السبت، 19 أبريل 2025
بيروت
18°C
سماء صافية
AdvertisementAdvertisement

لبنان اللبناني هوية جميع اللبنانيين!

التقيت يوم الإثنين الماضي، ١٣ نيسان الجاري، بناء على موعد سابق، سفير دولة أوروبية صديقاً للبنان، كما دولته، ففاجأني بسؤال مباشر: “لماذا هذا الجفاء الحاد بين القيادات السياسية المسيحية؟”
قلت: “انه التنافس على الصدارة”.
سأل: “هل انهم لا يتصدّرون احزابهم؟”
أجبته متضاحكاً: “إنها صدارة الرئاسة الأولى يا عزيزي”. واضفت: “هذا الواقع ليس جديداً على الموارنة تحديداً. انه قائم منذ نهاية الحرب العالمية الأولى ووضع لبنان تحت الإنتداب الفرنسي. وكان فرسان الصراع على الصدارة ثلاثة هم: حبيب باشا السعد، وخليل بشاره الخوري – والد الرئيس بشاره الخوري – والاثنان نسيبان من بلدة رشميا، والرئيس اميل اده”. وقد أوصل صراعهم على الصدارة رئيسين غير مارونيين هما: شارل درباس الارتوذكسي وايوب تابت، الإنجيلي، ومارونياً مسالماً هو الفرد نقاش. ومن غرائب هذا الصراع تمهيده طريق الرئاسة الأولى أمام زعيم طرابلسي، سني المذهب، هو الشيخ محمد الجسر، قبل ان يقطع الفرنسيون الطريق عليه، بحل مجلس النواب، قبل يوم واحد من موعد الانتخابات”.

قال السفير: “انه السباق الى قصر بعبدا؟”
أجبته: “طبعاً ومن أجله تدور المعارك”.
قال بإندهاش”: “غريب؟ الا يستشعر القادة الموارنة الاخطار التي تفتح شدقيها لابتلاع لبنانهم، والاطاحة بهم، تمهيداً لجعل المسيحيين جميعاً رقماً هامشياً لا دور لهم ولا فاعلية كما هو حال المسيحيين المشرقيين؟!

وكنت مساء الأحد ١٢ نيسان سمعت الإعلامي قاسم قيصر “يقصفنا” عبر شاشة “الجديد” بصاروخ بالستي محشوٍ بتأكيده: “ان سلاح “حزب الله” باقٍ.. باقٍ.. باقٍ للدفاع عن الشيعة المهددين بوجودهم… وان المماليك قتلوا منهم ١٤٠ ألفاً وهجّروا وشرّدوا..” وعبثاً حاول صاحب البرنامج الزميل جورج صليبا تهدئة ثورة الحاج قاسم وضبط إيقاع الحوار بينه وبين ضيف آخر يبدو انه من معسكر “القوات اللبنانية”.

ذكرتُ الواقعتين لأقول ان في لبنان انقساماً فكرياً متجذراً قد يستحيل تجاوزه دون عملية قيصرية لولادة فكر جديد يؤمن بانه ليس “لبنان اولاً” بل ان لبنان هو البداية ولبنان هو النهاية ولا شراكة مع هذا الايمان دينية كانت ام طائفية، سياسية ام ثقافية وقومية أو وطنية..

صحيح ان المماليك نكّلوا بالشيعة. والصحيح الثابت ايضاً انهم نكّلوا بالموارنة سكان الجبل وقتلوا بطاركتهم وألقوا بأحدهم في البئر وتركوه يلقى وجه ربه. ولكن المردة الموارنة ما تركوا لبنانيتهم ولا التزموا بعقيدة تتنكر للبنان أو يكون هدفها تذويبه في محيطه وجعله جزءاً من هذا المحيط وبيدقاً من بيادق الدولة الإسلامية العابرة للكيانات والدول.

يؤخذ على المسيحيين، وخصوصاً الموارنة، مآخذ سياسية محلية ودولية قد تكون صحيحة ولها ظروفها وأسبابها. وقد يكون بعضها غير صحيح وغير بريء ولكن المهم انهم ولا مرة في تاريخهم الحافل بالمجازر والنكبات ما كانوا غير لبنانيين أو متنكرين للبنان الأرض والهوية والهوى. وهذا ما يجب أن يعترف به الآخرون ويحترموه. وعلى الجميع، مسيحيين ومسلمين أن يقتنعوا، بل يؤمنوا، بان الدولة اللبنانية بمؤسساتها المدنية والعسكرية ووحدة شعبها هي، وحدها، التي تحمي اللبنانيين بجميع طوائفهم واحزابهم ومؤسساتهم. وان رهاننا جميعاً هو الجيش اللبناني الذي هو جيش كل الطوائف والأحزاب وان أي سلاح فئوي يستحيل عليه أن يحمي لبنان. لقد انتصرت “المقاومة” في الماضي يوم كان جميع اللبنانيين معها وداعمينها. أهل الدار الموحدون هم الذين ينتصرون.

 

شارك الخبر
الشراع
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

وفيق صفا لاذاعة النور

في حديث لاذاعة النور قال مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا : كلمة نزع السلاح...

8 أيّام من المرح والترفيه بالفوروم دو بيروت!

مهرجان Game On من تنظيم In Action Play وبالشراكة مع OMT، بانتظاركن بالفوروم دو بيروت من 19 وحتّى 26 نيسان،...

‏سعد الحريري يحسمها :

صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان التالي: ‏ انطلاقا من قناعتي بان الانتخابات البلدية هي انتخابات...

تنشر الشراع هذا البيان من وزارة الخارجية لتشير إلى ان هذه التعليمات من وزير الخارجية يوسف رجي ،...

الحوت: تنظيم المطار وإزالة الإعلانات السياسية أولوية

رأى المدير العام ورئيس مجلس الإدارة في “شركة طيران الشرق الأوسط” محمد الحوت أن لبنان دخل مرحلة...