
” زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ” قرآن كريم
وقال رسول الله ” زين إلي من دنياكم ثلاث : النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة “
هذا الشعور من جانب الذَكَر فهو دائماً خاضع لحافز قوي يأمره بعنف ويهمين عليه بشدة ويحفزه بإلحاح وهو حافز الشهوة العمياء ، فالشبق الجنسي يذهب بعقل الرجل الحازم ، وفي هذا الكفاية من القليل الذي يغني عن الكثير ولا تقل الأنثى عن الذكر في درجة الاشتياق والتعلق فهي أشد منه شوقاً وأكثر منه تلهفاً عليه .
وقد أودع الله في الإنسان أسراراً منها ما أفصح عنها وبيّن حكمتها ومنها ما لم يُفصح ولم يُبين ومن تلك الأسرار التي لم تسبر أغوارها الشبق الجنسي ، وقد أودعه الله في صورة جاذبية خفية بين الجنسين تشد كلاهما للآخر ، تلك الجاذبية المودعة في الذكر للأنثى وتلك المودعة في الأنثى للذكر وقد ألقت عصاها في نفسيهما فكلاهما مشدود للآخر منجذب إليه طائرأً عائفاً متلهفاً لأليفه ليكمل به نفسه ، وهذه الجاذبية لم نعرف لها أصلاً ولم نلق لها تعليلاً مقبولاً .
فعلماء الطب يقولون أن الرغبة الجنسية هي إحساس عضوي بالنقص كالإحساس بالجوع والإحساس بالعطش وهي حاجة يشعر الجسم نحوها بضرورة الاكتمال … ويستطيع الجائع جنسياً أن يعيش حقباً طويلة دون أن يضيره أذى ، كما عزا ذلك علماء الطب ( الرغبة ) الى الهرمونات الجنسية ” التيستوستيرون ” في الذكر وهرمون ” البروجستيرون ” في الأنثى ، لكن لنوضح هذا الموضوع نقول أننا لن نزيده إلا إبهاماً وغموضاً .
إلا أن هناك رأياً آخر رداً على قول الأطباء أن موضوع الشبق الجنسي مرجعه الى الهرمونات الجنسية التناسلية وهو أن الموضوع أكبر من ذلك بكثير يتناول التكوين الباطني المقنع للنفس البشرية ، والدليل على ذلك أنه عندما يتدخل جراحو التجميل لتحويل الخنثى الى أنثى أو بتحويل الخنثى الى ذكر فإن الأنثى الناتجة عن ذلك لا تتسم أو تتصف بصفات الأنثى العادية الكاملة ، كما أن الذكر الناتج عن العملية لا يتصف بصفات الذكورة الكاملة مائة في المئة ولو كانت قريبة من النتيجة الطبيعية إلا أن هنالك شذوذ ، وأبحاث الطب وعادات البحوث لا تبني القواعد على الشذوذ .
والواقع أن الحب هو في أعماق النفس البشرية لذلك يحتوي الذكر الأنثى وهي تحتويه وسلطان الحب غير معروف طبيعته حتى اليوم ، وقد خلقت شهوة الجماع في الإنسان سراً من أسرار الله وهي أقوى الشهوات وأعصاها على الفهم عند التحفز والهيجان ، وفي قوله تعالى ” وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله ” وصدق قول رسول الله الكريم ” من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد للحاكم ” وينصح الأطباء بالحب بين الزوجين كعلاج للعقد النفسية وراحة وشفاء من الاكتئاب النفسي ، لأن مع الحب تدخل البهجة في القلب ويذوي اليأس والقلق والقنوط .
كما نهى الرسول عن الوقاع قبل الملاعبة أو بدونها فقال : ” فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك ” وأن مما يجدد نشاط الرجل الجنسي ويحفز شهوته ويرفع من حبه لزوجته قوله – ص ” اغسلوا ثيابكم وخذوا شعوركم واستاكوا وتزينوا وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم ” فالطهارة والنظافة وجمال المظهر مما يشد الأنثى للذكر ويزيد من تعلقها به وتلهفها عليه وشبقها نحوه .
وقد أوجب القرآن الرفق بالنساء في قوله تعالى : ” وعاشروهن بالمعروف ” ويقول محمد رسول الله : ” رفقاً بالنساء فإنهن خلقن من ضلع الرجل الأعوج فإن جئت تقومه كسرته ” ويقول كذلك : ” إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها ثم إذا قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها ” إنها المشاركة الوجدانية التي تحفظ المشاعر والأحاسيس .
وللبنت أن تختار زوجها كذلك للأب أن يختار لابنته زوجها المناسب لها ، وفي قصة سيدنا موسى مع أهل مدين ولقائه بابنتي سيدنا شعيب اللتين أعجبتا بقوته العضلية وأمانته : ” قالت إحداهما يا ابت استأجره ، إن خير من استأجرت القوي الأمين ” ، وقد أحبت فيه قوته وأمانته فاستدعاه شعيب وقال : ” قال إني أريد أن أنكحك احدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج ، فإن أتممت الى عشر فمن عندك ” وفي قوله هذا يؤكد إسراع الأب بخطبة الرجل المناسب الصالح لابنته .