
قال ناسك الشخروب ميخائيل نعيمة لصديقي المثقف الكبير الموسوعي محمد طه :
” لو لم يكن كمال جنبلاط سياسياً لكان نبياً ”
وقال نعيمة لطه :
كنا نعقد جلسات تستمر احياناً 10 ساعات ، من الليل حتى مراحل فجر اليوم التالي…وكانت هذه الجلسات حاضنة لحوارات فلسفية ، ونقاشات في الفكر والروحانيات ، لأكتشف ( والكلام لنعيمة ) انني وكمال جنبلاط نؤمن بالحلولية ، وهذا امر يلتزم به معظم فلاسفة العالم وخلاصتها : ان الروح لا تموت ، المادة تموت وتنتهي لكن الروح لا تنتهي .. لذلك فالعالم هو عالم الأرواح ، التي تعيش ابداً وتمر من جسد إلى آخر ( اليس هذا هو التقمص ؟وهل كان نعيمة مؤمناً بالتقمص ؟ )
الأمر الأكيد ان نعيمة حاول ونصح جنبلاط ان يتخلى عن السياسة ، لأنه اكبر منها واهم ، وأكثر صدقاً وأوسع معرفة ..
ويقول احد اصدقاء كمال جنبلاط ،انه كان يلتقي في الثقافة مع انطون سعادة الذي اسس الحزب السوري القومي الاجتماعي ..
ويكشف سراً غير مسبوق في امكانية طرحه ، وهو ان كمال جنبلاط كان يمكن ان يتولى رئاسة الحزب السوري القومي بعد اعدام مؤسسه سعادة عام 1949 !!
لكن الرد على هذا الإدعاء يسقط ، بعد ان ظهر شعار الحزب التقدمي الاشتراكي وهو : حرية – اشتراكية – عروبة ، وهذا يتناقض مع مزاعم توليه زعامة الحزب السوري القومي خلفاً لسعادة ، والزعيم ما كان مؤمناً بالعروبة ، بل وله مقولات معادية على الأقل !!
ثم ان شعار الحزب التقدمي الذي وضعه جنبلاط ينسجم مع شعار جمال عبد الناصر ؛ حرية – اشتراكية – وحدة الذي رفعه عبد الناصر شعاراً للاتحاد الاشتراكي العربي الذي اسسه جمال في مصر في ايار / مايو 1962
ولماذا لا يكون شعار جنبلاط عام 1949هو ملهم عبد الناصر عام 1962 ؟… مع التذكير بأن هذا الشعار منتشر مع العديد من التنظيمات التي حملت اسم الاتحاد الاشتراكي في مصر وسورية والعراق ولبنان وبلاد اخرى ، حيث تأسس في المغرب اسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية…
على كل
نشأت بين كمال جنبلاط وجمال عبد الناصر علاقات نضال مميزة ,ظلت إلى ان قتل جمال عبدالناصر في 28/9/1970,
وحين نعاه كمال جنبلاط بعد مقتله ، قال جنبلاط : “لو كنا نستحقه لكان بقي معنا “!!
وكان جمال عبد الناصر وكمال جنبلاط هما الزعيمان العربيان الوحيدان ، اللذان حملا وسام لينين ، وهو ارفع وسام في الاتحاد السوفياتي ، الذي كان احد القطبين اللذين حكما العالم ( القطب الثاني هو الولايات المتحدة الاميركية )
وبعد
لقد اتيح لي ان اكون حاضراً عدة مرات ، ندوة كمال جنبلاط الأسبوعية مساء كل أربعاء ، في مركز الحزب التقدمي الاشتراكي، في كركول الدروز ، وكانت المرة الأولى بدعوة من د خليل احمد خليل ،
دعوني اعترف انني كنت احضر ندوة جنبلاط وانا امني النفس بسماع مواقف سياسية ، لكن الرجل قصر الأمر على احاديث فلسفية .. كانت عصية على استيعابي وفهمي ..
واسمحوا لي ان اختم هذه العجالة بهذه الواقعة المعبرة عن حبي لكمال جنبلاط .. وهي :
كنت حددت موعداً لعرسي يوم السبت في 19/3/1977… لكن عندما إغتالت استخبارات حافظ الاسد المعلم كمال جنبلاط بعد ظهر الاربعاء في16/3/1977, الغيت العرس كله ، واكتفيت بالإنتقال إلى بيت الزوجية من دون اي مظاهر فرح .
اليوم تمر 48 سنة على اغتيال المعلم كمال جنبلاط ، وقد انتقمت الثورة الشعبية في سورية لمليون إنسان سوري قتلهم نظام الهمج من حافظ ورفعت إلى بشار وماهر …والى ابطال ورجال في لبنان أولهم المعلم كمال جنبلاط والمفتي الشيخ حسن خالد والرئيس رفيق الحريري ، وبينهم الرئيس بشير الجميل والمفكر الإسلامي صبحي الصالح، ونواب ووزراء ورجال فكر وكتاب وإعلاميين ..
ذكرى كمال جنبلاط ال48لها طعم خاص .. وقد جاءت بعد سقوط نظام الهمج ، واعتقال احد أدواته قاتل كمال جنبلاط ..إبراهيم حويجي لترتاح نفس المعلم كمال جنبلاط ، وأنفس اكثر من مليون إنسان