
دولتان نوويتان آسيويتان تنزلقان نحو حرب ضروس ، ليست كمثل اي حرب اخرى ، لا في أوكرانيا التي وضعت الغرب الاوروبي – الاميركي في وجه الغرب الروسي ، ووضعت الرأسمالية الروسية الجائعة ، في وجه الرأسمالية المتوحشة ، على حد توصيف زميلنا الطبيب احمد عياش .. ولا في فلسطين حيث الهمجية الصهيونية تجب كل همجيات التاريخ قبل البشري ، وليس مثلها إلا همجية آل الاسد ضد الشعب السوري..
هذه حرب ليست جديدة بين البلدين ، وقد كانا بلداً واحداً وتؤدي فيها العوامل الدينية والأثنية وسيطرة الخرافات على المجتمعات ، من شيخ في قرية ، وناسك في معبد ، وبقرة تذبح هنا بالحلال وبقرة تعبد هناك .. هي ثقافات متباينة متناقضة منعت استمرار هما دولة واحدةً، لكن المفارقة ان انفصال المسلمين في شرق وغرب الهند، إلى دولة باكستان بجناحيها الشرقي والغربي ، دفعتهما الهند نفسها مستغلة تباعدهما الجغرافي بآلاف الكلمترات إلى حرب جديدة بين الهند وباكستان الحالية ، عام 1971 لتنشأ دولة بنغلادش الحالية منشقة عن الباكستان .
التحدي العميق بين الهند وباكستان، شكل الحافز الأهم لإمتلاك كل منهما عناصر القوة ، ممثلة بالسلاح النووي
وهنا بيت القصيد : فالدولتان خارج التصنيف الغربي اولاً
والدولتان مارستا الحياد لوقت طويل في صراع الشرق والغرب .
نعم
شكلت الهند في عصر جواهر لال نهرو مع مصر جمال عبد الناصر قمة دول عدم الانحياز والحياد الإيجابي ، وكانا حليفا الاتحاد السوفياتي ، الداعم الاول لحركات التحرير في العالم ، وكانت باكستان منحازة إلى السياسة الاميركية تماماً ،
نعم
كانت الهند على خصومة وحالات مواجهات حربية مع الصين التي كانت إلى جانب الباكستان
لكن التحدي المتعدد الاسباب مكن كلا منهما من امتلاك السلاح النووي.. ولا يزال هناك من يعتقد ان الرعب النووي هو الذي يمنع اي حرب نووية يبدأها الفقراء … لأن جريمة بهذه الوحشية لن يبدأها إلا الأغنياء ، ألم ترتكبها أغنى دولة في العالم – اميركا – ضد اهم دولة اقتصادية في آسيا – اليابان عام 1945 ؟
وبعد
كل اسباب الحرب متوفرة لاندلاعها بين الهند وباكستان
فهل يسمح بها العالم وتحديداً أميركا وروسيا وأوروبا والصين ؟
الملاحظ حتى الآن ان الدولتان تتدحرجان نحو الحرب الشاملة ، ومع هذا لم يتدخل الشرق والغرب وكله يملك الاسلحة النووية ، وكل البيانات الصادرة عن الاثنين خجولة ومناشدة لا قيمة لها ولا ردع !!
فهل يريد العالم دفع البلدين للإنتحار ، ونحر من حولهما من الدول ؟
طبعاً
لن يستطيع احد استدراج الصين لحرب كهذه ، وان كان هناك من يعتقد ان الصين تنتظر أهوال هذه الحرب لتنقض على تايوان وضمها إلى البلد الام !!
ماذا اذن؟
انها محاولة لمنع الحرب بفرض رقابة حاسمة على الأسلحة النووية في الدولتين ، من دون ان ننسى ان الملف النووي الليبي في عهد العقيد معمر القذافي تم تشكيله بمساعدة الخبير النووي الباكاني عبد القدير ، وان الملف النووي السعودي كان على هذه الطريق
اذن
يجد الغرب وعلى رأسه أميركا ان مصلحةاسرائيل تكمن في لجم الباكستان لمنع وصول النووي إلى السعودية مثلاً
والحل الوحيد للجم باكستان ( والهند ) هو فرض الرقابة على الدولتين ، ولن يتم هذا إلا بعد تهديد كل منهما الآخر بالنووي ! هنا يتدخل العالم لفرض الرقابة على قدراتهما النووية.
للتذكير فقط
قتل الصهاينة الرئيس جون كنيدي في 22/11/1963 بعد إلحاحه على الكيان الصهيوني ان يخضع المفاعل النووي عنده للرقابة والتفتيش .