
أتفهم تمامًا مواقف كل المعترضين ، او الناقدين لما جرى منذ “طوفان الأقصى “في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا، والثمن الباهظ الذي دفعناه جميعًا، وهو ثمن عظيم ومؤلم من دون شك. لكن في الوقت ذاته، لا يمكن اختزال ما جرى في كونه “عبثيًا” أو “دون جدوى”، لأن عملية “طوفان الأقصى” شكّلت زلزالًا استراتيجياً هزّ كيان الاحتلال، وخلط الأوراق، وفتح الباب لمرحلة جديدة من الصراع قد تكون طويلة وعميقة وقاسية على الجميع، لكنها من دون شك خطوة على طريق التحرير.
أما الحديث عن “جدوى” المعركة، فلا يزال مبكرًا، لأن الحرب لم تنتهِ بعد، ولم تُحسم نتائجها بالكامل. المشكلة الحقيقية ليست في ضربة حماس أو في مقاومة الاحتلال، بل في غياب الإسناد العربي والإسلامي الحقيقي. لا شك أن حزب الله والشعب اللبناني، وأنصار الله واليمنيين، قدّموا دعمًا نوعيًا ومؤثرًا، لكنه على الرغم من قوته لم يكن كافيًا لخلق توازن يمنع الاحتلال من مواصلة إجرامه.
لهذا، الأجدر بنا الآن أن نفكر كيف يمكننا مساندة شعبنا الفلسطيني في كل الاتجاهات، وليس فقط عسكريًا، على الرغم من أن الدعم العسكري مطلوب وضروري. لكن هناك حاجة ماسّة للإسناد المالي، والسياسي، والإعلامي، والمعنوي، والإغاثي، فالمعركة ليست مجرد مواجهة ميدانية، بل هي صراع وجودي يفرض علينا جميعًا مسؤولية مضاعفة.
وعلى الرغم من توحش العدو وما يرتكبه من جرائم، أؤمن أن المشروع الصهيوني لن يكون له مستقبل، لأن هذه المعركة، بكل آلامها، كشفت زيفه وأظهرت ضعفه أمام إرادة شعبنا التي لم تنكسر.