
هذا المقال ليتأكد كل مسلم ،وليتفهم أن السلف أقل منا علما
وأن الأئمة اقل منا علما، وأن الأزاهرة اقل منا علما.
وأنك لن تتفهم هذا ،حتى تقرأ ذلك المقال من بدايته إلى نهايته
جيث يقول تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) (البقرة:26)
فبما أنك من الذين آمنوا فقل لنفسك ماذا أراد الله بأن يضرب مثلا ببعوضة، وما هو مراده من ذلك المثل وما هو الحق الذي علمه الذين آمنوا في هذا المثل ؟؟؟
وما موقف المسلم الذي وقف مكتوف الأيدي أمام هذا المثل وقال كما يقول الذين كفروا:
(ماذا أراد الله بهذا مثلا؟؟).
وهل ما علمه الأقدمون في هذا المثل يعبّر عن منتهى العلم الواجب أم لا .
إني لأعلم أن الإجابة جدّ عسيرة…ولكن إليك الإجابة:ـ
أولا: يجب أن تعرف مفردات المعاني لبعض الكلمات التي يمكن أن تكون مفيدة ـ
* فكلمة لا يستحيي تعنى لا يتغير ولا ينكسر لأنه سبحانه وتعالى يغيّر ولا يتغيّر .
* وكلمة فما فوقها تعنى فما أقلّ منها في الصّغر.
ثانيا: هذا المثل تأكيد من الله على ضرورة العلم ،فما يفهمه الأقدمون من هذا المثل أقل مما يفهمه المحدثين من ذات المثل، وذلك لأن الله يزيل الغشاوة كل يوم عن البشر ليكتشفوا علوما جديدة من خزائن علمه ،عسى أن يؤمن البشر أو يزداد يقينهم بالخالق ، لكن هيهات لأمّة لا تقرأ ولا تتعلّم ولا تستجيب ثم بعد ذلك تتصوّر أنها المعنية بقوله تعالى:
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران:110).
إن الأقدمين من الذين آمنوا فهموا من هذا المثل أن الله يضرب هذا المثل بالبعوضة فهي رغم دقّتها وصغر شأنها بين المخلوقات، إلا أن بها سرّ الحياة الذي استودعه الله كل الخلائق جميعا، وبها سرّ الخلق الذي احتفظ الله به لنفسه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج:73)
وهذا هو حدّ الكفاف في العلم بشأن ذلك المثل.
أما من أراد الاستزادة حتّى لا يكون ممن لا يهتمون بعلوم القرءان ولا يهتمّون بكلمات الله ولا يقرؤونها إلاّ وهم غير مهتمّين إن أقاموا فريضة التدبّر أم لم يقيموها، فإن مثل البعوضة يحمل في طيّاته حقائق عديدة نذكر منها ما يلي:ـ
1. *أن الله يضرب المثل بأنثى البعوض (الدليل كلام الله) وهى الوحيدة التي تمتص الدّم وليس الذّكر.
2. *لها مائة عين في رأسها على شكل يشبه قرص العسل.
3. *لها مائة سن في الفك السفلى من فمها.
4. *لها ثلاثة قلوب في جوفها بكل قلب الأقسام المعروفة في تكوين القلوب. 5. *لها ستة سكاكين في الشفة العليا ولكل سكين وظيفته.
6. *لها ستة أجنحة (ثلاثة في كل جنب) ولكل جناح عروق تقوية.
7. *لها ممصات بأرجلها تمنع الهواء من إزاحتها من على جلد الإنسان إذا ما اشتد الهواء (كالهواء الصادر من المراوح الكهربية ونحوه).8. *مزوّدة بجهاز حراري يعمل بمثل نظام الأشعة تحت الحمراء وظيفته أن يعكس لها لون الجلد البشرى في الظلمة إلى لون بنفسجي حتى تراه، كما أن لها إمكانية الإحساس بالكائنات الأخرى بواسطة الطاقة الحرارية الخارجة من تلك الكائنات.
9. *مزوّدة بجهاز تخدير موضعي يساعدها في عدم كشف حالها أثناء غرسها لإبرة مص الدم، وينتهي تأثير المخدّر بمجرد انتهاء مهمتها في مص دم الإنسان فيشعر الإنسان بوخز قرصتها ولكن بعد مغادرة البعوضة لجلد الإنسان.
10. *مزوّدة بجهاز لكشف الدماء الدّسمة( الدم الدهني) والتفرقة بينها وبين الدماء الغير دسمة ( الدماء التي يعانى أصحابها من الكولسترول هي الدماء الدّسمة وهى التي تستهدفها البعوضة ) لذلك لا تعجب أن تجد في المجلس الواحد من يشتكى لدغ البعوض ومن لا يشتكى).
11. *مزوّدة بجهاز لإفراز سائل لمنع تجلط الدّم حال الامتصاص من خرطومها الرفيع جدا إلى جسمها حتى لا يتجلط في جهازها الهضمي.
12. *مزوّدة بجهاز للشّم حتى تتعرف على نوع الدماء الذي تحبه من مسافات بعيدة.
13. *البعوضة إذا جاعت عاشت وإذا امتلأ جوفها انفجرت وماتت.
ولميكانيكا وطبيعة عمل البعوضة شأن عجيب في الدقّة والنظام والعلم ، فهي تشم أولا رائحة الإنسان الذي تنتقيه لمص دمه، ثم تقف على الجلد تستهدف المهاد السريرى للدم الموجود أسفل الجلد مباشرة ،وتضع أرجلها ذات الممصات على الجلد لتثبيت وضعها،
وتقوم الأجنحة بدور حفظ الاتزان حتى في حالة تحرّك الإنسان (الهدف) فهي تظل ثابتة على رقبتك مثلا حتى وأنت تسير أو تجلس أو تتكلم، ثم تفرز نقطة دقيقة جدا من المخدر تكفى مدة عمليّتها الجراحية في جسد الإنسان، ثم تقوم السكاكين بعد ذلك بعملها في قطع الجلد، ثم إنزال سائل مانع التجلط أولا من خلال خرطوم خاص، ثم ثقب الإبرة للجلد من خلال القطع الذي قامت به السكاكين والموضوع به المخدّر والمعالج بمانع التجلط ، ثم تبدأ عملية الامتصاص.
ومن آياته الجليّة الوسطية في كل شيء ـ ولأن الشبع يؤدى إلى التخمة عموماـ لذا فإنك ترى البعوضة إذا ما امتلأ جوفها فإنها تنفجر وتموت لذلك تدبّر الحديث الشريف (ما ملأ ابن آدم وعاءا شر من بطنه) وغيره من الأحاديث فى هذا الشأن كثير.
وإنه بعد انتهاء عمل البعوضة على جلد الإنسان فإنها تطير وينتهي عمل المخدّر ويشعر الإنسان بوخز ما كان من أمر البعوضة.
فتأمل رحمك الله سر الحياة وسر الخلق وقل سبحان الذي خلق الأزواج كلها وتذكّر قوله تعالى(…..وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً }الفرقان2ـ
وتدبّر قوله تعالى (إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) (يونس:6) .
وقوله تعالى(وفى خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون)4 الجاثية ـ
ويقول تعالى(وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) (الشورى:29)
ويتأمل المسلم من هداية الله للبعوضة في طريقة حياتها المتناسبة مع إمكانياتها حيث يقول تعالى {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى }طه50
ويقول ({هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }لقمان11 ـ
ويتحقق من قوله تعالى {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ.
***وإليك بعض المعلومات الإضافية عن البعوضة:ـ
إن ذكر البعوض عندما يصل إلى مرحلة البلوغ فإنه يقوم بالبحث عن الأنثى مستخدما حاسة السمع فإن حاسة السمع عند الذكر ليست مثل الأنثى فإنها أقوى وأرهف للحس.
الغذاء الرئيسي للبعوض هو خلاصة الزهور لكن الأنثى تحتاج إلى امتصاص الدم لتتغذى على ما فيه من البروتين اللازم لنمو البويضات بما يعنى أن عملية امتصاص الدم لازمة لاستدامة النوع.
تطير الذكور في جماعات كبيرة فعندما تدخل أي أنثى في داخل السرب يمسك بها أحد الذكور بواسطة كلاليب خاصة وتتم عملية التزاوج حال الطيران وهى تستغرق لفتة صغيرة من الزمن.
بعد أن تتغذى الأنثى على الدم تكبر البويضات ثم تقوم الأنثى بوضعها على الأوراق الرطبة أو بجانب البحيرات اليابسة وهى تميّز المكان الرطب عن غيره بواسطة لاقطات حسّاسة موجودة في أسفل بطنها، ولا يصل طول البويضة إلى واحد مليمتر، وهى تضع بيضها إما بالواحدة تلو الواحدة أو تضعه في هيئة مجموعات مترابطة تصل المجموعة الواحدة إلى 300 بويضة، وتكون البويضات باللون الأبيض أولا ثم وبعد مرور 1ـ2 ساعة تتبدّل لونها إلى لون أسود حتى يتم تمويه البيض عن خطر الحيوانات والحشرات الأخرى، وبعض أنواعها يتغير لونه وفقا للون البيئة الموجودة عليه.
وتوجد معلومات كثيرة جدا عن أطوار النمو وطريقة التنفس وغيرهما مما يعجب له المرء ويقف مبهورا أمام عظمة وقدرة الله وأمام هدايته لخلقه فى سبل حياته وبقاء نوعه بدلا من وقوفه مبهورا أمام شاشة التلفاز في تمثيلية هابطة مما هو متوفر للعق العقول الفارغة البعيدة عن العلم وعن التدبر والتي اكتفت بإيمان قديم أو موروث،أو الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر للعب الأشواط القاطعة للوقت أو مشاهدة الساقطات ممن يتخنّعن ويتمايلن بالغناء مما توفره أجهزة الإعلام كمنتج رئيسي حتى يتم التأكد التام من بعد الشباب عن دين الله .
فما تم تقديمه عن البعوضة هو التّدبر الواجب في كتاب الله لأهل هذا العصر وهو التّدبر الذي لا يقف عند حد وتنهض به الدعوة وينتشر به الإسلام في ربوع الأرض، وحقّا يقول تعالى {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53.
لذلك أناشد الأمة الإسلامية تحرير كتاب الله من يد المشايخ والفقهاء فهم غير متخصصين فيه…
بل كل منا متخصص بكتاب الله ويجب على الجامعات بالدول الإسلامية أن تتدخل لحماية كتاب الله من يد فقهاء إرضاع الكبير ونكاح الرضيغة وسبي النساء ووطئهن وهدم الكنائس والتضييق على غير المسلمين بالطرقات….الخ.
ويقول تعالى: إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها
فمن يفهم شأن البعوضة؟
أساتذة علم الحشرات أم فقهاء الموت والجنازات.
ويقول تعالى :قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق….
فمن يفهم ذلك؟
أساتذة الجيولوجيا والحفريات أم فقهاء مضاجعة الوداع وسبي النساء
ويقول تعالى:(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقِت)
فمن يفهم ذلك الشأن؟
الطبيب البيطري أم فقيه إرضاع الكبير ونكاح الرضيعة.
لذلك أؤكد ضرورة تحرير كتاب الله من يد المشايخ والفقهاء…..