الأحد، 8 يونيو 2025
بيروت
22°C
ضباب
AdvertisementAdvertisement

الرجل الزنخ الذي طرد جمال عبد الناصر.

من أطرف نوادر الكاتب اليساري عبد الرحمان الخميسي( الذي اكتشف الفنانة سعاد حسني وقدمها لأول مرة في فيلم “حسن ونعيمة “) التي يرويها زملاؤه في فترة عمله بجريدة “المصري “عندما دخل مكتبه ذات مساء بالدور الثاني ،رجل مديد القامة يرتدي قميصا وبنطلونا ..سأله: “من فضلك فين مكتب أحمد أبو الفتح؟”
لكن الخميسي ظل منكبا على الكتابة ،وكأنه لم يسمع شيئا، ومن جديد أعاد الشاب الطويل السؤال عليه، فما كان من الخميسي إلا أن انتفض من مكانه، وقال: “أنت مش شايف إني مستغرق في التفكير والكتابة؟.. ثم هل تعتقد أن شكلي وهيئتي يوحي لك أني ساع؟!.. اتفضل يا أستاذ من غير مطرود إلى الدور الأول، ووجه سؤالك ده لموظف الإستعلامات..
وقبل أن يقطع عليه الرجل استرساله في تأنيبه، أدار له ظهره وانصرف، ولم يكن ذلك الرجل سوى “البكباشي جمال عبد الناصر”، ولم ينقض على ذلك اللقاء سوى أسبوعين حتى اندلعت ثورة 23 يوليو 1952

ونشرت الصحف وبينها “المصري” صورة اللواء محمد نجيب ، وأعضاء مجلس قيادة الثورة ( الضباط الأحرار آنذاك)، لكن الخميسي لم يدر بخلده أن جمال عبد الناصر بينهم.
ومرت أسابيع عقب الثورة، توجه بعدها اللواء نجيب إلى دار الهلال للقيام بواجب الزيارة لصديقه حلمي سلام مدير تحرير مجلة المصور؛ تقديرا لدوره في كشف المستور عن الأسلحة الفاسدة ،التي حارب بها الجيش المصري في فلسطين.

وفي الوقت نفسه، قام جمال عبد الناصر بزيارة مماثلة لصحيفة “المصري”؛ لتقديم واجب الشكر لصديقه أحمد أبو الفتح ،الذي كان يوافي حركة الضباط الأحرار أولا بأول بمعلوماته عن تحركات الملك والحكومة والسفارة البريطانية واستكشاف ردود أفعال هذه الدوائر إزاء منشورات الحركة وتحركاتها.

جمال عبد الناصر وعبد الرحمان الخميسي

وبينما كان أحمد أبو الفتح يقدم لعبد الناصر كتاب “المصري “ومحرريها، جاء الدور على “الخميسي”، وعندئذ بادره جمال عبد الناصر، متسائلا: “ياترى أستاذ عبد الرحمان فاكرني؟”، ليرد “الخميسي” وهو يحاول استرجاع شريط ذكرياته: “الحقيقة مش فاكر إني اتشرفت بحضرتك قبل كده”.
ليقول “عبد الناصر”: “إذا كنت نسيت أفكرك.. لما دخلت عليك مكتبك من حوالي شهر ،واحتجيت بأنك مش ساعي ولا موظف استعلامات، وقلت لي روح ابحث بنفسك عن أحمد أبو الفتح؟”، لينفجر الجميع في الضحك حتى قال “الخميسي”: “سيادتك كنت لابس مدني واعرف منين انك ضابط، وحتى لو كنت لابس ميري ايش عرفني انك من الضباط الأحرار، وانك جاي لمهمة عاجلة.. ثم إنني كنت مستغرقا في العمل فهل تسمح سيادتك لأحد أن يقطع عليك عملك وأنت مشغول بالإعداد لحركتكم المباركة”.؟

ليرد جمال عبد الناصر، قائلا: “على كل حال يا استاذ عبد الرحمان نحن نعتز بك وأمثالك من الكتاب الشرفاء الذين سخروا أقلامهم للدفاع عن القضية الوطنية.. ولو انك عزمتني على كباية شاي لحكيت لك كل ما قرأته من كتاباتك ،التي كانت تعبر بحق عما يجيش في صدور الضباط الأحرار”، ليرد عبد الرحمن الخميسي: “تقول إيه سيادتك في حظي النحس ومخي الزنخ”

شارك الخبر
الشراع
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

من هو الغشيم يا حكيم ؟

الغشيم يا حكيم ، هو الذي ينكر ان دم رفيق الحريري هو الذي اعطاه الحرية ، وقبلك فإن هذا الدم الغالي...

سؤال الى الثنائي وجمعية المشاريع

يجمع كل من تابع نتائج الانتخابات البلدية في بيروت ،على انكم الثلاثي الاسلامي السياسي : امل وحزب...

الكيمياء بين ترامب وابن سلمان تجعلهما يتقاسمان جائزة نوبل للسلام ؟

فرق هائل بين سلوك الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الذي قال انه لن يتحدث في السعودية إلا مع الملك ،...

حرب الهند - الباكستان

دولتان نوويتان آسيويتان تنزلقان نحو حرب ضروس ، ليست كمثل اي حرب اخرى ، لا في أوكرانيا التي وضعت...

لماذا تهاجمون النازية ؟

لم ولن اكون مؤيداً او مدافعا عن النازية او الفاشية او اي دعوة عنصرية ، لكنني أناقش الآن هذا الهجوم...

أحدثكم عن الشيخ محمد محمود الطبلاوي

اليوم 5/5/2025 تمر خمس سنوات على رحيل الشيخ محمد محمود الطبلاوي … آخر مقرىء تعلق به وجداني بين...