الأربعاء، 28 مايو 2025
بيروت
21°C
غيوم متفرقة
AdvertisementAdvertisement

ترامب… إلى نوبل عبر الشرق الأوسط؟

كارولين ياغي

يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال مؤمناً بأن الوقت لم يفُت بعد لحصد جائزة نوبل للسلام، الجائزة التي لطالما راودته كحلم لم يتحقق. واللافت أنه لا يزال يحتفظ بأوراق قوة حقيقية، ليس فقط في السياسة الأميركية الداخلية، بل أيضاً في الملفات الخارجية الكبرى، وعلى رأسها الشرق الأوسط.

في ظل التصعيد المستمر في غزة، وما يحمله من خطر امتداد إقليمي قد يُشعل المنطقة برمتها، قد يرى ترامب في هذه اللحظة فرصة نادرة للعودة إلى المسرح الدولي من الباب العريض، أي من بوابة السلام.

فهل يُقدِم على خطوة مفاجئة تُعيد رسم المعادلات؟
وهل يسبق نتنياهو المتهور، ويحول دون اندفاع إسرائيل نحو الخيار العسكري الشامل مع إيران؟
وهل يُقنع طهران، انطلاقاً من موقعه المتمايز، بالعودة إلى طاولة التفاوض وتوقيع اتفاق سلام، أو على الأقل تفاهم طويل الأمد؟

الكل يترقّب. فالمشهد يبدو معقّداً، والخيارات تضيق. إسرائيل تلوّح بحرب شاملة، وإيران ترد بلغة تصعيدية، بينما تعيش المنطقة بأكملها على حافة الانفجار. لكن وسط هذا الضجيج، يلوح سيناريو غير مستبعد: أن يظهر ترامب فجأة كـ”صانع سلام” بنكهة براغماتية، يوظّف علاقاته السابقة وخبرته في الضغط والإقناع لإعادة خلط الأوراق.

لكن الأمر لا يتعلق بالشرق الأوسط فقط. فالعالم، بعد حرب أوكرانيا وصعود الصين كلاعب دولي منافس، لم يعد كما كان. وقد يدرك ترامب أن إعادة التموضع الأميركي عالمياً تمر عبر تسويات كبرى، أولها وأكثرها تعقيداً في المنطقة العربية. فسلام الشرق الأوسط لن يكون مجرد إنجاز محلي أو إقليمي، بل ورقة نفوذ أميركي جديدة في مواجهة قوى الشرق الصاعدة. من هنا، قد يتحرّك ترامب ليس فقط بدافع الطموح الشخصي نحو “نوبل”، بل انطلاقاً من قراءة براغماتية لدور أميركا المقبل في عالم سريع التحوّل.

فالسلام، في نهاية المطاف، لا يصنعه الطيبون فقط، بل أحياناً يصنعه الأذكياء في التوقيت المناسب.

فمن يسبق الآخر: السلاح أم الاتفاق؟
ومن ينتصر في النهاية: منطق الحرب أم منطق المصالح؟

عندها، ربما تكون نوبل على موعدٍ متأخر مع دونالد ترامب.

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

جمال عبد الناصر الغائب الحاضر

قام الإعلام الألماني بتوثيق قصة الصواريخ المصرية فى عهد الرئيس عبد الناصر والتى سبقت صواريخ الصين...

من هو بشارة بحبح

هكذا شق بشارة بحبح طريقه إلى قلب الإدارة الأميركية ،وأقام قنوات اتصال مباشرة مع حماس من محادثات...

حديثٌ " برمودي " او عن برمودا .!؟

إذ على عجالةٍ مختزلة , فالمؤشّرات اللغوية واللفظية تشير فيما تشير الى ” مثلث برمودا – Bermuda Triaangle...

الصدر حسمها !!

زعيم التيار الوطني الشيعي في العراق السيد مقتدى الصدر، يُغلق الباب نهائيا بوجه الوساطات...

أخبار ترامب السارة اعلنتها حماس بشأن غزة

عندما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر امس الاثنين، أنه يعتقد أن لدينا أخبارا سارة قادمة مع...

هل بدأ الدرع الواقي لإسرائيل في الغرب يتصدع ؟

من حق الكثيرين إبداء استغرابهم ،ازاء أمكانية طرح سؤال كهذا ،لا سيما ان الدول الغربية ( باستثناء...