السبت، 24 مايو 2025
بيروت
23°C
غائم جزئي
AdvertisementAdvertisement

وقائع من عصر الكرامة العربية 3

بناء ًا على التهديد العلني, لم تجرؤ إسرائيل نهائياً على تهديد العمق المصري…. ما يرد على الذين كانوا يسخرون من فعالية هذه الصواريخ المصرية، لأن مصداقية أي “تهديد” تنبع من سلوك الطرف الآخر.
3 – مشروع الطائرة المشترك مع الهند تنطبق عليه توجهات عبد الناصر نفسها بشأن إنتاج صواريخ بشكل مستقل؛ لأن الاتحاد السوفياتي كان يرفض مساعدة مصر من أجل توطين صناعة الطائرات، بداعي أن الحصول على طائرات سوفياتية أرخص وأسرع.
ولهذا شرع في التعاون مع الهند في هذا المجال، بخاصة في ضوء العلاقات الإستراتيجية مع نهرو، وبحكم تقدم الهند في مجالات كثيرة. مع العلم أن لدى الهند ثالث أكبر عدد من العلماء، بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي .
ولأن هذه الصناعة تحتاج إلى قاعدة علمية وتكنولوجية راسخة؛ فقد عمد عبد الناصر إلى التوسع في إرسال البعثات العسكرية إلى الخارج شرقاً وغرباً معاً – من ناحية، إنشاء “الكلية الفنية العسكرية” عام 1960، وكفل لها كل الإمكانيات اللازمة، بالتعاون مع تشيكوسلوفاكيا. وكان طلاب تلك الكلية يقضون آخر ستة أشهر قبل التخرج في المعاهد العسكرية التشيكية لإعداد مشروعات التخرج، بما يعنيه ذلك من تكاليف.
وعندما توافرت الكوادر والخبرات بدأ العمل، وتخصصت مصر في إنتاج الموتور، وهو أعقد الأجزاء، بينما تتخصص الهند في صناعة الهيكل، وأطلق على الطائرة “القاهرة 3000”.
وعندما اكتمل المشروع وبدأت التجارب العملية في سماء مصر، إتضح أن الموتور أقوى بكثير من طاقة الهيكل على التحمل. وتعددت التجارب حتى ظهرت الطائرة في سماء القاهرة.
لكن هذا المشروع العملاق قد طوى مؤقتاً بعد حرب 1967. وبعد رحيل عبد الناصر أعلن السادات إنسحاب مصر نهائياً من هذا المشروع.
وقد استفادت الهند من كل هذه الخبرات وواصلت العمل على الطائرة، حتى توصلت إلى الإنتاج الاقتصادي، وبدأت في الصناعة والتصدير.
اما السادات الذي انقلب على خط جمال بعد انقلابه في 13/5/1971، فلم يكتف بتجميد متابعة إنشاء المفاعل النووي في أنشاص ( ثم ألغاه حسني مبارك بأوامر أميركية ) بل وحول طبيعة الهيئة العربية للتصنيع من توفير ماتحتاجه مصر والبلاد العربية من ذخيرة وأسلحة ، وعربات مصفحة وسيارات عسكرية مدرعة …إلى صناعة الثلاجات والغسالات وأدوات كهربائية اخرى ، ليضعها مبارك في ثلاجة اضخم .

شارك الخبر
الشراع
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

يقظة أوروبا على صوت فلسطين

فى الأيام والأسابيع الأخيرة ، جرت تحركات أوروبية أعلى صوتا ضد حرب الإبادة والقتل الوحشى والتجويع...

ذكريات رأس بيروت

حدث أن كانت مواسم أعياد شهر رمضان المبارك. في هذا الشهر الكريم تكثر الزكاة والتطلع نحو العائلات...

لبيك يا نصر الله تستقبل نواف سلام في مدينة كميل شمعون !!

“لبيك يا نصر الله ” هو الهتاف الذي استقبل رئيس الحكومة نواف سلام ، اثناء دخوله الملعب الاخضر...

الهجوم على السفارة الاسرائيلية في واشنطن …..مشبوووه!

وهكذا … في خضم التحول العالمي وتحديداً الأوروبي نحو الاهتمام بمأساة الشعب الفلسطيني، الذي تخوض...

اين جثة ايلي كوهين ؟

جثة الجاسوس الصهيوني الأشهر ايلي كوهين ، ما زالت مدفونة في مكان سري في سورية ، حيث تعمد ضباط أمن...

الجريمة المؤجلة : قصتي مع عشيقتي ايفا براون.

أخبرني صديقي ادولف هتلر ،وهو يرتدي بذلته العسكرية. عن خططه لاحتلال العالم،عن تصنيفاته الخاصة...