
سوريا، كما عرفناها في الماضي، لم تكن لنا. مؤسساتها لم تكن لنا. نظام دفع بأبنائه الى القبور والمنافي والسجون، ودولة أغلقت الأبواب في وجه لا بل عاقبت كل من حلم بالتغيير من الداخل.
لكننا اليوم نعيش لحظة نادرة… لحظة تتشكل فيها ملامح “سوريا جديدة”… سوريا تقول لكلّ أبنائها وبناتها: عودوا، فأنتم جزء من البناء، لا خارجه.
بفضل الله وكرمه، أبدأ اليوم مهمة جديدة كمستشارة لمعالي وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي، في إطار رؤية وطنية جديدة للتعاون والانفتاح، تضع الكرامة، والسيادة، والتنمية في قلب أولوياتها، وتُنظم الشراكات الدولية، وترسم معالم علاقة متكافئة ومسؤولة مع المجتمع الدولي.
في هذا الدور، ستكون مهمتي الإسهام في تعزيز توطين التعاون الدولي، والمشاركة في رسم مسار جديد لسوريا ما بعد الحرب، مسار يُعيد تفعيل الشراكات بشكل مؤسساتي منسّق، ويربط المبادرات الخارجية بالرؤية الوطنية، ويدعم الوزارات والمحافظات في قيادة أولويات التعافي والتخطيط المشترك للتنمية المستدامة.
وبهذه الخطوة، أختتم دوري التنفيذي في منظمة سوا للتنمية والإغاثة، التي كانت لأكثر من خمسة عشر عامًا مساحة للعمل المشترك، والتعلّم، وخدمة الناس. أنتقل اليوم إلى عضوية مجلس إدارتها، وأُسلّم القيادة لفريق جديد يحمل الرسالة بنفس الالتزام وبنَفَس جديد. كما أنهي رسميًا أدواري في عدد من المنظمات والشبكات التي تشرفت بخدمتها على مدى السنوات الماضية، بكل تقدير وامتنان، وإيمان بأن المرحلة المقبلة تتطلب تركيزًا كاملاً واستعدادًا للتحديات القادمة.
أرجو أن أُسهم، من موقعي الجديد، في دعم جهود معالي وزير الخارجية الجبارة ورؤية وزارة الخارجية لبناء شراكات عادلة وفعّالة تُعبّر عن طموحات السوريين، وتستجيب لاحتياجاتهم، وتُمهّد لعودتهم، ولنهضة تعليمية ومؤسساتية تُبنى من الداخل، على يد أبنائها وبناتها.
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا، واجعل عملنا خالصًا لوجهك، نافعًا للناس، باعثًا للأمل، وسبيلاً لبناء وطنٍ يليق بمن عاش لأجله
الدكتورة ربى محيسن
مستشارة وزير الخارجية للتعاون الدولي
سورية من أب سوري وأم لبنانية، نشأت بين دمشق وبيروت، وأقامت أكثر من عشر سنوات في المملكة المتحدة.
حاصلة على بكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الأميركية في بيروت، وماجستير في دراسات التنمية الاقتصادية من كلية لندن للاقتصاد (LSE)، ودكتوراه في التنمية الاقتصادية والنوع الاجتماعي من جامعة SOAS في لندن.
تحمل شهادتين تنفيذيتين في التقنيات المتسارعة (Exponential Technologies) من جامعة سينغولاريتي في وادي السيليكون، بالإضافة إلى اعتماد رسمي كوسيطة في سياقات النزاع.
تتمتع بخبرة تفوق 15 عامًا في العمل الإنساني، والسياسات التنموية، والوساطة، والمناصرة السياسية على المستوى الدولي.
أسست وترأست عددًا من المنظمات والمبادرات المدنية السورية، وتُعد من أبرز الأصوات المدافعة عن العدالة والتنمية الشاملة في المنطقة.
شاركت في أبرز المؤتمرات الدولية حول سوريا، وقدّمت إحاطات لمجلس الأمن، ومداخلات في بروكسل، جنيف، نيويورك، والجمعية العامة للأمم المتحدة.
حازت على عدة جوائز دولية مرموقة، منها:
جائزة الملكة إليزابيث الثانية (2011)،
جائزة “رافتو” لحقوق الإنسان (2019)،
جائزة DVF (2021)،
جائزة “مارش” لصنع وبناء السلام من وزارة الخارجية البريطانية (2016)،
واختيرت ضمن قائمة “فوربس 30 تحت سن 30” في مجال السياسات والقانون (2017)،
كما وصلت إلى اللائحة القصيرة للمرشحين لجائزة نوبل للسلام عام 2022