اي محقق جنائي يبدأ تحقيقاته في اي جريمة بسؤال نفسه : من هو صاحب المصلحة في حصول هذه الجريمة؟
فمن هو صاحب المصلحة في جريمة اطلاق صواريخ بدائية على منطقة المطلة ، في شمالي فلسطين المحتلة؟
انه العدو الصهيوني الذي سارع إلى شن عدوان مركز مهيىء منظم على مناطق ممتدة من جنوبي لبنان إلى بقاعه ، مع تهديد مستمر بقصف بيروت نفسها .. ليظهر الأمر معداً مسبقاً ، وليكون الطيارون الصهاينة جاهزون للإنقضاض على مدن وقرى الجنوب والبقاع خلال دقائق فقط .
في الداخل اللبناني، التقط خصوم ، بل اعداء المقاومة وحزب الله الفرصة التي قدمتها لهم “إسرائيل ” وهي التدمير والتهديد ، ليوجهوا الإتهام مباشرة إلى عدوهم وهو الحزب والمقاومة ، في تناغم واضح لا لبس فيه مع تهديدات العدو الصهيوني ،، ودعونا نجزم ان صفة اعداء الحزب والمقاومة تشمل وزير الخارجية القواتي يوسف رجي ، ونائب قواتي ايضاً ومطلب قواتي بجمع سلاح حزب الله بالقوة …
نكتب عن التناغم بين العدو الصهيوني وتحرك القوات اللبنانية، لنطرح نظرية اي محقق جنائي، في من هو المستفيد من جريمة الصواريخ البدائية؟
المقاومة وحزب الله سارعا إلى نفي اي تورط بإطلاق هذه البدائية، فإنتقل المدبرون إلى نغمة ان حليف المقاومة ، وهو الحزب السوري القومي هو الذي اطلقها ، فنفى الحزب ، فأخرج التناغم الصهيوني – القواتي أرنب تنظيم فلسطيني ، لكن المعلومات الرسمية الامنية اللبنانية لم تلتفت إلى هذه الاشاعة ، ولم يكن هناك اي اهتمام بإتهام الجماعة الاسلامية ، وذهب أحدهم إلى اتهام سورية الجديدة ، فضحك كثيرون إلى حد السخرية ..
اذن
حصر امر الجريمة بحزب الله والعدو الصهيوني …فمن له مصلحة بإطلاق هذه الصواريخ ؟
حزب الله الذي نفى ؟ ام العدو الصهيوني ؟
العدو الصهيوني يحتاج إلى مثل هذه الصواريخ ، وهو يعلم ان اطلاقها لن يكلفه اي جريح او فطيس او لوح زجاج واحد ..في مدينة فلسطينية صغيرة محتلة اسمها المطلة .. لكنه يستفيد في السياسة على الشكل التالي:
١ – انه يزعم للعالم انه معرض للخطر والحصار من جانب حزب الله في جنوبي لبنان، لينقل اهتمام العالم كله ، عن جريمته المستمرة في قطاع غزة ، التي أوصلت عدد قتلى القطاع من المدنيين واكثر من ثلثيهم من الأطفال والنساء ، وفي معلومات غربية ان عدد القتلى تجاوز المئة الف فلسطيني معظمهم من المدنيين.
٢- اسرائيل ما زالت محتلة اراض لبنانية ( ليس فقط في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر ، وليس فقط 13 نقطة حدودية ، وليس فقط 1500كلم بحري على الحدود مع فلسطين المحتلة، وليس فقط سرقة مياه نهر الوزاني … بل هي تلال خمس في العدوان الاخير ، لم تنسحب منها بذريعة توفير الحماية لسكان شمالي فلسطين المحتلة، وعددهم كما تقول هي يتجاوز السبعين الف …
العدو يتمسك بهذه التلال الخمس والطرق البرية اليها ، والطرق بينها ، بذريعة انها ستراقب منها تحرك المقاومة، وهي تعلم ان المقاومة ملتزمة اتفاقاً طلبته إسرائيل نفسها ، والعالم كله يعلم ان العدو الصهيوني يملك على مدار الساعة ارقى وأحدث وافعل اجهزة المراقبة من الجو بمختلف الوسائل، وهي لا تحتاج مراقبة بالمناظير … وقد اصبحت بدائية منذ سنوات .
٣- العدو الصهيوني يضغط على الدولة اللبنانية ، في عهد جديد واعد ، ونحن نجزم ان هذا العدو لا يريد للبنان ان ينهض ، ويريد دق اسفين بين العهد الجديد والمقاومة وحزب الله ، وأمر كهذا سارع حزب الله إلى تجاوزه بالحديث المباشر مع الدولة ، نافياً اي دور له ، لكن ما صمتت عنه اسرائيل تولاه أصدقاؤها في الداخل …وعندما تصمت اسرائيل عن سلاح حزب اللهً، وعن اي مطالبة بسحبه إلى شمالي الليطاني تتولى اصوات في القوات اللبنانية إعلانه بسحب سلاح الحزب بالقوة ، في مشروع حرب اهلية ، يستحيل لأي وطني عاقل ان يقبلها او ان يروج لها حرصاً على الجيش اللبناني والشعب اللبناني.
٤- العدو الصهيوني ما زال يراهن على رفض عرب واجانب دفع ولو دولار واحد لإعادة إعمار ما دمره العدو في لبنان ،منذ طوفان الأقصى إلى لحظة الإتفاق على وقف اطلاق النار ، الذي التزمت به المقاومة بالكامل ، لكن العدو لم يلتزم به ابداً ولن يلتزم ، وما حصل عبر هذه الصواريخ البدائية ،هو ما تريده إسرائيل.
٥- والعدو ايضاً يراهن على جر دونالد ترامب لشن عدوان واسع على ايران ، وهي الجائزة الكبرى لإسرائيل ، وجريمة الصواريخ البدائية، هي هدية لإسرائيل لأنها تعتبر ان تصعيداً كبيراً في غزة ولبنان هو استدراج لايران لسحبها إلى ميدان الحرب في توقيت صهيوني سيلتزم به ترامب لقصف المنشآت النووية الإيرانية… وهنا جائزة العدو الصهيوني الكبرى .
واخيراً
تكاد فكرة الصواريخ البدائية، بدائية اكثر من الصواريخ نفسها
