خلال السنوات الأخيرة، بهدف إعادة فتح باب التنظيم على أساس “الالتزام بالمبادئ لا الولاء للأشخاص” والتركيز على أن حزب الدعوة لا يزال يمتلك القابلية للنهوض ،إذا ما عاد إلى قاعدته الشعبية وبُني مجدداً على روح الشورى والعمل الجماعي التي أسسها الصدر الأول.

الخطوة أثارت ردود فعل متفاوتة داخل أوساط الحزب، بين من رأى فيها عودة للأمل وتذكيراً بالروح التي كادت تُنسى، وبين من وصفها بمحاولة تشويش أو إعادة تموضع من قوى فقدت تأثيرها، لكن المؤكد أن إعلان المجلس كشف عن تصدع داخلي لم يعد خافياً، وعن أزمة قيادة تنظيمة بلغت حدَّ القطيعة بين القاعدة والقيادة.

وبينما يصر مؤسسو المجلس على أنهم لا يسعون إلى تفجير الحزب من الداخل، بل إلى إنقاذه من التكلس والانحراف، فإن السؤال الأهم الذي بدأ يُطرح بقوة في الأوساط الدعوية اليوم: هل تأخرت هذه الخطوة كثيراً؟ وهل تكفي لإعادة إنتاج الحزب من جديد أم أن الزمن تجاوز فرصة الإصلاح؟

ما بدأ كحراك صامت بين وجوه مخضرمة قد يتحول إلى موجة أوسع إذا ما التحق بها المزيد من الغاضبين الصامتين داخل صفوف الدعوة، وإذا ما التقط الشارع الإسلامي العراقي – الذي ما زال يحمل قدراً من الحنين للحزب – إشارات جدية نحو المراجعة والتجديد. فالرسالة واضحة: هناك من لم يعد يقبل أن يُختصر الحزب العظيم برجل أو إدارة أو ظرف، وهناك من ما زال يؤمن أن الدعوة ليست إرثاً مغلقاً بل مسؤولية مفتوحة على أجيالها

شارك الخبر
الشراع
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

ما هو تقييم مجلة الشراع في الذكاء الاصطناعي؟

قال ChatGPT: (الذكاء الاصطناعي) مجلة الشراع اللبنانية تُعتبر واحدة من المجلات السياسية البارزة في...

ياسين: الأمطار القادمة قد تساهم في التخفيف من الحرائق

لفت وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، إلى أنّ “مؤشر حرائق الغابات مرتفع جدًا، ومع...

الاختبارات الحقيقية لمدى فاعلية الدبلوماسية الفلسطينية

السؤال كيف ستسفيد القيادة الفلسطينية من هذا الحق والى اي مدى تمتلك قوة دبلوماسية قادرة على التحرك...

الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان

في العيد الوطني ال72 للمملكة العربية السعودية، اقام سفيرها في بيروت وليد البخاري حفل استقبال اراده...

ثلاث عقبات بل هي واحدة فقط

تقف بين بايدن ونتنياهو في الموضوع السعودي. الأول موضوع تخصيب اليورانيوم. وهذا أسهل العقبات لان كل...