
“طاولة الحمار” و”لا يشبهونا” و “على إسرائيل ان تقصف من دون تهديد مسبق “و”ديمقراطية انتقائية ” و عبارات لا تعدّ ولا تُحصى من أدبيات اليمين المتطرّف الطائفي اللبناني ،فماذا لو تمكن هذا اليمين الذي له معجبين من غير المتزنين نفسيّاً، ومن أصحاب الازمات في الانتماء والتارات الشخصية من الطوائف كافة ،وحتى من مرتدّي اليسار الذين ما إن امتلأت جيوبهم بالمال ،حتى جنحوا لتغيير أسمائهم قبل عناوينهم ،هذا إن صحوا من السكرِ في سهراتهم.
سيأتي يوم يطالب فيه اليمين المتطرّف بتوزيع مياه الليطاني والعاصي وحتى نهر الكلب مناصفة بين المسلمين والمسيحيين .
اليمين المتطرّف صاحب اهم “إنجازات “المجازر الطائفية ،ينصّب نفسه مطاوعاًكمطاوعي أنظمة في الخليج ايام زمان، في التربية الوطنية وحتى في الاخلاق.
اليمين المتطرّف سيطالب لاحقاً بوضح حدّ في إعداد الولادات لتتناسق وتتناسب وتتوافق بين الطوائف، ليطمئن لعلّه ينجح في كبت خوفه الجنونيّ المرضي .
ليست المسألة هفوات في الكلام لجهابذة العلوم ..إنما كشف عن مستور عميق يبث الكراهية ويعمّق الثغرات والخنادق والقبور ،ويرفع اسواراً بين لبنانيين لا يريدون غير بناء وطن يتساوى فيه اللبنانيون عن حق لا نفاقاً ،فكيف تريد مناصفة في عدد أعضاء مجلس بلدية بيروت وترفضه في زحلة؟او في نقابة المحامين؟
الطائفيون الاسلاميون التكفيريون اكثر سوءاً ويمينا متطرّفاً من بقايا اليمين المسيحي المتطرّف .
اليمين المتطرّف اللبناني يضمّ كل طائفيي البلاد وليس طائفة محددة ،إنما اليمين المتطرّف اللبناني المستمد حاضره من تراثه ا في الحرب الأهلية اللبنانية ،يظنّ ان التاريخ قد توقف اليوم عند حدود آماله و رغباته ،ويتجاهل كعادته ان الزمن مستمرّ وسيستمرّ باتجاه التقدّم والمواطنة الحقيقية.
الرجل التافه يتكاثر ويتقدّم وينتشر.
“طاولة الحمار” عار على طرف سياسي لبناني يتقصّد الاستفزاز ،وما على هذا الطرف غيرتنظيف صفوفه من حماره اوّلاً.
والله اعلم.