الإثنين، 12 مايو 2025
بيروت
23°C
غائم جزئي
AdvertisementAdvertisement

خبط الشيخ حسن خالد الطاولة في وجه الاسد ….فقتله

كثيرة وكبيرة هي مزايا وانجازات ومواقف المفتي الشيخ المظلوم حسن خالد …غير انه بالنسبة لي ان الرجل كان ناصرياً، فذهب حبه في قلبي أبدياً..
وان هذا الرجل الشجاع واجه حافظ الاسد ..فكان معبراً عن مواقف ملايين المظلومين الذين أذاقهم هذا المتسلط الهمجي الهوان والذل ، من دون ان نتحدث عن الذين قتلهم داخل سورية وخارجها وفي لبنان وخارجه .
عندما غادر المفتي الشاب مطار بيروت الدولي في نيسان 1967 , بعد انتخابه في اقوى تحد سياسي لجماهيرية عبد الناصر في الوسط الإسلامي في لبنان ،متوجهاً إلى القاهرة لمقابلة جمال عبد الناصر ،حمل معه من مودعيه امانة الآلاف الذين هدرت منهم الحناجر هتافاًخالداً:
“يا حسن يا ابن خالد سلملي ع ابو خالد” ( كنية جمال عبد الناصر ) .
اما عن مواجهته مع حافظ الاسد ، فهي تحتمل نقاشاً ليس في وقائعها ، بل في ما لم ينشر عنها !
ما الذي لم ينشر ؟
لو لم يذهب الشيخ حسن خالد إلى دمشق للقاء حافظ الاسد ، في شهر شباط 1987,ليطلب منه سحب زعرانه من بيروت ( وهو يقصد الاشتباكات الشوارعية بين ميليشيات امل والحزب الاشتراكي ، التي أحالت ليالي ونهارات البيارتة إلى جحيم متنقل )
لكان ياسر عرفات عاد إلى بيروت وسيطر كما كان سابقاً ، خصوصاُ ان ميزان القوى بين الطرفين كان بنسبة 10/1لمصلحة جماعات لبنانية مؤيدة لابو عمار ، حيث الاشتراكيين والشيوعيين والناصريين ( المرابطون ) وفلسطينيي المخيمات ، وكل متضرر من هيمنة وزعرنات حركة امل ..ولكان عرفات احال وجود الأسد إلى جحيم ،
ولكان الصراع بين عرفات والأسد ادخل البيارتة ( ومعظم اللبنانيين المسلمين إلى آتون لم يكن ليبقي بينهم حياة إنسانية )
هذا الذي لم ينشر ، لم يكن في بال المفتي خالد، فقد كان همه السلام في بيروت ، ولكن لا سلام في اي مجتمع بوجود ميليشيات
وراقبوا ان هذا الصراع المحتدم في السياسة بين الاسد وعرفات ، اللذان كانا يوجهان لبعضهما البعض، رسائل بدماء البيارتة واللبنانيين ..كانت تتم في ذروة التضحيات التي قدمها ابطال المقاومة ضد العدو الصهيوني لتحرير الاراضي المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي
اذن
ما لم ينشر ..ان الشيخ حسن خالد بمطالبته الاسد سحب زعرانه من بيروت ، انقذ بيروت والبيارتة من مصير ، كان سيكون الأسوأ في تاريخ العاصمة البيضاء.. وتخيلوا ، في خضم الصراع بين الاسد وعرفات في بيروت ،ان تعود السيارات المفخخة ، وهي لعبة استخبارات الاسد المفضلة ، إلى بيروت لتنفجر في شوارعها المزدحمة خصوصاً في الطريق الجديدة والحمرا والبسطة والأسواق الشعبية في المصيطبة ، والتجارية في مار إلياس والمزرعة ، وعلى ابواب الجامعات والثانويات وامام المساجد ودور السينما!!!
لكن الله ستر ، وعاد الجيش السردي واستخباراته إلى بيروت في شهر شباط 1987,وكان التفويض الاميركي ( وغض الطرف الصهيوني ) مستمراً للأسد ، الذي أسعفه اجتياح الجيش العراقي للكويت في 2/8/1990.. فتم التمديد له ، وسمحوا ان ينهي تمرد قائد الجيش السابق ميشال عون ، في 13/10/1991
لكن
وقبل الوصول إلى هذا التفويض كان لقاءالمفتي خالد مع حافظ الاسد في مطلع شباط 1987. وكان خالد صادقاًكالعادة واضحاً وهو يقول للأسد : ان ما تعانيه بيروت هو صدام جماعاتكم الزعران في العاصمة ، وآن الأوان لإنهاء معاناة الناس في بيروت ، وعندما حاول الاسد اظهار دور جماعة عرفات ، انفعل الشيخ وهو يخبط على الطاولة بينه وبين الاسد ، فطارت بعض الأوراق ، رافضاً تبرير الرئيس السوري، متحدثاً من جديد عن الزعران
كانت هذه هي الحقيقة، ولكنها هي التي قتلت حسن خالد ، في توقيت الاسد على ابواب المباحثات العربية والدولية لفرض تسوية في لبنان ، وحتى تكون “برعاية “سوريةكشر الاسد عن انيابه وراح يقتل كل صوت معارض ، ومن هو اقوى صوتا ً والأعلى مكانة والأشد صداقة في قصور الرئاسة والملوك من الشيخ حسن خالد …وكانت الحاجة الاميركية والصهيونية لخدمات حافظ الاسد الاستراتيجية في ذروتها … فقتل الاسد المفتي حسن خالد ولم يجروء احد في العالم على توجيه التهمة إلى الأسد !!

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

كمال جنبلاط رفيق الحريري حسن نصر الله لماذا لم تستمعوا إلى النصيحة ؟

عام 1976 توجه المعلم كمال جنبلاط بحراً إلى مصر في مركب تعرض لعدوان صهيوني في عرض البحر ، قابل جنبلاط...

ترامب يعقد صلحاً منفرداً مع الحوثيين!!

ان يعلن دونالد ترامب وقفاً لإطلاق النار مع انصار الله في اليمن ، وان يوافق الحوثيون على وقف...

صاروخ اليمن يعيد خلط الأوراق!!

عندما قصف انصار الله محيط مطار بن غوريون ، على بعد خمسة كيلومترات منذ عدة اشهر ، كتبنا ان الحوثيين...

ايها السوريون القوميون اليس بينكم عبد الله سعادة او انعام رعد ؟

كنا ضد توجه الحزب السوري القومي منذ العام 1958 ، ( كنت في العاشرة من عمري ) حين انحاز إلى جانب كميل...

هل تنجح تركيا في ما عجزت عنه ايران ؟

هذا تعليق من الشراع مرتبط بالوضع الراهن ، حيث نطرح السؤال الجوهري وهو : إلى ان يقف العرب على ارض...

ايران -اميركا

كتبت صحيفة هاآرتس اليسارية الصهيونية ، ان الولايات المتحدة الاميركية وضعت بين ربع إلى ثلث...