
عندما قصف انصار الله محيط مطار بن غوريون ، على بعد خمسة كيلومترات منذ عدة اشهر ، كتبنا ان الحوثيين تعمدوا ألا يصيبوا المطار ( الذي يستقبل سنويا نحو عشرين مليون مسافر ومغادر من الكيان الصهيوني ) بالتوافق مع ايران المتحالفة معهم ، والتي كانت تخوض مفاوضات غير مباشرة حول الملف النووي ، ومسائل اخرى ، مع الولايات المتحدة الأميركية ، في امكنة مختلفة اهمها سلطنة عمان .
الصاروخ اليمني الجديد الذي أطلق على الكيان الصهيوني صباح اليوم ، سقط على بعد مئات الأمتار من المطار الدولي في فلسطين المحتلة..
ونحن نعتقد انه رسالة إيرانية واضحة للولايات المتحدة الأميركية التي تشن والعدو الصهيوني اشرس وافظع عدوان على غزة واليمن ولبنان وسورية .. اعتقاداً من أميركا وتابعها الكيان الصهيونى ، بأن الفرصة مؤاتية لفرض الهزيمة الكاملة على ما تبقى من ارادة عربية صامدة ( كما هي المملكة العربية السعودية التي ستستقبل دونالد ترامب بعد عدة ايام ) ومقاومة( كما هي حزب الله في لبنان وحماس في غزة والحوثيين في اليمن )
العدوان الاميركي الهمجي على اليمن جعل مجرم الحرب الصهيوني بنيامين نتنياهو يرد على منتقديه ، الذين اتهموه بالتقصير في عدم الرد على صواريخ وطائرات اليمن التي تستهدف الكيان بقوله : ان الولايات المتحدة تقوم بعمل جيد ضد الحوثيين !!
اذن هذا الصاروخ الجديد الذي هز مطار الكيان الحيوي جداً ، كان يمكن ان يسقط في النهائي رقم 3 ، ويمكن ان يقتل مئات المغادرين والوافدين والمنتظرين في ضربة واحدة …انها رسالة نارية إيرانية لترامب الذي ارسل بعدوانه على اليمن ( وسورية ولبنان وغزة ) رسالة جهنمية إلى إيران !
ودعونا نفصل المشروع الاميركي والمشروع الايراني :
ترامب وتابعه نتنياهو ( اليمين المسيحي الصهيوني ، في اميركا واليمين الصهيوني العنصري في فلسطين المحتلة ) يرفعون شعارات مرحلية بعناوين متدرجة، فهم تحدثوا عن ضرب اذرع ايران ، ويقصدون المقاومات العربية في لبنان وفلسطين واليمن ( هناك هدنة متعمدة في العراق منذ فترة )
وهنا اسمحوا لنا التذكير ، بأن وحدة الساحات التي تزعم الصهيونية، انها سقطت عمدت اميركا وتابعها الكيان الصهيونى إلى احيائها عملياً !
كيف ؟
عندما رفضت وقف عدوانها على غزة وجنوبي لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت ، واليمن ، وها هي تقضم المزيد من الأراضي في سورية .. تحدثت عن ضرب “اذرع”ايران ، ثم زعمت انتهاء هذه المرحلة لضرب ما اعتبرته رأس الإخطبوط ، الذي لا يتأثر بفقدان اذرعه !!فإذا المقاومات تثبت انها ما زالت حية في فلسطين – غزة وفي لبنان حيث يعتبر ثبات موقف وليد جنبلاط وبيان حزب الله بالامس دفاعاً عن وحدة سورية : دولة ومجتمعاً ومؤسسات ، هو موقف مقاوم تكرهه العصابات الصهيونية ، وهي توهمت انها قضت عليه ، ويساعدها على هذا التوهم ،صهاينة الداخل من لبنانيين وفلسطينيين وبعض العرب حكاماً ومسؤولين واعلاميين ومسكفين
نعم
مقاومة اليمن كما لبنان التزمت دعم صمود ابناء غزة ، ودافعت عن حق ابناء فلسطين في القطاع والضفة في الحياة والتمسك بالوطن ..
نعم
مقاومة اليمن ولبنان اثبتت الولاء للعروبة من خلال مساندة ابناء فلسطين ، اكثر من اي زعم آخريختبىء خلف اخطاء السياسة الإيرانية السابقة ( ونحن نؤكد حصولها ) كي يخدموا بوعيهم -او من دونه -المخطط الصهيوني بتفتيت ألعرب والمسلمين ، واذا كان هذا -سابقاً -نهج إيراني خطير ادى دوراً في التفتيت ، وهو مدان ، فلماذا لا يدين خصوم ايران سابقاً ولاحقاً المشروع الصهيوني الذي كان سابقاً وحالياً ولاحقاً هو الاخطر والأفعل والأكثر وحشية ومصيرية وابدياً ،منذ حارب بنو إسرائيل الرسول العربي ورسالته الخالدة ؟
بل ما زالت اقلام ومواقع وسياسات وتصريحات عربية ولبنانية ..تعتبر ان ايران ما زالت عدوتها الاولى ، شامتة بحزب الله داعية إلى ازالته خادمة للمشروع الصهيوني نفسه … وتجهر بذلك بكل حقارة ، ولا تنبذ بأي كلمة ضد العدو الصهيوني !!هل نقول جديداً إذا كتبنا ان هناك لبنانيين مسلمين ومسيحيين ، وعرباً كذلك تمنوا وما زالوا يتمنون انتصار اسرائيل على الحوثيين في اليمن وعلى حماس في فلسطين و تحديداً على حزب الله في لبنان ؟
لقد كتبنا في الشراع في الشهر الثاني من عملية طوفان الاقصى في 7/10/2023 , ان هناك حكاماً عرباً طلبوا من جو بايدن ألا يضغط على بنيامين نتنياهو لوقف همجيته ضد ابناءغزة ، وكانت في بداياتها ، وان يدعم مجرم الحرب الصهيوني كي يخلصهم من حماس وحزب الله !!واليوم وهم يشمتون بحزب الله ، ما زالوا يحرضون على تصفية حزب الله ، بحقارة هي نفسها حقارة الذين كانوا يحرضون العدو على قصف مكاتب ” القرض الحسن ” بالطيران الصهيوني ، على اعتبار ان هذا الطيران يعمل خادما لهم ، وهم ما زالوا يحرضون على اقفال هذه المؤسسة الوطنية التي تخدم المحتاجين ، بينما هم صم بكم عمي جبناء امام المصارف التي سرقت اموالهم وجنى أعمارهم واذلتهم وجعلت بعضهم كلاباً تنبح للحصول على عظمة من اموالهم !!!
غير ان هذا كله ، وفي مرحلة التواطؤ العربي الرسمي بأغلبيته ، والرهان المذهبي الطائفي التي تتلقفه اسرائيل، وتوظفه عبر اصوات عربية متصهينة … صدم امام صاروخ يمني واحد تعمد عدم اصابة هدفه في مطار بن غوريون في فلسطين المحتلة
فكيف إذا عاد الهرم للجلوس على قاعدته ، وترجم مقولة جمال عبد الناصر الخالدة :
“ان ما اخذ بالقوة لايسترد بغير القوة”
مهما طال الزمن