
ونقصد بكلمة يعتدل هو الاتجاه إلى العدل ، حيث ظهر فرق هائل بين موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد طوفان الاقصى في 7/10/2023حين دعا إلى تشكيل تحالف دولي ضد حماس ، يوازي
بينها وبين داعش ، وبين دعوته إلى قيام دولة فلسطينية ، محدد تاريخ شهر حزيران المقبل موعداً لإعلان اعترف مقترح لفرنسا بدولة فلسطينية !!وهو الشعار نفسه الذي وافقت عليه حماس تأييداً لقرارات القمتين العربية والإسلامية اللتين عقدتا في جدة ثم في الرياض بدعوة من ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان.
وكان لافتاً في هذا الإعلان المسائل التالية :
١- انه جاء بعد لقاءات سياسية مكثفة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة ثم اصطحابه إلى جولة في أسواق مصر التاريخية ، ثم إطلالته على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة، وتحديدا على قطاع غزة حيث ذروة الهمجية الصهيونية التي يقودها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ..
وفي هذا المجال فإن ماكرون ومن القاهرة ،اعلن دعمه للمشروع الذي قدمته مصر مؤخرا لإعادة اعمار قطاع غزة ، في اشارة مصرية سياسية واضحة في امرين مترابطين هما :
ان وقفاً حتميا للعدوان الصهيوني سيتم
٢- ان إعادة اعمار القطاع ايضاً هي امر حتمي .
واذا أضيف لهذين الأمرين الاحتضان الشعبي والنقابي والإعلامي الشامل ، لقرار القيادة السياسية المصرية برفض اخراج اي فلسطيني من ارضه ، ومنع التفكير في توطين ابناء فلسطين في سيناء او اي بقعة في العالم خارج وطنهم .. فإن هذه الخطوات تعتبر تمهيداً حتمياً لخطوة ماكرون المرتقبة .
لكن
لماذا اجل ماكرون إعلان هذه الخطوة المهمة جداً بالنسبة لفلسطين ؟
مصادر مطلعة في باريس اكدت للشراع ان التأجيل مرتبط بالخطوات التالية:
ان باريس التي لها مكانة خاصة عالمياً واًوروبياً تحتاج الى تمهيد الطريق الاوروبي لهذه الخطوة ، وهي تريد اعطائها زخماً أوروبياً لتصبح اكثر فاعلية
ان ماكرون يريد دفع الرئيس الاميركي دونالد ترامب ،إلى الموافقة اولاً على وقف اطلاق النار ( وهو العدوان الصهيوني على اهل فلسطين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة ) تمهيداً لتخفيف اعتراضه على الاعتراف العالمي بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة .
الدور العربي
ومن تاريخه إلى حزيران المقبل ، يتوقع ماكرون جهداً عربياً مصرياً – سعودياً مشتركاً لترتيب الوضع الفلسطيني الحالي، الذي يعيش مأساة سياسية – حربية -إنسانية ، حيث يبدو التناقض بين حركتي حماس وفتح ( اساس منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية) في ذروته ، وتكاد تكون العلاقات بينهما في ذروة التعقيد بما يفوت فرصة قابلة للتنفيذ بقيام دولة فلسطينية!
هذا مع العلم بأن كل ما يعرفه العرب والعالم من عداء وبغضاء بين الحركتين في كفة ، وبين من سيحكم غزة ( إذا انسحب منها العدو ) هو في كفة اخرى !
هنا يبدو ملحاً التفاهم القطري مع كل من مصر والمملكة العربية السعودية حول هذا الأمر الملح والعاجل … لأن شهر حزيران على الابواب – والاعتراف الأوروبي الشامل ( عدا نظام المجر الفاسد ورئيسه جبران باسيل )