
أولى نتائج المفاوضات الإيرانية -الاميركية حول الملف النووي الايراني، التي عقدت جلستها الثانية اول أمس السبت ..هي ابعاد أوروبا وروسيا والصين عنها .. وهذا كان احد اهداف الرئيس دونالد ترامب، من انسحابه عام 2018 من الاتفاق النووي الذي عقدته ايران مع القوى الكبرى عام 2015 ,( الدول الأخرى إلى جانب أميركا هي روسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا وكانت تسمى القوى الخمس +واحد هي المانيا )ولاحظوا ان الجولة الثانية من المفاوضات تجري في بلد أوروبي لم يكن حاضراً ضمن الدول الخمس + المانيا !
ترامب يريد اتفاقاً أميركياً – إيرانياً ، لو وجود فيه لآخرين ( ألم يسع لإتفاق أميركي – روسي في أوكرانيا لا دور لاوروبا فيه ؟)
الهدف الثاني هو أبعاد ايران عن الصين ، التي هي العدو الاستراتيجي الاول في البعد الاقتصادي للولايات المتحدة الاميركية ، وتحييد ايران عنها دائماً .. وينتظر من ايران ان تقترب من الغرب ،وان تبتعد عن الشرق الروسي – الصيني ).
بعد فشل المحاولة الاميركية لجعل ايران تفكك برنامجها النووي كما فعل العقيد معمر القذافي مع مشروع الجماهيرية النووي ( علماً بأن هذا التفكيك الليبي لم يمنع العدوان الاميركي – الأطلسي على الجماهيرية عام 2011)
اعطى ترامب للمفاوض الاميركي تفويضاً كاملاً بالإتفاق مع المفاوض الايراني على ما يلي :
١-سلمية الملف النووي .. استناداً إلى كلام ايران من اعلى مستوياتها القيادية السيد علي خامنئي بأن الملف النووي الإيراني هو لأغراض سلمية
٢- محاولة ادخال الصواريخ الذكية في المفاوضات . لكنها يمكن تجاوزها حتى لا تتعطل المفاوضات ، لأن
المهم بالنسبة لترامب وكل الادارات الاميركية منذ عام 1948 هو سلامة الكيان الصهيوني و الدعم الاميركي اللامحدود للكيان الصهيوني المعتدي بهمجية على كل تقدم عربي ومقاومة عربية ، هو تجسيد لهذه الاستراتيجية الاميركية ، التي تنظر إلى الكيان الصهيوني ككلب حراسة شرس ..
٠٠ترامب يريد ان يأكل العنب من البستان الايراني ، ولا يريد قتل الناطور ، والدهاء الإيراني يشجعه على ذلك ، ويغريه بالحاجات الإيرانية لكل امر أميركي على حساب أوروبا والصين وغيرها .. خصوصاً في مرحلة اعادة بناء الدولة والمجتمع ، واسترداد مئات المليارات من الدولارات، للبدء بأوسع عملية تنمية وإنهاض الخدمات في بلد مازال يعيش حصارا ظالماً منذ عشرات السنين.
أما إذا نفذ ترامب المطلب الصهيوني بتدمير كل امكانات ايران النووية والعسكرية ، فإن ايران اعدت العدة للرد على الاميركي وهو بمتناول صواريخها في كل دول الخليج العربي والعراق وحتى في كل وجودها العسكري في مدار الشرق الأوسط وأوروبا القريبة … فلماذا يغامر ترامب بحياة عشرات آلاف الجنود الأميركيين إذا كان يستطيع ان يتفاهم مع ايران ، واضعاً بطبيعة الحال المصلحة الاميركية فوق المصلحة الصهيونية ، إذا تعرضت المصالح للتناقض او للتضارب ؟.
ولماذا يصر ترامب على مطلب اخضاع انتاج اليورانيوم المخصب إلى رقابة روسيا ، كما ورد في واشنطن او في الكيان الصهيوني ، إذا كان يستطيع التفاهم مع ايران مباشرة .. ولو بتنازلات مقبولة ومتبادلة من الطرفين ؟
واخيراً
وعلى رأي المسؤول الإيراني الكبير السابق ، بأنه “متشائل “بنتيجة المفاوضات حتى الآن ،فإن المنطق السياسي، وفهم العقلية الإيرانية بالدهاء وتقديم مصلحة البلد والنظام ، فوق اي اعتبار وفهم عقلية ترامب البراغماتية والمكيافيلية والترامبية … يفترض ان نجاح المفاوضات هو امر منطقي ، لكن فشلها لا يعني نهاية الكون