بعد التحية،اعطر سلام،
لسنا بخير،القيادات الحكيمة مضت بنا إلى نهايات حزينة، و للأمانة وبعيدا عن فلسفة الانتصار ،نحن لا نجد في الهزيمة عاراً ،و نحن و إن كنّا اهلا للانتصار ،فلا نجد احراجا ان نكون ايضاً اهلاً للهزيمة ،لأننا لا نخاف الهزيمة ،ولاننا دائما صنعنا من عمق المأساة والمصيبة انجازات انسانية كان لها مفاعيلا اشدّ وقعاً من الانتصار ،ليس اقلها انتصار الدم على السيف.
فدائيونا من اخوان مسلمي اهل المروءة والشيعة، حاولوا نصرة الاخوان المسلمين من أهل الشرف والجماعة في غزة قدر الامكانات، وقدر المستطاع ، نجحوا في بعض الاحيان وفشلوا في مراحل أخرى ،لأن قتال العدو الآصلي والانتصار عليه ليست دائما خطة الهية ،عندما يكون للعدو الاصلي حلفاء صادقين من افرنج الغرب ومن تتر ومغول الشرق ،ومن مخابرات عربية.. بينما لم يكن للفدائيي الفلسطيني اليتيم المحاصر غير فدائيا لبنان واليمن حليفان فقيران وحيدان صادقان ..في صحراء اهل قريش المستائيين من صحوة الوحدة الإسلامية.
لا احد اهتم لمشهد اختلاط دم اهل السنة والشيعة ضد الصهاينة.
انزعج الكثيرين.
الفتنة والفرقة والكراهية تناسبهم اكثر.
إنما نحن لسنا بخير، تدمّرت قرانا ومدننا واقتل الالاف من المقاتلين ،ولم يترحم احد على أرواح أبطالنا في طول وعرض الامة الاسلامية، لأن الرحمة لا تجوز على موتانا.
ما زلنا اهل بدعة و اهل ضلالة ،وكل ضلالاتنا إلى النار.
يبدو اننا لا نجيد العبادة ،انهكت الطقوس كل الطوائف حتى اختلطت الامور حتى على المثقفين الثوريين ،الذين لا يبررون خيانات اهل السلطة و يتصدون بسلاسة لمن يغيبون وعي الفقر والهزيمة من اهل رجال الدين المتعصبين.
لا احد يريدنا حتى لو قتلنا على طريق القدس ،ما عاد في الميدان غير اثنان إما مَن يكفّر اهل الشيعة من مجوس ،ومن أبناء اهل المتعة ومن رافضة ويعتبرهم العدو الأول.. أو مطبّعين حالمين بالسلام مع الكيان المؤقت في تل ابيب ،لأن وقع الدولار أمتع من وقع السيف ،و علما بأن كل الانظمة التي تدور في فلك واشنطن وتل أبيب والعدو الأصلي فيها سفارات تنتمي لأهل السنة والجماعة لا لأهل البدع .
دعوا الجمل بما حمَل لغيركم،ليكن قرار المواجهة والحرب والتصدي والقتل أو السلم والتطويع وحتى إن أرادوا الخيانة عند اهل السنة والجماعة .
إن مضوا الى الحرب آزرناهم وإن قرروا الخيانة وقفنا على الحياد ،و إن هادنوا دعمناهم في الصمود.
لا احد يريدكم فلماذا تقحمون أنفسكم من دون دعوة من اهل افتاء الأزهر او انقرة او الرياض او اسلام آباد؟
اتتطوعون للتحرير من دون دعوة اهل الارض؟
لا تحبون القدس اكثر من مفتي الديار الفلسطينية والمصريه و الرياض وقطر والإمارات ..فهل طلبوا منكم التدخل عسكريا لنجدة اهل غزة وهل ترحموا على قتلاكم ؟
لا يرغب احد باعادة اعمار قراكم، بل يعرقلون أمور اهل الضحايا.
ارتاحوا،ليكن السيف في يد من يتطوّع لحمله،لقد اديّتم واجبكم ما يكفي ليذكره التاريخ.
ليكن قرار نصرة فلسطين او السلام او التطويع عند مفتي الديار اللبنانية، الا اذا كنتم تطمحون بالجنّة لوحدكم.!
افتحوا المجال لأهل السنة والجماعة ان يدخلوا الجنّة قبلكم. !
ارتاحوا من هذا الواجب الذي لم يقدّره لكم احد ..وللامانة لم يقدّره احد لأسباب كثيرة إنما اهمهم سوء التقدير وسوء إدارة الصراع من قبلكم في زمن السلم.
راكمتم ما يكفي من الأخطاء والثغرات التي لم تأخذ بعين الاعتبار احترام عقل اهل السنة والجماعة الجمعي .
في لحظات كثيرة ما عدتم ترون احداً لاحساسكم انكم مسددو الخطى الهيا،! وربما والله اعلم لأنكم افرطتم في الثقة في طهران ولو ان بغداد أقرب.
كل بنو آدم خطاؤن وخير الخطائين التوابون*
ولو اننا لا نرى الأخطاء بحجم الكراهية المجانية ضدكم.
الدولة اسلم والجيش اضمن ولو ان العدو الأصلي لا يناسبه اي حلّ .
ليكن قرار الحرب من أجل فلسطين عند دار افتاء اهل السنة والجماعة في لبنان، فإن أرادوا نصرة اهل السنة في فلسطين سبقناهم وان اعترضوا صمتنا وصبرنا وهادنا العدو الآصلي .
ليتفضل من يشاء ليتصدى للعدو او لينصر غزة او ليتخلى عنها.
لا احد يريدكم.
لم يحتج مفتي لبنان على حذف عبارة المقاومة في البيان الوزاري فلماذا انتم غاضبون؟
من هنا ومن تحت شجرة زيتون محررة في بلدة حاروف ،وجالسا على تنكة نيدو صدئة ومطعوجة ومحروقة اصرخ :
المجد للفدائيين الشرفاء إنما اهلنا ليسوا انتحاريين ولنفسح الطريق نحو الجنة لغيرنا ،كفانا شرفا وحسنات ضد العدو الأصلي.
هذه طريق الجنة مفتوحة ليسلكها من يريد من المسلمين الحقيقيين الانغماسيين وليتنح اهل البدع جانباً …
والله اعلم
والسلام عليكم.
