السبت، 31 مايو 2025
بيروت
20°C
سماء صافية
AdvertisementAdvertisement

تحدثهم عن اتفاق مع السعودية يسألونك عن المسيح !!

الإشارات التحذيرية الواضحة التي رأيتها خلال زيارتي "لإسرائيل"

📍 قضيت أسبوعًا في “إسرائيل”، وبينما قد يبدو أن شيئًا كثيرًا لم يتغير – فالحرب الطاحنة في غزة لا تزال مستمرة – شعرت بشيء جديد لأول مرة منذ 7 أكتوبر 2023. من المبكر الحديث عن نشوء حركة مناهضة واسعة للحرب، فهذا لن يحدث إلا بعد عودة جميع الرهائن الإسرائيليين، لكنني رأيت إشارات وامضة تُظهر أن عددًا متزايدًا من الإسرائيليين، من اليسار والوسط وحتى أجزاء من اليمين، بدأوا يخلصون إلى أن استمرار هذه الحرب يُعد كارثة على إسرائيل: أخلاقيًا ودبلوماسيًا واستراتيجيًا.

📰 من الوسط السياسي، كتب رئيس الوزراء الأسبق يهود أولمرت مقالة في صحيفة “هآرتس “لم يُجامل فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه، حيث قال:

🗨️ “إن حكومة إسرائيل تخوض حاليًا حربًا من دون هدف، او غاية، من دون تخطيط واضح، او أي فرصة للنجاح. ما نقوم به الآن في غزة هو حرب إبادة: قتل عشوائي، غير محدود، قاسٍ وإجرامي للمدنيين”. وخلص إلى القول: “نعم، “إسرائيل “ترتكب جرائم حرب”.

📣 ومن اليمين، هناك أمثال عميت هليفي، عضو حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو، وهو مؤيد شرس للحرب ،لكنه يرى أن تنفيذها كان فاشلًا. وقد تم تعليق عضويته في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست من قبل ائتلاف نتنياهو ،بعد أن صوّت ضد تمديد صلاحية الحكومة في إصدار أوامر استدعاء الطوارئ للاحتياط.
وفي مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت بعد إقالته، قال هليفي:
“هذه الحرب خدعة. لقد كذبوا علينا بشأن إنجازاتها”. وأضاف أن إسرائيل “تخوض حربًا منذ 20 شهرًا بخطط فاشلة” وأنها “لم تنجح في تدمير حماس”.

🎙️ ومن اليسار، قال يائير غولان، زعيم تحالف “الديمقراطيين” الليبرالي في مقابلة مع إذاعة “إسرائيل:”
“إسرائيل” في طريقها لتصبح دولة منبوذة، مثل جنوب أفريقيا سابقًا، إذا لم نعد للتصرف كدولة عاقلة. الدولة العاقلة لا تحارب المدنيين، لا تقتل الأطفال كهواية، ولا تجعل من طرد السكان هدفًا لها”.

🛑 وعندما أثار تعليق “الهواية” موجة من الانتقادات، أوضح غولان – الذي يُعد بطلًا في حرب غزة – أنه لا يُلقي باللوم على الجيش، بل على الساسة الذين يمددون الحرب لأسباب لم تعد تتعلق بالأمن القومي “لإسرائيل.”

🛑ربما كان يجب على غولان استخدام كلمة أخرى، حتى لا يمنح اليمين الإسرائيلي ذريعة لتشويهه، لكن الحقيقة تبقى أن الصحافيين الأجانب المستقلين لم يُسمح لهم عمليًا بدخول غزة. وعندما تنتهي الحرب ويغزو الصحافيون والمصورون الدوليون غزة، سيُبلغ عن حجم الموت والدمار بشكل كامل – وهذا سيكون وقتًا صعبًا جدًا “لإسرائيل” واليهود في العالم.

⚠️ كان غولان محقًا حين حذّر شعبه – وبصراحة – من ضرورة التوقف الآن، والتوصل إلى وقف إطلاق نار، واستعادة الرهائن، وإدخال قوة دولية وعربية إلى غزة، والتعامل مع ما تبقى من حماس لاحقًا. فعندما تكون في حفرة، توقف عن الحفر.

🚧 لكن نتنياهو يصر على مواصلة الحفر، مدعيًا أنه يستطيع قصف حماس حتى تُفرج عن ما تبقى من الرهائن الإسرائيليين الأحياء، البالغ عددهم نحو 20 – لأن أعضاء ائتلافه من القوميين الدينيين قالوا له صراحة :إنهم سيُسقطونه إن أوقف الحرب. لذا، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف المزيد من الأهداف الثانوية، ما يؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين الغزيين يوميًا.

💥 وقد شرح عاموس هرئيل، المحلل العسكري في هآرتس، السبب:
“العديد من الغارات الجوية هي في الواقع محاولات اغتيال لقادة حماس، غالبًا أثناء وجودهم مع عائلاتهم. وهؤلاء المسؤولون لم يعودوا يعيشون في منازل خاصة أو بنايات سكنية – بل في مخيمات الخيام المزدحمة بالآلاف من المدنيين. وحتى مع اتخاذ الجيش خطوات وقائية متعددة، تؤدي هذه الهجمات إلى مجازر واسعة”.

💔 وليس فقط ازدياد أعداد القتلى المدنيين هو ما يدفع مزيدًا من الإسرائيليين لرفض الحرب، بل إنها أرهقت المجتمع بأكمله. ويشير هرئيل إلى مؤشرات مثل “ارتفاع حالات الانتحار (التي لا يُعلن عنها رسميًا)، وتفكك العائلات، وانهيار الأعمال التجارية”. وتستمر الحكومة في تجاهل هذه التطورات وتوزيع وعود بالنصر بدلاً منها.

👶 وصوت المعارضة لا يأتي فقط من السياسيين البالغين، بل حتى من الأطفال. خلال رحلتي، سمعت قصة من المذيعة الإسرائيلية الشهيرة لوسي أهريش، أول مقدّمة أخبار عربية مسلمة في قناة تلفزيونية عبرية رئيسية. كنا قد شاركنا معًا في حوار بتل أبيب، وكنا مرهقين لأننا استُيقظنا في الثالثة صباحًا بسبب صفارات إنذار حمراء تحذر من هجوم صاروخي من الحوثيين.

📯 قالت لوسي إن هناك فارقًا في نغمة الصفارات: فالصفارات الخاصة بيوم ذكرى القتلى تصدر بصوت ثابت، بينما صفارات الإنذار الحربية تأتي على شكل موجات.
وفي هذا اليوم، وعندما أُطلقت صافرة ذكرى القتلى، قالت لوسي:
“ابني آدم البالغ من العمر 4 سنوات كان يلعب على الأرض، وبدأ يهلع وجمع ألعابه ليتوجه إلى الغرفة الآمنة”.
“قلت له: لا، لا تحتاج. هذه صفارة مختلفة.

🔔 عندما يضطر طفل في الرابعة أن يميز بين صفارات يجب الوقوف احترامًا لها ،وصفارات عليه أن يركض بسببها إلى غرفة بلا نوافذ، فاعلم أن الحرب طالت أكثر من اللازم.

🌍 إذا كان كثير من الإسرائيليين يشعرون أنهم محاصرون بقيادتهم، فكثير من الغزيين كذلك – على الرغم من أن الاستطلاع في غزة صعب. إلا أن حركة معارضة للحرب تبدو وكأنها تتشكل هناك أيضًا – على الرغم من أن من يُحتج يُقتل على يد حماس.
أظهر استطلاع أجراه “المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسيحية” – وهو مركز مستقل مقره رام الله – أن 48% من سكان غزة أيدوا التظاهرات المناهضة لحماس التي اندلعت مؤخرًا في عدة أماكن.

🎯 وبالفعل، فإن زعماء حماس سيواجهون أيضًا الحساب عندما تسكت المدافع. هاجموا مجتمعات حدودية إسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، وعندما ردت إسرائيل – كما كان متوقعًا – عرضوا سكان غزة المدنيين كأضاحي جماعية لكسب تعاطف العالم، بينما اختبأ قادتهم في الأنفاق أو في الخارج. لا تزال حماس نشطة، لكن غزة أصبحت غير قابلة للحياة، وعلى الرغم من ذلك لا تزال قيادة حماس ترفض الإفراج عمن تبقى من اسرى ، إلا إذا انسحبت “إسرائيل” من غزة وقبلت بوقف إطلاق نار مفتوح.

❓ حقًا؟ أن تنسحب “إسرائيل” بالكامل وتقبل بوقف إطلاق نار؟ يا له من “انتصار”.

🧨 لو تحقق هذا، فسيعني أن حماس خاضت هذه الحرب بأكملها – وخسرت عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين ولم يتبقَ من مباني غزة شيء – من أجل العودة بالضبط إلى الوضع ،الذي كانت عليه في 6 أكتوبر 2023: وقف إطلاق نار وخروج “إسرائيل” من غزة.

🤦 لهذا وحده، سيذكر التاريخ قادة حماس على أنهم حمقى…

🌪️ لقد ظنوا أنهم سيفجرون نهاية “إسرائيل”، لكنهم فجروا كارثة على شعبهم، وفتحوا الباب لنتنياهو لتدمير حليفهم حزب الله في لبنان وسورية ، ما أضعف قبضة إيران هناك، وكذلك في العراق، وساعد في طرد روسيا من سورية . لقد كانت هزيمة لشبكة المقاومة المدعومة من إيران.

🕊️ لكن المفارقة أن عمليات نتنياهو العسكرية جعلت لبنان وسورية والعراق والسلطة الفلسطينية في رام الله – ناهيك عن السعودية – أكثر حرية للانضمام إلى اتفاقات أبراهام وتطويع العلاقات مع “إسرائيل” بدرجة لم تكن ممكنة عندما كانت قبضة إيران الإقليمية أقوى.

🧱 نعم، نتنياهو فعل ذلك! لكنه أيضًا لا يفوّت فرصة لتفويت فرصة للسلام. نتنياهو اليوم يرفض بعناد جني ثمار ما زرعه، ويرفض فتح الطريق – ولو ببطء – نحو حل الدولتين مع سلطة فلسطينية مُصلحة.

ليس غريبًا أن دونالد ترامب لا يريد تضييع وقته مع نتنياهو – فهو لا يستطيع كسب المال منه، ولا يسمح له نتنياهو بصنع التاريخ معه.

💬 كلما ناقشت الإسرائيليين بشأن خطأ نتنياهو التاريخي – استبداله السلام مع السعودية بتحالف مع متطرفي اليمين – كلما سألوني: “هل تعتقد أن ترامب يستطيع إنقاذنا؟”
هذا هو المؤشر الأقصى على أن ديمقراطيتك في خطر.

💰 وكان عليّ أن أوضح أن ترامب يذهب إلى البلدان التي تعطيه أشياء – نقودًا، طائرات 747، عملات ميم، صفقات سلاح، فنادق، ملاعب غولف، مراكز بيانات – وليس تلك التي تطلب منه أشياء، مثل “إسرائيل”.

🕵️ وللإنصاف، ربما ترامب لا يدرك مدى تغير إسرائيل داخليًا. حتى كثير من اليهود الأميركيين لا يدركون مدى تضخم قوة ونفوذ المجتمع الأرثوذكسي المتطرف والقوميين الدينيين في “إسرائيل”، وكيف يرون الحرب على غزة كحرب دينية.

📚 قال أفراهام بورغ، الرئيس الأسبق للكنيست:
“بيبي في الواقع مجرد بيدق لهم، وليس اللاعب الحقيقي”.
وأضاف: “تحدثهم عن السلام مع السعودية فيقولون إنهم بانتظار المسيح. !!تحدثهم عن السلام مع سورية فيقولون إن سوريا جزء من إسرائيل الكبرى. !!تذكر القانون الدولي فيردون بالتوراة.!!تذكر حماس فيقولون لك عمّالِيق”.

🔍 واختتم بورغ قائلًا إن الانقسام الحقيقي في “إسرائيل” اليوم ليس بين المحافظين والتقدميين، بل “بين القبيلة اليهودية والقبيلة الديمقراطية. والقبيلة اليهودية هي التي تنتصر الآن.
إذا كانت الصهيونية في الأصل انتصارًا للعلمانية القومية على اليهودية الدينية، فما نراه الآن هو عودة اليهودية القومية المتدينة على حساب الديمقراطية”.

🎭 وهكذا، بعد أسبوع في إسرائيل – مسرح الـ Off-Broadway – عدت إلى الوطن لأكتشف أن المسرحية ذاتها تُعرض على الـBroadway، في أميركا، ولكن بنطاق أوسع.

🧾 من المخيف أن ترى كيف يستخدم ترامب ونتنياهو الدفتر نفسه لتقويض ديمقراطياتهم.

⚖️ سؤالي الوحيد هو: من منهما سيتسبب أولًا في أزمة دستورية شاملة؟

🔎 كل منهما متهم بمحاولة تقويض القضاء و”الدولة العميقة” – أي المؤسسات التي تحمي حكم القانون…

🗳️ عام 2026 سيكون حاسمًا في تقرير ما إذا كان يمكن احتواء عبادة نتنياهو وترامب. ففي ذلك العام، ستُجرى انتخابات عامة في إسرائيل، ويواجه ترامب الانتخابات النصفية.
المدافعون عن الديمقراطية والكرامة في كلا البلدين أمامهم مهمة واحدة: التنظيم، التنظيم، التنظيم من أجل الوصول إلى السلطة.

✅ لا شيء آخر يهم. وكل شيء يعتمد عليه.

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

*ورقة ويتكوف

في ذروة العدوان المتواصل على قطاع غزة، وبينما تتعالى الأصوات الدولية الداعية إلى وقف فوري وشامل...

تحية الى روح جان عبيد في ذكراه السادسة.

٦ سنوات مرت لكن الغياب لم يغيّب الحضور ، جان عبيد وزير الكلمة ورجل الدولة والموقف لا يزال فينا في...

🗞️ مباحثات أمنية مباشرة بين سورية والكيان الصهيوني

ورد في وكالة رويترز التقرير التالي: 📍 دمشق – قالت خمسة مصادر مطلعة إن “إسرائيل” وسورية على...

الاستخبارات الإسرائيلية تساعد على تفكيك بنية حزب الله جنوباً!!

🎙️ قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال وهو يطرق بقبضتيه على...

تحية للفدائيين اليتامى...

وقبل أن تغرب الشمس وقبل أن يشتدّ الظلام ،ما زالوا في الانفاق في الظلام تحت الارض وبين الناس وبين...

🗞️ "إسرائيل" تواجه تحولًا خطيرًا في علاقتها مع مصر

⚠️ بينما لم تعلن مصر رسميًا تخليها عن اتفاقية كامب ديفيد، إلا أن القاهرة تنأى بنفسها فعليًا عن...