
في زمن بات فيه كثيرون يجهرون مواقفهم المؤيدة للسلام والتطويع مع العدو الأصلي “كحالة طبيعية” وعادية ما زال كثيرون ينشطون كعملاء رخصاء ضد أهلهم وناسهم وتاريخهم.
من هم؟
من الأسباب الاكثر شيوعاً للخيانة هو كراهية الانتماء وكراهية النفس لذاتها، وكراهية الاقدار التي حتّمت على الخائن ان يولد في مكان يمقته ويرفضه ويحمّله المسؤولية الكاملة عن فشله ،وعن خيباته الخاصة وحتى عن عدم رضاه عن شكله .
عكس ما يظنّ الكثيرون من الناس ،ليس المال او الجنس او المنصب الذين يحفزون الخائن للقيام بمهمات قذرة.. إنما الاحقاد الدفينة والتارات المؤجلة، و إثبات الحضور كبطل خفيّ ،يحرّك الواقع كما يشاء وفق ميوله وارائه،كساحر قادر ان يوقع البلاء بمن يريد ،وان ينقذ من يشاء وفق مخيلته، لإمتلاكه القدرة على التحكم بقوى تدميرية.
هؤلاء النرجسيون غير المرضى ينقلبون بجنون ضدّ مجتمعهم لظنّهم ان المحيط لم يقدّرهم كما يجب ،ولم يقدّمهم عن الآخرين لعظمة ولجمال ولذكاء يشعرون به ولا تعترف بمَلكاتهم الناس.
ان تمدّ العدو الأصلي بما يحتاجه من معلومات وانت تعلم أن العدو الأصلي محتلّ وغاصب أرض والمسؤول الأول والأخير عن نكبات الشعب الفلسطيني، وعن مجازر هائلة ليس غير رفض لله وللاقدار وللتاريخ وللجغرافيا وللناس وللتقاليد لتحميلهم المسؤولية الكاملة عن كل ما يظنونه حقاً لهم بالانتقام ،من المتسببين لهم بفشلهم الخاص .
لا مناعة وطنية واخلاقية عندهم اذ الأنا الإمارة بالسوء قد تم استبدالها بالأنا اللوامة.
هل هم مضطربون نفسياً؟
مما لا شك فيه انهم مضطربون وأصحاب شخصيات غير متزنة ،انما هو اضطراب لا ينفي مسؤوليتهم الكاملة عن أفعالهم وعن نواياهم .و مما لا شك فيه انها شخصيات غير متزنة انما قذرة ومتعفنه.
أخطر سبب للخيانة هو الرفض والحقد على الانتماء ،وعلى الهوية وحتى على الاسم وعلى لون العيون والبشرة والشعر والطول والدين والقومية واللغة ،وحتى موقف حقير من الصراع الطبقي ومستوى الدراسة والنظافة الجسدية والعقلية.
هو كره للاب وللجدّ ولجدّ الأجداد ،وصولا لقحطان وعدنان ولغسان ولنوح ولآدم وحتى مرورا بالنبييّن محمد وعيسى وحتى موقف مضاد من عنترة بن شداد لانه عبد واسود.
ما هو الاخطر؟
هناك خونة كثر يتوقون لعلاقات مجانية مع العدو الأصلي وحلفائه ،لا لشيء غير للتنفيس عن احقادهم ولنيل تاراتهم ،لعلهم يرضون ولن يرضوا ابداً.
محمد هادي صالح والخيانات المستترة غير المعلنة ،كمثل أولئك الذين يدعمون العدو الأصلي وحلفائه بوقوفهم على الحياد في حرب بين الحق والباطل.
المجد للفدائيين ولو بقي منهم ولو فدائي واحد.
هل تغضب؟
“يتبع”
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.
والله اعلم.