
ذهب رفيق الحريري إلى القاهرة ، يشكو همه من سلوك الاسد الاب الذي كان يسلط مخبريه السياسيين والاعلاميين عليه لمنعه من تحقيق اي تطور و ليبتزوه في كل شاردة وواردة ، ففي مقابل الموافقة على ضربة مسمار ، يجب ان يدفع لهذا الرئيس وهذا الضابط وهذا الحزبي ، وهذا السمسار ..
كان الحريري يتحدث بحرقة ، لاحظها مبارك فسأله : مالك يا ابو بهاء ؟ انت شايل طاجن ستك ليه؟ ( وهذا التعبير المصري يشير إلى الهم الذي يحمله الانسان اياً كان )
كان الحريري يعلم الكثير عن المودة بين مبارك والأسد ، كونهما زميلان في الطيران الحربي وان الاثنان التقيا في الاتحاد السوفياتي وكانا في كل لقاء بينهما يستذكران بعض المفردات الخاصة بالطيران ..لذا كان الحريري يصارح مبارك بهمومه اللبنانية ، النابعة في معظمها من تسلط الاستخبارات السورية التي كانت تحتل لبنان على كل شؤونه .. وسماح الاسد لجماعاته ان يفعلوا ما يشاؤون في لبنان ، وكأنهم في سورية ، حيث التسلط فوق الوصف ، كما النهب والظلم واستباحة كرامات الناس كما الاموال كما المصالح ..
اشتكى الحريري من انقطاع الكهرباء في لبنان ، ومن الحاجة الدائمة إلى الوقود ، ومنع الحكومة اللبنانية من توفير الوقود من الخارج ، اذ الاولوية للوقود السوري ، الذي لا تتوفر فيه المواصفات المطلوبة ، واذ السمسرة هي الغالبة ، وممنوع على لبنان ان يقبل الهبات من الأصدقاء المانحين خصوصاً من العراق ، الذي كانت صداقة اي سياسي او اعلامي او حزبي لبناني ( وفلسطيني ) معه تعني عند استخبارات الاسد الإعدام اغتيالاً او تفجيراً والحد الادنى اختطافاً واخفاءً !!
عرض مبارك على الحريري ، الذي كان ابلغ الرئيس المصري انه بصدد شراء بيت كبير له في القاهرة ، ان تبيع مصر لبنان الوقود والغاز الذي من شأنه توفير ما يحتاجه لبنان من وقود ، يمكن جره عن طريق الأردن فسورية فلبنان ..
سعد الحريري من عرض مبارك ،الذي ابلغ الحريري انه سيعطي تعليماته لرئيس حكومته لمتابعة المسائل الفنية والإدارية معه
عاد ابو بهاء إلى لبنان فرحاً ، وبشر اللبنانيين بهذا الانجاز المقبل !!
هنا فتح الحريري على نفسه وكر الدبابير ، وانطلقت الأفاعي من جحورها ، وكلها تبخ السموم والروائح الكريهة ، في الاسقاطات ، واخطرها ان الحريري سيستجر الوقود من مصر ليعطي الكيان الصهيوني ، وليحاصر قلب العروبة النابض ، قلعة الصمود والتصدي في سورية !!
كان الافتراء فاقعاً والابتزاز صارخاً وكلاب استخبارات الاسد تتبارى بالنباح ( بالإذن من الكلاب )
مات المشروع قبل ان يرى النور ، وارسل مبارك للحريري مع احد مبعوثيه يواسيه في وضعه الذي لا يحسد عليه .
ثانياً
محاولة السفيرة الأميركية السابقة في لبنان دوروثي شيا ،التي ردت على استقدام الوقود من ايران هبة ، اعلن عنها امين عام حزب الله سيد المقاومة حسن نصر الله ، بإعلانها ان بلادها توافق على استجرار الوقود من مصر عبر الأردن فسورية إلى لبنان لحل ازماته في الوقود وفي الكهرباء .
لكن قانون قيصر الذي اصدره الكونغرس الاميركي على عصابةالاسد بشار ، اجهض محاولة شيا .
الثالثة ثابتة
اليوم يبدو ان من اهم نتائج رفع العقوبات الاميركية عن سورية الجديدة ، هو امكانية اعادة الاعتبار للمحاولتين السابقتين :قبل قانون قيصر .. وبعده .. وبذا يمكن تصحيح الخطيئة التاريخية التي ارتكبها تيار ميشال عون وصهره الصغير برفض تحويل معامل الكهرباء إلى استخدام الغاز ، والإصرار على استخدام الفيول ، كما استئجار البواخر التركية لتوليد الكهرباء ، بدلاً من شراء اثنتين كانتا قادرتان على توفير مليارات الدولارات على اللبنانيين ( ولا كهرباء )
نعتقد انها فرصة حقيقية جدية للبنان في عهد الرئيسين النزيهين جوزيف عون ونواف سلام ، يجب العض عليها بالنواجذ.