الأحد، 20 أبريل 2025
بيروت
19°C
سماء صافية
AdvertisementAdvertisement

هل تنجح تركيا في ما عجزت عنه ايران ؟

هذا تعليق من الشراع مرتبط
بالوضع الراهن ، حيث نطرح السؤال الجوهري وهو :
إلى ان يقف العرب على ارض صلبة وقيادة بحجم العملاق العربي جمال عبد الناصر ،وإلى ان تعود مصر إلى دورها الرائدالطليعي .. لتعود إلى قيادة العرب والمسلمين والأفارقة وآسيا ..هل يمكن لتركيا ان تؤدي دور التوازن مع العدو الصهيوني على الاقل في سورية ؟
العدو الصهيوني يسعى محموماً للتوسع في قلب العروبة النابض ، بعد ان اسقط شعبها البطل وقواه الطليعية ،يوم 8/12/2024ابشع همج مروا في تاريخ البشرية ، وهرب المجرم الفاسد الجبان الاجدب بشار الاسد … والعدو كان يعتمد على سلطة آل الاسد الاب وشقيقه والابن وشقيقه لضمان امنه الاستراتيجي ، طيلة ستين سنة، فلما سقطت سلطة المجرمين من آل الاسد ، وطبعاً بمساعدة تركيا ، شعر الكيان الصهيوني انه خسر خط دفاع عنه ، بسقوط الاسد وعصاباته الهمجية فافلت العدو كل وحشيته ضد سورية كوطن وكدولة وكمجتمع .. وتمادى بعد الاتفاق السوري في عهد احمد الشرع مع تركيا في عهد رجب طيب أردوغان.
هل يمكن لتركيا ان تقوم بدور ما في التوازن المنطقي مع الكيان الصهيوني في المشرق العربي ،وتحديداً في سورية ولبنان ، بعد دورها المشهود والمستمر في سورية ؟
سابقاًوحتى الأمس القريب
سعت ايران الى هذا التوازن ونجحت عبر دعم المقاومة بقيادة البطل حسن نصر الله في تحقيقه طيلة أربعين سنة ، لكن العدو الصهيوني كسر هذا الدور ، من خلال حرب الابادة في فلسطين ، وحرب التدمير في لبنان ،وساعدت على كسره السياسة الإيرانية نفسها التي استفزت العرب ، ووقعت ضحية استفزازاتها ليس على الصعيد المذهبي فحسب ، من دون ان تحسب مذهبية الأنظمة العربية ، بل ومذهبية الجماهير العربية منذ انهيار الدعوة القومية ،اثر غياب قائدها الاول جمال عبد الناصر وإنقلاب انور السادات بمصر ،والاحتلال الاميركي للعراق وإسقاط القيادي القومي صدام حسين ،ثم الهجوم الأطلسي على الجماهيرية وإسقاط القائد القومي معمر القذافي ..
دعمت ايران المقاومة الفعالة في لبنان لتحرير أراضيه المحتلة عام 2000 , لكنها لم تعر اهنماماً لمشاعر الاغلبية العربية ، وظنت ان مجرد حملها راية فلسطين ستستقطب هذه الاغلبية ، لكنها ساهمت بتصاعد المذهبية بعد احتلال العراق ، ثم اعدام الرمز العروبي صدام حسين بالشراكة الاميركية – الإيرانية
وبتحريض وإشراف جماعات ايران العراقية الشيعية في محو اهمية الدور الايراني في فلسطين ، من ذاكرة اغلبية الشعوب العربية بعد ان اضاعته في العراق ، ثم تابعت نهج استفزاز بل والتصدي بالقوة للمشاعر العربية بدعم همجية آل الاسد في سورية ضد الشعب السوري الثائر من اجل كرامته وحريته وعيشه الطبيعي ومشاركتها العملية في القتال ضد السوريين ، وتدمير منازلهم وقراهم ومدنهم ومصالحهم ، بالمشاركة العملية مع مجرم الحرب فلاديمير بوتين ،وسجن مئات الآلاف من المدنيين السوريين ..
هذه السياسات الايرانية في البلاد العربية وغيرها ..جعلت الاغلبية العربية السنية تنسى كل ما قدمته ايران من اجل تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني ،وتنسى دور طهران في دعم المقاومة الفلسطينية الإسلامية … بل وذهبت بعض المذهبية السنية إلى اعتبار ايران “اخطر على العرب من العدو الصهيوني “، وراح كثيرون من العرب كما الإيرانيين يستحضرون اسوأ ما مر في تاريخ نزاعات المسلمين . قبل ان تتشيع ايران ، فكيف بعد تشيعها ؟ وكيف بعد ان اصبح الحكم في ايران اسلامياً بعد ثورة الإمام الخميني ؟ والتي اعتمدت مبدأ ولاية الفقيه التي تناقض الخلافة قاعدة للحكم الإسلامي خصوصاً لدى الجماعات الاسلامية كلها ..
وبعد
هل تنجح تركيا في ما لم تنجح فيه ايران ؟
إذا كانت الاغلبية العربية السنية لم تربح اي جميل لايران التي ساعدت المقاومة الفلسطينية واللبنانية ضد العدو الصهيوني ، وقد فصلنا اسباب ذلك ، فإن هناك ثقافة شعبية عربية ما زالت محتفظة بمشاعر متوارثة ضد العثمانية ، وتحميلها مسؤولية كبيرة في تخلف المجتمعات العربية، بل وتسليمها للاستعمار الأوروبي، الذي زرع في قلبها الكيان الصهيونى والتفتيت والتخلف ، وهما مظهران من مظاهر الاستعمار والصهيونية .
ثم ان اردوغان نفسه ، بتأثير من جماعة الاخوان المسلمين في تركيا ، والمجلس العالمي لهذه الجماعة ، وبجموح شخصي مكيافيلي له ، أرعب قسماً كبيراً من العرب ومعظم انظمتهم من سعيه لما سمي استعادة الخلافة العثمانية، التي لا تشعر اغلبية العرب بأي حنين لها ، وقد بلغت اغلبية العرب هذه المشاعر في ذروة الصراع بين العرب تحت قيادة جمال عبد الناصر وتركيا حين وقفت تركيا مع العدو الصهيوني ضد قيام الوحدة بين مصر وسورية( 1958–1961).. وقيام حلف بغداد بقيادة تركيا ضد العروبة ، وتهديد الحلف الأطلسي للعرب حيث تمتلك تركيا ثاني اكبر جيش في هذا الحلف بعد جيوش الولايات المتحدة الاميركية .
وذاكرة العرب الحديثة في مصر وليبيا والسودان وتونس ودول الخليج العربي ( عدا قطر ) عانت من جموح اردوغان لإخضاعها لسيطرة الاخوان خلال الربيع العربي، الذي سعى اردوغان لجعله ربيعاً تركياً اعتماداً على الاخوان المسلمين ..
حسناً
افشلت الجماهير العربية في مصر ، وتلتها بلدان اخرى المشروع التركي – الاخواني ، وحصل صدام جدي في ليبيا بين مصر وتركيا ، واشتعلت حرب اهلية في ليبيا بسبب هذا الجموح العثماني ، وحصلت مواجهات بين الجموح الأردوغاني وانظمة في الخليج العربي..وادرك اردوغان ان الاخوان الأتراك بقيادة احمد داوود أوغلو ورطوه او دفعوه إلى هذا الجموع ، فوقف ثم تراجع فاصطدم مع اخوان تركيا وخرج عنه اوغلو وعبد الله جول وأسقطه جماعة اخوان تركيا في بلديات إسطنبول -حيث بنى مجده ليصبح رئيسا اوحداً لتركيا -كما في بلديتي انقرة وازمير …ليتجه لإصلاح علاقاته مع العرب خصوصاً مع مصر ،التي اسقط شعبها وجيشها فترة حكم الاخوان بعد سنة واحدة فقط (2012-2013) ليجهض جموح اردوغان العثماني ، ثم ليقضي الشعب التونسي على سيطرة حزب النهضة الاخواني ،المتحالف مع اردوغان ، ثم سارع هذا الأخير لتحسين علاقاته السياسية مع المملكة العربية السعودية، التي حاول ابتزازها في جريمة قتل الصحافي السعودي الاخواني جمال الخاشقجي في شهر تشرين الثاني عام 2017..
وسيسجل السوريون والعرب والإنسانية ان اردوغان كان وراء تخلصهم جميعاً من حكم الوحوش في سورية..( وطبعاً بتوافق أميركي – روسي وصمت صهيوني بعد ان انتهى التفويض الاميركي – الصهيوني لآل الاسد في استعباد الشعب السوري طيلة ستة عقود )..
ولعل اهم ما يمكن ان يفعله الآن اردوغان هو منع الكيان الصهيوني من تفتيت سورية ، وإذا نجح اردوغان في ذلك، فهو سيدخل المشرق العربي من اوسع ابوابه وسينجح حيث أخفقت ايران !!
ولنسجل ان العدو الصهيوني اجهض المشروع الايراني ، مع الاعتراف بأن هذا المشروع كان يحمل بذور فنائه في جيناته ، وان تركيااردوغان امام فرصة ذهبية للعودة إلى دور طبيعي ومنطقي في الوطن العربي..لكن بدعم أميركي عبر عنه دونالد ترامب بعبارات الحب التي قالها عن اردوغان ومباشرة لمجرم الحرب الصهيوني بنيامين نتنياهو !!

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

ايران -اميركا

كتبت صحيفة هاآرتس اليسارية الصهيونية ، ان الولايات المتحدة الاميركية وضعت بين ربع إلى ثلث...

البداية ليست من الصواريخ البدائية

اي محقق جنائي يبدأ تحقيقاته في اي جريمة بسؤال نفسه : من هو صاحب المصلحة في حصول هذه الجريمة؟ فمن هو...

ما رأيكم بهذا الاقتراح ؟

يقولون لنا : لا اعادة اعمار لأي شبر دمره العدوان الصهيوني ، إلا بعد تسليم المقاومة لسلاحها ....

انه وزير خارجية معراب وليس لبنان !!

وزير الخارجية اللبنانية رجي ، مصمم وبتحدي على انه وزير خارجية معراب . حيث يعتصم قائد القوات...

دبلوماسي عربي متفائل: راقبوا كيف يجهض ترامب مخططات نتنياهو !!

فاجأنا دبلوماسي عربي مخضرم بمطالعة سياسية ، معاكسة لكل التقييم اللبناني -العربي السلبي لدعوات...

"مشوار السوق بده شوال مصاري".. هكذا يحمل السوريون أموالهم

بعد سنوات مريرة من الحرب، أجبر التضخم وانهيار العملة المحلية ملايين السوريين على تغيير عاداتهم....