فاجأنا دبلوماسي عربي مخضرم بمطالعة سياسية ، معاكسة لكل التقييم اللبناني -العربي السلبي لدعوات الرئيس الاميركي دونالد ترامب :من غزة إلى سورية ،ومنها إلى لبنان !!
ماذا قال الدبلوماسي العربي المخضرم ؟
دعوني اختصر لكم الأمور ، وأضعها في نصابها الوطني والمحدد ، والدخول مباشرة إلى المواضيع الشائكة والساخنة والملحة …
وتابع : فلنبدأ بلبنان بلدكم ، “واهل مكة ادرى بشعابها “كما يقولون
١-هل لاحظتم ان ” اسرائيل أطلقت سراح اسرى لبنانيين ، وهو احد مطالب الحكومة اللبنانية؟
لمن هذه الرسالة ؟ أليست لدعم موقف الدولة اللبنانية ؟ صحيح انها تساعد رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي هو مسؤول لبناني ، وهو ايضاً يحمل تفويضاً من القوة الأكبرفي لبنان وهو حزب الله .. إلا انها تصب في طاحونة دفع عجلة الدولة والحكومة، التي تواجه شروطاً راسخة لمساعدة لبنان دولياً واستتباعاً عربياً تحت عنوانين بارزين وهما :
١-سحب سلاح حزب الله وتسليمه للدولة اللبنانية
٢- اصلاحات جذرية لا بد منها لدعم لبنان ( هنا لا يمكن تجاهل زيارة وفد صندوق النقد الدولي الاولى إلى لبنان في العهد الجديد، على الرغم من انها زيارة تقليدية تتم كل عدة اشهر )
هذا التجاوب الصهيوني ، لرغبة لبنان هو في الأصل هدية لدونالد ترامب، ونحن نعرف ان ما تقدمه احياناً ” اسرائيل ” لاميركا تحصل في مقابله على اضعاف الأضعاف ..
٢- ومتابعة لهذا المسار ، فإن ترامب سيطلب من نتنياهو في ظل ازمة الآخير القانونية والملاحقة القضائية، ان ينهي الملف اللبناني ليتم حل القضية الاولى ، وهي سحب سلاح حزب الله.
كيف يتم انهاء الملف اللبناني ؟ يسأل الدبلوماسي العربي ويجيب :
انه انسحاب القوات الإسرائيلية من كل الأراضي اللبنانية المحتلة في العدوان الأخير !!
وماذا عن اصل المشكلة وهي :احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، والجزء الشمالي من بلدة الغجر …؟
انه في عمق المطلبين اللبناني والاسرائيلي !! كيف ؟
لن يسلم حزب الله سلاحه طالما استمر الاحتلال الصهيوني ..
وبالمقابل لن تنسحب “إسرائيل “من دون اتفاق “سلام “مع لبنان ..ثم اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان!!
( هنا نكتب أن الرئيس نبيه بري قال أمام مقربين : “أنا أموت ولن ارى آلعلم الإسرائيلي يرفرف في بيروت “)ما الحل ؟
الأمور ستسير خطوة خطوة !!
فلنتابع ؟
نتنياهو يتحدث عن ممر داوود من فلسطين المحتلة إلى منطقة السويداء إلى منطقة الوجود الكردي المسلح !
ماذا فعل ترامب ؟
يتساءل الدبلوماسي العربي مع الشراع ،ثم يضيف :سربت واشنطن انها ستنسحب من شمالي شرق سورية ، وهذه رسالة “لقسد “الخاضعة لسيطرة الأكراد المسلحين بقيادة مظلوم عبدي ، بأن عليكم ان تتفقوا مع الحكومة السورية الجديدة .. فكان الاتفاق السريع والمفاجىء مع الرئيس السوري احمد الشرع ، “ضربة أميركية لمشروع نتنياهو”!!
٣- انها غزة
——————-يتابع الدبلوماسي العربي المخضرم مطالعته الصادمة :
ألم يعن لكم شيئا، انتقال ترامب من دعوة لشراء قطاع غزة ، ونقل سكانه إلى صحراء سيناء لتحويله إلى منطقة سياحية ساحلية ، واصفاً مستقبلها بأنها ستكون “ريفييرا “الشرق الاوسط؟
ماذا يقول هذه الايام : ان هذا الأمر سيكون اختيارياً لشعب غزة،، فلم يعد الأمر ترحيلاً ولن يكون إلزامياً ، بل هو متروك للغزاويين إذا كانوا سيرحلون ام سيظلون ( هناك فرق )
يتابع الدبلوماسي العربي قوله ، مرحباً بالقمة العربية التي عقدت في القاهرة، والتي صدر عنها بيان حاسم رداً على دعوة ترامب – نتنياهو العنصرية كإستكمال لحرب الابادة الصهيونية المدعومة أميركياً ..
وماذا يقول البيان :
دعوة لإعادة اعمار غزة وبقاء اهله ، وتنفيذ الخطة المصرية ( التي اصبحت عربية ) والتي تكلف 53 مليار دولار ، واستعداد شركات مصرية ( وعربية ) كبيرة للبدء العاجل بتنفيذها .
محطات ثلاث واجه فيها ترامب نتنياهو ، بعد التماهي العميق بين الاثنين ، بالنسبة لهذه المشاريع في البلدان الثلاث !!
هنا يختم الدبلوماسي العربي مطالعته غير المسبوقة بأن السباق بدأ بين نتنياهو وترامب حول من يستطيع الاستمرار !!
نتنياهو يتوقع الاطاحة بترامب ، بأدوات خاضعة للدولة العميقة !!
وترامب يتوقع الاطاحة بنتنياهو بوسائل مختلفة :
اما بالقانون عبر المحاكمات .
واما بإسقاط حكومته في البرلمان مدعوماً من حركة في الشارع
وإما بمصير اسحق رابين الذي قتله مهاجر عربي يهودي من اليمن في تشرين الثاني 1995. . بعد اتفاقية أوسلو 1993 ، التي اعادت فلسطينيين لأول مرة منذ اغتصاب فلسطين عام 1948 ، إلى وطنهم بقيادة زعيمهم ياسر عرفات !
