
ان تضع القوى الأمنية والقضائية اليد على عصابة تهريب ادوية لمعالجة السرطان أمر عادي، اما إن يكون صحافي استقصائي هو من أشار للملف وليس مفتشي وزارة الصحة او القضاء عبر أجهزة المخابرات والمعلومات والتحريين مباشرة ،فذلك امر مستغرب.
ان تقوم بعملية البيع والشراء صيدلانية امر يحصل ،إنما من هم الأطباءوما هي المستشفيات الذين شاركوا وساهموا بحقن الادوية التي يقال انها مزيفة؟
الدواء التقليد جائز وجيد ،إنما الدواء غير المجدي فحرام.
الا يذكركم الأمر بفضيحة مستشفى الرئيس رفيق الحريري يوم حقن المرضى بأدوية مضادة للسرطان مزيفة؟
أين وصل القضاء هناك لنعرف إلى اين سيصل القضاء هنا؟
والاهمّ :من زوّد الصحافي بالمعلومات؟
هل هي الشركات المنافسة المتضررة من وجود ادوية موازية في السوق تسببت لهم بخسارات مالية؟
اما آن الأوان ان يضع القضاء يده على حرية شركات ادوية تحتكر و تحقق ارباحا على حساب صحة وحياة الناس،كل الناس…؟
كتبنا كثيرا عن الفروقات في اسعار الادوية ،إنما لا مجيب.
ما هو دور نقابة الاطباء ونقابة الصيادلة؟
هل تقاعستا؟
من حدد طبيعة الادوية ان كانت مزيفة وغير فعالة؟
ان كانت فعالة وارخص بكثير من الادوية المنافسة لنا حديث آخر، اما إن كانت مزيفة ومن دون جدوى ،فإننا نتمنى إنزال اقصى العقوبات بمن تسبب بأذية الناس المرضى ،وأننا نطالب المرضى الذين حقنوا بادوية غير فعالة ان يرفعوا شكاوى امام القضاء فورا!
اما إن كانت الادوية فعالة ومجدية وارخص ،إنما المسألة انها مافيا موازية اضافية وتنافس مافيا أخرى اقدم فعلى العدالة
محاكمة عصابات المافيتين معاً…
انها وجهة نظر وتعنينا لأننا أطباء ولا يشرفنا اي كان يتآمر على صحة اهلنا ،حتى لو كان طبيباً زميلا لنا…
من هنا ومن شارع الحمراء المحرر وجالسا على قارعة الرصيف ،اصلح تنكة نيدو صدئة ومحروقة ومطعوجة مرتشفاً القهوة، أعلن ان صحة الناس خطنا الاحمر الأول والأخير.
والله اعلم.
#حميدة_التغلبية