
في ذكرى بدء الحرب الأهليةاللبنانية رسمياً ،اعادها الله على الجميع بالخير والبركات !!لا بدّ من ملاحظات سريعة:
٠مات في الحرب الأهلية مَن كان مفترضاً ان يعيشوا وعاش الذين كان من الاجدى ان يموتوا ،والبرهان ان الذين بقوا على قيد الحياة استمرّوا في التقاتل وفي الفتن.
٠في الحرب الأهلية تحوّلت الطوائف إلى قبائل متناحرة، كل واحدة منها تبحث عن تارات تاريخية خاصة بها او خاصة بإمتداد طائفتها في بلاد أخرى.
٠في الحرب الأهلية أثبتت الاحزاب انها ليست غير عصابات ذات امتدادات خارجية ،تنفذ برامج عدوانية وادواراً قذرة ،لمن يرعى نشاطاتها و يحقق أهدافها للوصول إلى السلطة بأي ثمن.
٠في الحرب الأهلية سقطت البرجوازيات التقليدية ،ليسرق اموالها ومناصبها برجوازيون جائعون جدد بحجة الوطنية والثورية والحفاظ على الهلال والصليب كيفما اتفق.
٠الحرب الأهلية لم تنته يوماً بل استمرّت في العقول وفي القلوب ،وما زالت تستعر في المصارف وفي المعابد وفي الفنّ الهابط وفي الثقافات المتعددة وفي اللكنات المختلفة ،وفي اعلام أجهزة مرئية لا يسّر الله لها امراً.
٠من عجائب الثقافات تحوّل العميد في الجيش وفي القوى الأمنية وفوراً عند تقاعده ،إلى خبير عسكري استراتيجي لطائفته، وتحول القاضي وفوراً لمفكّر سياسي استراتيجي لطائفته ،وتحول الاعلامي لناطق رسمي عند مطران او شيخ او زعيم طائفي.
٠في الحرب الأهلية تعاقب جهابذة الطوائف في السلطة :فمن المارونية السياسية المتعجرفة ولو اضطرت للتحالف مع الفينقيين والعدو الأصلي إلى السنية السياسية الاستعلائية ولو اضطرّت للتحالف مع المصارف ودول الخليج العربي ، إلى الشيعية السياسية العنجهية ولو اضطرت للتحالف مع اهل السلاح والجمهورية الإسلامية في ايران .
وتحالف الجميع مع سورية قبل أن يبصقوا في الصحن الذي شاركوا فيه الحاكم العسكري السوري طعامه.
٠في الحرب الأهلية تنافس اللبنانيون في ارتكاب المجازر من ناحية ،ومن ناحية أخرى تنافسوا على لقب من منهم اجدباً واحمقاً وغبياً وجاموسا اكثر.
٠الحرب لم تنته فكل يوم هو يوم 13نيسان ،وكل سنة هي سنة 1975 ،ولم يتعلّم احد من تجربة احد ولا احد يريد أن يستفيد من أخطاء الآخر.
الذين مارسوا النقد الذاتي جلدوا أنفسهم وماتوا ،ولم يحضر جنائزهم احد.
كان من المفترض أن يموت بعد مئة الف لبناني شرير لينجو الاربعة ملايين لبناني الباقين من تكرر الحرب الأهلية.
وما زالت الحرب الأهلية مستمرة في عروضاتها المسرحية بنجاح منقطع النظير.
التعايش كذبة والاحقاد حقيقة .وطعن الخناجر من الخلف اللعبة المفضّلة للطائفيين الانجاس.
كل 13 نيسان وانتم نازحين جدد.
والله اعلم.
#غزالة_الشيبانية