
عندما يموت الإنسان وكذلك الحيوان تتحلل مكوناته الى عناصرها الأولية وتتغذى التربة بمخلفاته التي ترجع الى أصولها المعدنية وتنتهي الى ما فطرت منه كما خلقه الله أول مرة .
” منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ” ، وهذا وعد الله ولن يخلف الله وعده ، والمعروف أن اسم آدم مشتق من أديم الأرض وهو وجه الأرض أي التراب ، فالحيوانات كلها بما فيها الإنسان – وهو حيوان ناطق ، تعود سيرتها الأولى في التراب فتغني التربة بموادها الأولية ، من فوسفور ونيتروجين وغيرها من العناصر التي يتغذى بها النبات الذي يستوي على عوده ويستوي على سوقه ، ثم يتغذى عليه جيل آخر من الناس ثم بعد حين وأجل مسمى يموت هذا الجيل وتعود الدورة من جديد حتى تكتمل زينة الأرض من المخلوقات .
فالحياة إذن حلقة متصلة ودائرة مغلقة بين الحيوانات وبين النباتات وهي تمثل الكائنات الحية جميعاً ، حيث يقول الفيلسوف هربرت سبنسر ( 1820- 1903 ) : ” أنه يرى الكون مصغراً يدور من العماء الى الخلق ثم الى العماء وهي ملحمة الحياة والموت ” ،
ويبقى في النهاية وزن الأرض ثابتاً طبقاً للقانون العلمي والكيميائي التجريبي ، الذي يقول أن الأرض ثابتة مع تعاقب الأجيال ومع تتابع الأزمنة لأنه كما يقول العالم الفيزيائي لا فوازية : ” المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم ” ، ولو تأملنا دورة النتروجين في الطبيعة رأينا أنه يشكل ويكون العنصر الأساسي في تكوين الحيوان والنبات ، وعندما يذوب نتروجين الجو في الماء يتكون محلول النشادر الذي تحوله بكتيريا النيتروجينات الى حامض النيترو والذي يتحول باتحاده مع أملاح التربة الى ” النيتريتات ” والتي تخضع لتأثير بكتريا ” النتروباكتر ” فتحولها الى نترات والتي يتغذى عليها النبات والذي يصير طعاماً بعد ذلك للإنسان والحيوان ، ومن الحيوانات الميتة والنباتات ومخلفاتها ينجم النيتروجين الجوي .
وعندما تذوب أكاسيد النيتروجين الجوي في الماء ينجم عنها حامض النيتروجين وتحول ” بكتيريا الدنترة ” النترات الى عنصر ” النيتروجين ” ويقوم النبات بامتصاص عنصر النيتروجين من التربة بواسطة البكتيريا العقدية وبكتريا الكلوستريديم وبكتيريا النيتروباكتر .. وقد حاول ” تشارلز يوجين جواي ” العالم الرياضي السويسري أن يستنتج المدة الزمنية التي خلق فيها الكون فقال أنها تساوي مائة وستين صفراً أمام العشرة وهذا عدد هائل جداً لا يستطيع له قراءة .
فالعلماء يعزون الحيوان إنساناً وغير إنسان ناطق وغير ناطق وكذلك النبات وجميع الكائنات الى أصل واحد إذ أن وحدة البناء في كل ذلك واحدة والذي ينتهي اليها الجميع وكذلك الجماد … فالذرات هي قوام الأشياء فالمادة الأولية هي الذرات ، وهذا رأي الفيلسوف اليوناني ” ديمقريطس ” وهو نفسه رأي أبيقور كذلك ، وهي تتكون من نيترونات والكترونات وبروتونات … فمثلاً ذرات الحديد تتكون من نيوترونات والكترونات وبروتونات ، وهكذا ذرات الخشب تتكون من نفس الشيء وهكذا جميع العناصر في الطبيعة ، كما وأن خلايا الإنسان تتكون من أنسجة تتكون من النيوترونات والإلكترونات والبروتونات وهكذا ذرات الهواء والتراب والماء .
وفي نظام محكم متين دارت وتدور الأرض وبقية المجموعة الشمسية السيارة ، وقد رأى فلاسفة اليونان غير أفلاطون وأرسطو مثل هيرقليطس أن النظام هو قوام الأشياء وأن الذي يدل عليه هو وجود بعض الاختلاف الذي لا يؤثر بشيء فالنظام قائم مستمر في الكون بقاء الحياة وبضدها تتميز الأشياء .