
نواف سلام ..
إذا كنت تعتبر ان موقفك في المحكمة الجنائية الدولية ضد مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ومن معه ، يشكل لك حصانة في العروبة وفي الوطنية وفي الإنسانية … فأنت محق …لكن هذه الحصانة تنطبق ايضاً على كل الذين قاتلوا ضد العدو الصهيوني ، وأبرزهم خلال أربعين سنة حزب الله ، وكل من وما زال يقاتل الصهيونية العنصرية المتوحشة في حربها لإبادة الشعب الفلسطيني ..وعلى رأسهم حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والأحرار في حركة فتح المتمردين على سلطة محمود عباس وما ومن يمثل .
ولا نريدك ان تقف عند ما وصلت اليه حركة فتح برئاسة محمود عباس ، الذي لم يفعل شيئا طيلة 600 يوم من حرب الابادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ، غير ان يصف مقاومي حماس بأنهم اولاد كلب !!!
واذا كنت ما زلت تستثمر انضمامك في شبابك إلى المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني ، لتثبت ولاءك للقضية الفلسطينيةفلعلك تدرك ما الذي حل في مخيمات صبرا وشاتيلا والداعوق يومي 16 و 17 ايلول 1982 بعد تطبيق اتفاق فيليب حبيب بسحب مقاتلي المنظمات الفلسطينية من لبنان اثر العدوان الصهيوني صيف ذلك العام ( وهل هي مصادفة تفجيرات المجيب الآلي ” البيجر ” يومي 17و 18ايلول 2024 ضد عناصر وقيادات ومؤيدي المقاومة في كل لبنان ؟).
وانت الآن رئيس حكومة كل لبنان ، وهذا يعني انك ملزم بالحديث عن كل اللبنانيين ، فهلا استمعت اليهم جميعهم ؟
نراك تحت عنوان الرئيس الثالث في لبنان ، تتناغم مع فصيل حزبي يحمل صفة القوات ، يسعى لتنفيذ ما عجز عنه العدو الصهيوني ، منذ العام 1982 …
ولعلك تدرك مغزى ان يهزم هذا العدو المقاومة الفلسطينية عام 1982 ، بمساعدة قوات جعجع السابقة ، وبمشاركة أميركية وصمت عربي ودولي ، ولعلك تدرك اكثر مغزى ان تنشأ مقاومة حزب الله بعد هزيمة المقاومة الفلسطينية .
لماذا نطرح هذه المقدمة الطويلة ؟
لأنك يا دولة الرئيس ، لم تجد في حديثك مع “الوول ستريت جورنال” ، ما يستدعي الخبط بكلتا قبضتيك على الطاولة لمطالبة العدو المحتل واميركا بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في 27/11/2024.. مثلما فعلت عندما تحدثت عن “نزع “سلاح حزب الله ونقطة على السطر !!
هذا الموقف السياسي هو خطيئة سياسية ،بكل معنى الكلمة ، ودعك من اي توصيف آخر قد يجرنا إلى مهاترات لا جدوى منها .
دولة الرئيس
تحت سمعك وبصرك قتل العدو 200 شاب لبناني ،كلهم ينتمون إلى حزب الله ، منذ اليوم التالي لبدء سريان قرار وقف إطلاق النار ، الذي طلبه العدو في 27/11/2024 …ناهيك عن 3000 خرق جوي وبري لهذا الاتفاق ، ومنع العدو ابناء قرى مدنيين ليس من العودة إلى قراهم المدمرة فحسب ، وليس باستهداف الجيش اللبناني وقتل بعض شبابه فحسب ، بل لمنع اي قروي من دق مسمار في لوح خشب ، في باب منزله لمنع دخول حيوانات داشرة إلى منزله المدمر ..
فإذا تحدثنا عن اعادة اعمار ما دمره العدو الصهيوني : يتناغم موقفك الصامت عن هذا الحق ، مع موقف القوات اللبنانية التي لم تر في كل الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد حاضني المقاومة من اهلها ، سوى تحميل حزب الله وحده مسؤولية الدمار والخراب والعدوان !!
كانت وما زالت فضيحة الفضائح يا دولة الرئيس ، ان تتمثل القوات اللبنانية وهي ميليشيا مسلحة ، بأربعة وزراء استعرض رئيسهم سمير جعجع ، سيرتهم الذاتية والسياسية والحزبية امام الإعلام ، وتباهى احدهم وهو وزير خارجية لبنان ، بأنه مقاتل لسنوات في صفوف القوات اللبنانية ، وما زال يتحدث ويجهر ويفجر بالقول كممثل للقوات … وما اعتذر وما ابدى اي اهتمام بك كرئيس وزراء كل لبنان ، والبعض يقول ان يوسف رجي هو ممثل سمير جعجع ونواف سلام !
لماذا ؟
لأنك لم تستجب لدعوات سياسية وإعلامية ( ونحن في الشراع منها بأن تطلب من هذا الوزير الاعتذار ، او حتى الصمت ، بل ما زال متمادياً بالتناغم مع ما يقوله العدو الصهيوني !!
نعم
كانت الخطيئة ، هي في الرضوخ لمطلب نبيه بري ، اثناء تشكيل الحكومة في ابقاء سيطرته على وزارة المالية ، وهي احدى الوزارات التي أخضعها لتفرده وسيطرته سنوات طويلة ، وكانت احدى مزاريب المال المنهوب على حساب اللبنانيين جميعاً … والمأساة ان وزيرها ياسين جابر ( ممثلاً نبيه بري )لم يجروء على الرد على زميله يوسف رجي المتناغم مع مطالب العدو الصهيوني ضد حزب الله ، لكأن جابر وزير مالية دولة اخرى غير محتلة ارضها ، وما زال مئات الآلاف من ابنائها ، وكثيرون منهم ممن انتخبوا سابقاً جابر ،ممنوعون من اعادة الإعمار !!
دولة الرئيس
كنا وما زلنا ضد اصحاب الهتافات الغوغائية التي تناولتك في مدينة كميل شمعون الرياضية مؤخراً ، وضد تناولك مذهبياً او طائفياً ، كما التطاول المذهبي اللاأخلاقي على اي مسؤول في لبنان ، ايا يكن انتماءه السياسي والحزبي
المثال اسمه رفيق الحريري
…وهنا استذكر موقف الرئيس المظلوم الحبيب رفيق الحريري ، حين منع جماعة الثنائي الشيعي ، موفده المهندس فادي فواز ( وهو شيعي )من محاولة تطبيق مشروع جسر في الأوزاعي ، واعتدوا عليه بالضرب على الرغم من ان المشروع اعد للنهوض بالمنطقة التي يشكل الشيعة 99%من السكان !!
يومها اقترح على الرئيس الحريري بعض المحيطين به ، ان يتوجه يوم الجمعة إلى مسجد الامام الأوزاعي لتأدية صلاة الجمعة ، فرفض بشدة مجرد مناقشة الفكرة ،مردداً على مسامعنا جميعاً : ليس رفيق الحريري من يرد على موقف مذهبي بمثله ، والرد هو بالسعي لتقوية موقف الدولة ( وما زال المشروع مدفوناً ، وقد حقق الحريري ما هو الاهم بالجادة الاهم التي تربط وسط المدينة التجاري بالمطار الذي حمل اسمه في ما بعد )
دولة الرئيس نواف سلام
لعلك تقرأ وقرأت جيداً نتائج الامتحانات العفوية التي خضع لها جمهور الشيعة ، خلال وبعد نتائج العدوان الصهيوني عليهم وعلى حزب الله .. واذا كان تشييع سيد المقاومة السيد حسن نصر الله وخليفته السيد هاشم صفي الدين يوم23/2/2025..جاء ترجمة لقدرة حزب الله على التنظيم والتماسك والنهوض ،، فإن المهم فيه هو الحضور الذي قارب المليون انسان ، توكيداً للوفاء خصوصاً للمقاومة وسيدها والصمود ، الذي تجلى في هتاف الحضور الهائل العدد :”لبيك يا نصر الله ” لحظة مرور طيران العدو فوق المشيعين ، لمرتين .
وتدرك ايضاً ان زحف ابناء الجنوب عودة إلى قراهم تحت القصف والقنص والطائرات المسيرة الصهيونية ، هي مساعدة لكم ، بنزع الاحراج عنكم امام الجميع ، بأن الزحف هو ارادة وحق لكل مهجر ، وورقة بوجه العدو الصهيوني ، والصهيونية العنصرية اورتاغوس والمعجبين بها من ساسة واعلام في لبنان !!
الاستحقاق الثالث يا دولة الرئيس هو الانتخابات البلدية ( والاختيارية ) في جنوبي لبنان وبقاعه … فهلا قرأت جيداً فوز 109بلدية بالتزكية ؟ وهل قرأت عن منع ترشح خصوم المقاومة في اي بلدة صغيرة او كبيرة ؟ وهل قرأت نتائج خصوم المقاومة في صناديق الانتخابات ، التي استحقت وزارة الداخلية ووزيرها احمد الحجار وكل اجهزة الامن والجيش التهنئة من كل القوى السياسية ومن الاعلام على النزاهة والحيادية والحرية المطلقة للمرشحين والناخبين ؟
وبعد
فحوى هذه الرسالة يا دولة الرئيس ، ان تقول لاورتاغوس انك ممثل لكل اللبنانيين في حكومتك ، وليس فقط القوات اللبنانية ، وهي حرة في مواقفها ، وخصومها ايضاً احرار
فإذا كانت القوات ساعية بفجاجة للافادة من الهمجية الصهيونية ، وتريد اجراء امتحان امام المبعوثة الاميركية الصهيونية ، فتجنب انت الخضوع لهذا الامتحان ، واستمع الى نتائج الامتحانات العفوية الصادقة ، وحتى التي اجراها حزب الله لجمهوره وحاضنته ومؤيديه خلال الأشهر الستة الماضية….
جمهور المقاومة يريد الدولة
جمهور المقاومة جزء اساس من هذا الوطن
جمهور المقاومة المنكوب يرفض هزيمة حزب الله .
جمهور المقاومة لم ينكمش كما توهم ويتوهم البعض
جمهور المقاومة يتمسك بها او على الأقل يتمسك بحزب الله ، ويواجه التحدي الصهيوني واستفزازات القوات اللبنانية ( وبعض التافهين من اللصوص والنكرات السياسيين من اعوج الحنك إلى اعوج السلوك إلى سياسي الصدفة )بالمزيد من التمسك والتماسك ، وهو بالتأكيد يريد الدولة ، ولا يتوهمن احدكم انه قد يلجأ إلى اي حضن آخر لأنه يريد الدولة العادلة ، وهو يعتبر ان المقاومة تمثله ، ويريد المصالحة بين الدولة والمقاومة ، ولن ينصر اياً منهما على الآخر
بل هو مع الاثنين ضد العدو الصهيوني ، ويناظر ان يكون نواف سلام مع هذا المنطق وفاء لتاريخه وما ومن يمثل كرئيس لحكومة كل لبنان