الأربعاء، 7 مايو 2025
بيروت
23°C
سماء صافية
AdvertisementAdvertisement

عندما يسقط الرئيس الى الدرك الأسفل

تقام مزادات البيع للحصول على أعلى سعر في القطعة المعروضة وهناك مناقصات لأرخص سعر رسمي. والمزاد الذي أقامه رئيس سلطة رام الله محمود عباس حلال دورة المجلس المركزي الـ32، التي انعقدت في مقر الرئاسة برام الله، الأسبوع الماضي، رسى المزاد كأرخص سعر على حسين الشيخ ليكون رسمياً، أول نائب لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منذ تأسيسها عام 1964. وبالتالي أول نائب لرئيس السلطة الفلسطينية.

الغريب في الأمر والمضحك في نفس الوقت عدم وجود مرشح أخر لهذا المنصب، والأغرب من ذلك أن المعلومات الفلسطينية تقول انه تم انتخاب حسين الشيخ بينما الحقيقة هي أن حسين الشيخ تم فرضه على المجلس المركزي من قبل عباس الذي كان صاحب اقتراح ترشيح الشيخ لهذا المنتصب. وبصراحة أكثر فإن عباس لم يكن سوى منفذ لأمر فوقي بترشيح حسين الشيخ. وقد وصل الزعم  بمحمود عباس الى قمته عندما قال خلال الاجتماع ان منصب نائب الرئيس “كان غاية تراوده لأكثر من 20 عاماً.”

كلام عباس عارٍ عن الصحة بمعنى لا أساس له. لأن الأمريكيين هم الذين ضغطوا على عباس لإجراء تعديلات ومن بينها منصب نائب رئيس. وكان  جيك سوليفان مستشار الرئيس الأمريكي السابق بايدن للأمن القومي، قد التقى عباس في الخامس عشر من شهر كانون الثاني عام 2023 وحثه على “تبني تغييرات سريعة” من بينها أن يعين نائبا له ويسلم المزيد من الصلاحيات التنفيذية لرئيس الوزراء، ويدخل شخصيات جديدة في القيادة.

ولذلك سارع عباس في التحضير لتنفيذ الأمر الأمريكي حيث أعلن عن نيته استحداث المنصب أثناء القمة العربية الطارئة في القاهرة، في الرابع من شهر مارس/ آذار الماضي، عندما أكد أنه سيستحدث منصب نائب رئيس منظمة التحرير ودولة فلسطين ضمن إعادة هيكلة الأطر القيادية للدولة، وضخ دماء جديدة في المنظمة وحركة فتح وأجهزة الدولة. تماما كما يريد الأمريكي.

الرئيس، أي رئيس من المفترض أن يكون مثالاً يقتدى به على الأقل في الحياة الاجتماعية واستخدام المفردات. لكن عباس أصر على أن يكون عكس ذلك عندما خاطب حماس في خطابه في المجلس التشريعي بـ” أولاد الكلب”. هذه التعابير لا تليق برئيس لأن مثل هذه الصياغات ليس لرؤساء. تصوروا الى أي مستوى وصل عباس بسقوطه الى الدرك الأسفل لفظاً علاوة عن سقوطه الى الحضيض سياسة وشعبية.

وأخيراً…

الآن أصبحنا نعرف من هو رئيس السلطة الفلسطينية القادم.  يعني السلطة انتقلت سياسيا حسب المثل الشعبي القائل” من تحت الدلف لتحت المزراب”

 

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

«البابا فرنسيس».. بين سخرية ترامب وتنفيذ وصيته

تصاعدت التوترات الدبلوماسية بين الفاتيكان وإسرائيل مؤخرًا، بعد الكشف عن مبادرة إنسانية تحمل...

صُلح الحَسن ومعاوية.. التاريخ الماثل

ما تقع واقعةٌ في السّياسيةِ والاجتماعِ إلا واستدعي التّاريخُ لمماثلتها. نعم، زعماء الغرب يستدعون...

إن نجوتَ يا يمن انقذنا معك-

انظر.. اترى هذا النهر ما اروعه! لا تنخدع ،تعرّجاته المتعددة ليست غير مشنقة تلتف حول رقبتي لتخنقني....

تسريبات" نزار قباني وعبد الناصر!

بعد أيام – أيام فقط – من رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، ودون أن يحضر اجتماعات سرية، ولا جلسات خاصة،...

محمود عباس القافز عن القانون وبازار التعيينات حسب القياس "الأمريكي- الاسرائيلي"

ليس نتنياهو فقط صاحب ملفات فساد ويريد البقاء في الحكم بأي ثمن حتى ولو كان الثمن حياة أبناء جلدته...

بدء الحياة والخلية الأولى والنبات يكتشف قنبلته الذرية ( الكلوروفيل )

لأجل ديمومة الحياة يحتاج الكائن الحي الى غذاء لتوليد الطاقة واستمرارية حياته ، ولم يكن أمام...