السبت، 24 مايو 2025
بيروت
24°C
سماء صافية
AdvertisementAdvertisement

هددوها بالقتل لانتقادها سياسة "إسرائيل" ... حاخام تكسر حاجز الصمت

تعوّدنا على اتهام الصهاينة لمنتقدي الكيان الصهيوني بأنهم ضد السامية، فكل من يوجه لهذا الكيان  أي انتقاد له أو لقادته فهو “عدو السامية” حتى لو كان سامياً. لكن الكاتبة والحاخام الفرنسية دلفين هورفيلور، المديرة المشاركة لـ “لحركة اليهودية الليبرالية في فرنسا Mouvement juif libéral de France ” عاشت حالة انتقاد لمواقفها ضد إسرائيل، تجاوزت بكثير الاتهام بأنها ضد السامية. الحاخام هورفيلور اليهودية والصهيونية المبدأ حسب قولها وهي زعيمة جماعة إصلاحية في باريس، تعرضت لتهديدات بالقتل، ليس لعمل اجرامي بل لمعارضتها وزراء الاحتلال اليمينيين المتطرفين، الذين يدعون إلى تجويع أهالي قطاع غزة، كما ذكرت صحيفة هآرتس.

الحاخام هورفيلور نشرت مقالاً الأسبوع الماضي في مجلة “Tenoue تنوعة” التي ترأس تحريرها حثت فيه على دعم “من يعلمون أن تجويع الأبرياء أو إدانة الأطفال لا يخفف الألم ولا ينتقم للموت”، في إشارة انتقادية واضحة لأعضاء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو والذين برروا حرمان الفلسطينيين في غزة من المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية الحيوية باعتباره عملا حربيا مشروعا. وكان الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، قد دعا في التاسع من الشهر الحالي إلى عدم إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، إمعانا في سياسة التجويع بحق المدنيين الفلسطينيين بالقطاع المحاصر.

الحاخام الفرنسية لمحت في مقالها ايضاً بكل وضوح الى ان مستقبل الفلسطيني واليهودي مرتبط ببعضهما البعض حيث قالت في مقالها أنه “بدون مستقبل للشعب الفلسطيني لا مستقبل للشعب الإسرائيلي” ومن الطبيعي أن لا يلقى هذا الكلام آذاناً صاغية لدى اليمين وأن يقابل بعنف. فالعناصر المحافظة داخل المجتمع اليهودي واجهت الحاخام هورفيلور بالإساءات الكبيرة عبر الإنترنت بسبب مواقفها، بما في ذلك دعوات إلى قتلها باعتبارها تهديدا للآخرين. تصوروا أن انتقاد كيان الاحتلال أصبح تهديدا للآخرين ويجوز قتل المنتقد.

صحيفة هآرتس العبرية رأت نفسها مضطرة الى الاعتراف بأن تغيّراً مذهلاً طرأ على  موقف الحاخام.  فقد كانت متحدثة باسم الجالية اليهودية الفرنسية الأكبر في أوروبا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول (طوفان الأقصى)، وكثيرا ما طُلب منها الدفاع عن إسرائيل في وسائل الإعلام الرئيسية حتى إنها اُستهدفت من قبل شخصيات سياسية مناهضة للصهيونية بسبب دفاعها عن إسرائيل. لكن موقفها تغير كلياً فيما بعد.

الحاخام الفرنسية قالت إنها واثقة من أن منتقديها لا يمثلون أغلبية اليهود الفرنسيين لأنها تلقت مئات الرسائل من يهود “يشكرونني فيها على كسر حاجز الصمت، وعلى قول ما يحبون التعبير عنه من أنه يمكن للمرء أن يحب إسرائيل، وأن يكون صهيونيا، وفي الوقت نفسه يدين طريقة إدارة هذه الحرب”.

وأقرت الحاخام في نفس الوقت بأن “حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تخضع الآن لتدقيق الشرطة، نظرا لحجم التهديدات وطبيعتها” وهي ليست وحدها في الساحة. فهناك بعض الشخصيات اليهودية البارزة أعربت عن تضامنها مع هورفيلور.

 فقد نشرت الصحفية آن سنكلير والكاتبة ورسامة الكاريكاتير جوان سفار مقالات رأي في الأيام الأخيرة تعكس مخاوفهما من الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في غزة، وهما تواجهان الآن رد فعل مماثل. يعني تهديدات بالقتل.

وأخيراً…

المعادلة الآن واستناداً الى التصرف مع الحاخام الفرنسية: من ينتقد سياسة “إسرائيل” أو قادتها فهو معرض لتهديد حياته حتى لو كان يهوديا صهيونياً والحاخام الفرنسية خير مثال على ذلك.

 

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

ذكريات رأس بيروت

حدث أن كانت مواسم أعياد شهر رمضان المبارك. في هذا الشهر الكريم تكثر الزكاة والتطلع نحو العائلات...

لبيك يا نصر الله تستقبل نواف سلام في مدينة كميل شمعون !!

“لبيك يا نصر الله ” هو الهتاف الذي استقبل رئيس الحكومة نواف سلام ، اثناء دخوله الملعب الاخضر...

الهجوم على السفارة الاسرائيلية في واشنطن …..مشبوووه!

وهكذا … في خضم التحول العالمي وتحديداً الأوروبي نحو الاهتمام بمأساة الشعب الفلسطيني، الذي تخوض...

اين جثة ايلي كوهين ؟

جثة الجاسوس الصهيوني الأشهر ايلي كوهين ، ما زالت مدفونة في مكان سري في سورية ، حيث تعمد ضباط أمن...

هل التطبيع مع "إسرائيل" ثمن رفع العقوبات عن سوريا؟ أحمد الشرع على المحك

تعلمنا من خلال التجارب أن كافة المواقف السياسية لها أثمان، ولا شيء يقدم بالمجان ولا سيما إذا كانت...

موقف الدين الإسلامي من العلوم الجديدة ونظرية داروين في التطور التاريخي

هل خُلق الانسان جاء من إمساك الخالق بقطعة طين ثم عجنها بيده ونفخ فيها فإذا هي آدم .. إن هذا كلام...