
بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من شهر انون الأول العام الماضي، سارع الكيان الصهيوني إلى التنصل من “اتفاقية فك الاشتباك” الموقعة مع سوريا عام 1974، وفرض سيطرته على مساحات سورية جديدة، وهي خطوة تعتبر تحوّلاً استراتيجياً في سياسة الكيان تجاه سوريا. وإلى جانب ذلك، ظهرت سياسة صهيونية لاستمالة أبناء الطائفة الدرزية هناك، معتمدةً على وسائل اقتصادية، دينية واجتماعية.
من الطبيعي في مثل هذه التغيرات التي حدثت في سوريا، لا بد أن يكون هناك حالات تجاوز وخلافات وحتى اشتباكات، وهذا ما حصل مع مواطنين دروز. بمعنى خلافات داخلية تم وضع حد لها كما تقول المعلومات المتوفرة. دولة الاحتلال سارعت الى استغلال الوضع بصيغة تملقية حيث صرح وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس مطلع آذار/مارس الماضي بأنه “إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه” وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضواحي دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحيون.
قد، وأنا أشدد على (قد) نصدق تصريحات كاتس لو كانت تتعلق بيهود في سوريا، رغم ان الأمر في كلا الحالتين يعتبر شأناً سورياً داخليا ليس من حق الكيان الصهيوني التدخل به.
ليس كاتس فقط الذي هب للنفاق لدروز السويداء. فقد “صرخ” رئيس الأركان “من شدة الم هؤلاء الدروز” مما دفعه الى التصريح لنجدتهم. فقد اعلن الجيش الصهيوني على لسان متحدث رسمي له أنه في ختام اجتماع انعقد لتقييم الوضع أوعز رئيس الأركان إيال زامير “بالاستعداد لمهاجمة أهداف سورية إن استمرت الهجمات ضد الدروز”
حتى أن المتحدث باسم حكومة الاحتلال ديفيد مينسر أراد ان يظهر للعالم ان الكيان الصهيوني هو في منتهى الانسانية وأن قلبه يدق من أجل دروز سويا. ولذلك أعلن أن عشرة آلاف طرد من المساعدات الإنسانية أُرسلت إلى الدروز وان دولة الاحتلال “لديها تحالف شجاع مع اخوتنا واخواتنا الدروز“. حسب قوله.
وزير الحرب كاتس ارتدى الان ثوب المنقذ والمحبة المفاجئة لدروز سوريا وكأنه مدافع عن حقوق الانسان. فقد ذكر “أن إسرائيل أرسلت رسالة واضحة إلى النظام السوري، تُحمِّله فيها مسؤولية حماية الدروز ومنع تعرضهم للأذى.”
وأخيراً…
ما دام قلب كاتس ينبض مع الذين يتعرضون للأذى كما يدعي، ليسأل الأمين العام للأمم المتحدة غوتريش عما يجري في غزة. شالوم كاتس يا حنون.