
*مساهمة يومية طيلة شهر رمضان المبارك*
” *خلطة … فلك* ”
*صندوق الفرجة*
ما بين ” *صندوق الفرجة* ” ملهاة صِبية القرن الماضي ” و ما بين ” *الفيسبوك* “و ” *التويتر* “الكثير من القواسم المشتركة ، و الفرق بينهما هو ” *سلطان العلْم* ” الذي نقل صندوق الفرجة من الشارع إلى قلب البيت ، فلا يأتيه الولد لاهثا بل ياتي هو طائعا و يبقى بينهما الفارق الكبير …
الاول على سذاجة و تواضع و صدق و صور جامدة تحاكي الخيال ، و الثاني على تفوّق و مكر و مكيدة .. فالازرار الحديثة تجعل من ” عنترة جبانا ” و من ” أبو تمام ” جاهلا ، و من ‘ ” السندباد الطائر ” رئيس عصابة الاربعين حرامي ..
في الاول ترى ما يريك ” *المشخصاتي* ” و يشرح لك ، و عليك فقط الاستئناس بتاريخ و معنى كل صورة ، و الثاني ترى فيه ما يحاول أكثر دهاقنة العالم التشويه رغم الآف الابواب الحضارية و العلمية و الثقافية .. غير أن ما يفعله صندوق فرجة القرن الحديث من تداعيات و كشف اسرار ساهم بها المشترك على صنفين :واحد لأجل نشر بحث أو البحث عنه، و آخر بغية تركيب الأكاذيب و تشويه الحقائق و إعطاء صورة عن مضمون مختلف ، و هذه ضريبة العولمة ،إذا حَسُن ٱستعمالها سارعت بنا إلى مصاف التقدّم ، و إن أُسئ إستغلالها فإلى مرتع وخمٍ و قد تجعل من ” الحر عبدا ” إن طمع ، و تجعل من ” العبد حرا ” إن قَنع ….
صندوق الفرجة ايام زمان كان كما الحديث من رواة عاصروه هو الصندوق الخشبي المعشّق بنحاسيات تخترقه عيون زجاجية نجلاء واسعة شفافة ، و بداخل الصندوق لفافة من صور لشخصيات تطلع من عدسات الصندوق ، حيث يجلس قبالتها اولاد على عددها .. هنا ” بساط الريح ” يسبح في الفضاء ، و في القمرة الثانية ” ابن شداد ” يسبي صناديد ” ذبيان ” ، على مقربة منها ” ابو زيد الهلالي ‘ و فروسيات زمانه ثم ” شهرزاد” تقصّ رواياتها قبل أن ينهال عليها سيف شهريار ” …
حكايات الزمن القديم بدون تزوير و لا تجميل و لا إكسسوارات … حكايات يحملها الاولاد إلى مخادعهم على فراش من صوف كهل أو من قطن مصاب بالترهل ، يحملون كل بقايا الصور ، يحلمون بها و يتباهون أمام من خانتهم الغروش القليلة فغابوا عن مسرح صندوق الفرجة الملئ بأخبار الفروسية و الشهامة ..
صندوق الفرجة اليوم ، فضائح ” ويكيليكس ” و ” قنابل ذكية ” و غابات من المحارم تقرع الباب و تدخل بدون استئذان . و اذا كانت الإمارة ” حلوة الرَضاع مُرة الفطام ” ، فالإمارة معقودة اللواء للشفافية و البراءة و الصدق ..
ما بين صندوق الفرجة بصورة البارحة و اليوم مسافة من زلزال ذي إرتداد أودى بالكثير من القِيَم …
و يبقى صوت صاحب الصندوق في ذاكرة المدينة يصدح : *” تعا تفرّج يا سلام ، شوف الدنيا بالتمام* ” …
…. مساهمة تفرض نفسها أن تغييب بعض المناطق المهمة كأنه لم يبق لهم سوى ” *صندوق الفرجة* “….
*وتعا تفرّج…..* *يا سلام* !!!! ”