
الشراع تتابع نشر اخطر الوقائع عن رحلة عبد الناصر مع العذاب من سلوكيات الأنظمة العربية ضده قبل رحيله في 28/9/1970
في سياق حديث الشجون، الذي استدعته الشروحات المطلوبة ،لحديث جمال عبّد الناصر مع معمر القذافي
١- لماذا كانت رحلة ناصر السرية إلى موسكو يناير 1970؟
كان السبب الأساسي معالجة الفجوة بين مصر وإسرائيل في سلاح الطيران، خصوصاً مع استباحة العمق المصري. وحيث أن الطائرة تواجهها طائرة أو صاروخ، ونظراً لأن إعداد الطيارين يستغرق سنوات، كان البحث عن شبكة الصواريخ.
وفي مباحثات موسكو أكد بريجنيف أن الصواريخ المطلوبة لم تخرج مطلقاً من الاتحاد السوفييتي إلى أي بلد، ولا حتى البلدان الاشتراكية، ثم إن التدريب عليها يتطلب 6 شهور على الأقل.
للتغلب على النقطة الأولى ( يقول ليونيد بريجينيف )
استدعيت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي للانعقاد على نحو عاجل ووافقت على الطلب المصري.
للتغلب على النقطة الثانية وافق ناصر على استقبال جنود سوفيات لتشغيلها لأول مرة.
٢- حيث أن قبول مبادرة روجرز كان يرجع في حقيقته إلى دفع شبكة الصواريخ إلى الجبهة، في جانب منه أساسي، فمن المهم العودة إلى اليوم الفاصل لوقف إطلاق النار ليلة 8/7 وفجر 8/8
حيث اندفعت كتائب الصواريخ مع آذان المغرب، وظل محمد حسنين هيكل هيكل الذي كان يشغل منصبي وزير الإعلام والخارجية بالنيابة (لمرض محمود رياض) إدارة العملية مع وزير الخارجية الأميركي، طلب تأجيل الموعد عدة مرات بعد الساعة 12.00 المقررة. وعند الساعة الخامسة فجراً إتصل بناصر وأبلغه أن المهمة تمت بنجاح كامل، فكان رد ناصر موجزاً وبليغاً: “إذن فقد انتصرنا في معركة التحرير”، كل ذلك بث علناً في حوار هيكل مع محطةالجزيرة.
٣- في خطابه بالاحتفال بعيد العمال أول مايو، توجه ناصر برسالة علنية إلى نيكسون: إننا نطالبه بالضغط على إسرائيل للانسحاب من كل الأراضي العربية المحتلة عام 1967 تطبيقاً للقرار 242، وإذا قال أن ذلك ليس في إمكانه، فنحن على استعداد لأن نصدقه، مهما كان رأينا بهذا الشأن .. لكننا نطالبه بأن يمتنع عن تزويد إسرائيل بالسلاح حتى توافق على الانسحاب. وأكد الرئيس الأميركي في مذكراته أنه وضع في مأزق حقيقي.
ثم جاء “أسبوع التساقط السريع للطائرات الإسرائيلية” على ضفاف قناة السويس في يونيو 1970، حيث سقطت 9 طائرات من طائرات النخبة: الفانتوم والميراج، وتواكب مع ذلك أن أجهزة الاستماع الإسرائيلية قامت برصد مكالمات باللغة الروسية، في أول اكتشاف إسرائيليي لذلك التطور الهائل
في ضوء هذين الحدثين – الرسالة إلى نيكسون، وتساقط الطائرات – جاءت مبادرة روجرز تحمل نص :”الانسحاب الكامل من كل الأراضي العربية المحتلة عام 1967″.
في كتاب الوثائق السرية الإسرائيلية في عهد ناصر ، وبعدها كتاب آخر في عهد السادات، وطبعاً كتب عن الوثائق الأميركية ..
في الأولى أن وزير الدفاع الصهيوني موشيه دايان ،كان قد قرر أنه لا مفر من إعلان الانسحاب الكامل من سيناء تحت ضربات حرب الاستنزاف، التي حولت حياة الجيش الإسرائيلي إلى جحيم، وتصاعد أعداد القتلى، إلا أنه تراجع في آخر لحظة لتأثير ذلك على صورة “الجيش الذي لا يقهر” عسكرياً ومجتمعياً! وطبعاً الرد الحاسم على أي ادعاء بشأن مضمون ما نشر من التسجيل بشأن توجهات ناصر الحقيقية؛ ترد عليه حرب الاستنزاف.
ولاتزال الشجون تتداعى.