
نحن لا نعرف السيد شارل الحاج ، وعندما اصبح وزيراً للإتصالا ت سألنا عن مؤهلاته فعرفنا انه يملك شركات توزع شبكات إنترنت هي مدى وكونكت فسألنا ببراءة : ألا يمكن ان ينشأ تعارض بين موقعه الوزاري الذي يشرف رسمياً على كل شبكات الاتصالات، بما فيها شركات يملكها هو شخصياً ، وبين موقعه الوزاري ؟
ورحنا نستعرض سوابق مشرفة في تاريخ العمل السياسي والوزاري ، حين رشح الضمير الوطني نسيب لحود نفسه لمقعد نيابي ، ونجح كيف اوقف عمل شركته في التعهدات نهائياً في لبنان ، وكيف اوقف نائب رئيس الوزراء عصام فارس كل مشاريعه الخاصة في لبنان ، بعد ان دخل المعترك السياسي ..وكدنا نقول ان هاتين الحالتين نادرتان في لبنان ، وان هذه هي الأصول في إعتماد الشفافية والنزاهة .. لكن هذا كان مستحيلاً قبل ان يأتي الرئيس جوزيف عون رئيسا للجمهورية، وان يصبح نواف سلام رئيسا للحكومة.. وقد اجمع اللبنانيون على نزاهة ونظافة كف الرئيسين ،إلى ان فوجئنا كما كثير من اللبنانيين بأن وزيراً للإتصالات اسمه شارل الحاج هو رجل أعمال تتعارض مهمة توزيره مع امتلاكه لشركتين تتعاملان حكماً مع وزارته .. هذا اولاً
الأمر الثاني ان الوزير الحاج طلب انهاء عقود نظمتها مؤسسة أوجيرو مع شركات لمد “الفايبر اوبتيك “منذ وقت طويل ونفذت وتنفذ العقود ، فلما ابلغه مدير الاوجيرو عماد كريدية ان هناك عقود لا يمكن إلغاءها لما يترتب عليها من اضرار مادية وخدماتية ” تردد ان الوزير وضع المدير كريدية في رأسه وصمم على تطييره ” !
ملاحظات في الشكل وفي المضمون
هل تذكرون مرشح جبران باسيل للتوزير وهو شخصية سنية من اقليم الخروب ؟ يبدو ان شارل الحاج، يريد هذه الشخصية المحسوبة على ميشال عون ، ليتسلم موقع عماد كريدية !
هل تذكرون الخلاف المفتعل الذي اثاره الصهر الصغير ومستشاريه الذين سلمهم وزارة الطاقة ، برفضه تنفيذ قانون انشاء الهيئة الناظمة للطاقة الذي صدر عام 2002 … فلما اقر بعد كوارث هدر 65 مليار دولار على الكهرباء المعدومة ، اراد هذا الصهر إلحاقها بالوزارة ،لتصبح الهيئة المشرفة على هذة الوزارة تابعة لوزير عينه الصهر الصغير !!
هكذا يريد وزير الاتصالات إلحاق هيئة اوجيرو بوزارته ، لتنفذ اوامره على الرغم من انها هيئة مستقلة
الوزير اصدر قراراً بإنهاء خدمات المدير ، اعتبره من حقه ، وكان يجب ان يعود لمجلس الوزراء الذي اصدر قبل سبعة اشهر تقريباً ( في عهد حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي ) قراراً بتمديد مدة عمل المدير لمدة سنة تنتهي في ايلول المقبل … فلماذا لم يعد الوزير إلى المؤسسة التي مددت خدمة المدير ؟
لذا
عندما يعتبر البعض ان شارل الحاج اعتمد الكيدية ضد عماد كريدية ، فهو ينظر بموضوعية إلى هذا التقييم