
تغطية حرب الإبادة في غزة.
بعد عملية ” طوفان الأقصى ” اعتمدت صحيفة “لو موند “الفرنسية خطّا يتسم بالاعتدال والحذر، بحجة تفادي اي تنامي لمشاعر العداء للساميّة في فرنسا ، حيث تعيش ثاني أكبر طائفة يهودية
( بعد الولايات المتحدة الأميركية)
خارج الكيان الصهيوني .
تمثل هذا الخط اولاً بإدانة صريحة
لعملية “طوفان الأقصى” واعتبارها عملية ارعابية،وثانيا ً بذكر ارقام ضحايا الحرب الإسرائيلية مع تكرار انها صادرة عن وزارة الصحة في غزة التابعة لحركة حماس .
كما انها حرمت ولاتزال قراءها من حق التعليق على بعض المقالات الحساسة، وخصوصاً تلك التي تتحدث
عما يسيء لصورة “إسرائيل “بذريعة تفادي كل تراشق حاد بين القراء لا فائدة منه .
على أنه من الملاحظ أن الأمور تغيرت إلى حد ما ،بعد صدور البيان المشترك الموقع من الرئيس الفرنسي ورئيسي وزراء بريطانيا وكندا ،والذي شكّل نقلة نوعية نادرة في أسلوب ولغة المخاطبة الغربية للحكومة الإسرائيلية:
١– إستنكار الأفعال المشينة التي يرتكبها الصهاينة في قطاع غزة.
٢–الإعلان عن التصميم على الأعتراف بالدولة الفلسطينية.
٣–التهديد باتخاذ عقوبات ملموسة ضد “إسرائيل” في حال رفضها وقف عملياتها العسكرية ،وفتح المجال أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
بعد صدور البيان المذكور ،لاحظنا أن افتتاحية اللوموند ومقالاتها اصبحت أكثر جرأة. ففي افتتاحية
٢١ أيار هناك دعوة صريحة لمعاقبة الحكومة الإسرائيلية وعدم اعطائها اية فرصة للإفلات من العقاب.
بعدها صدرت بشكل منهجي مقالات تركّز على الوجه القبيح “لإسرائيل” وسياسييها وفقدهم اي شعور إنساني ..بالاضافة إلى عنصريتهم البغيضه ازاء
الفلسطينيين.
ونعتقد أن الأمور ستستمر على هذا النحو ،بهدف دعم موقف فرنسا الجديد الذي اعتمده الرئيس أيمانويل ماكرون .
ففي عدد الصحيفة الصادر اليوم السبت ( 24/5/2025) هناك مقال يحمل عنوان “القضاء التدريجي على مستقبل غزة “.
يتناول هذا المقال السياسة المنهجية التي تتبعها “إسرائيل” في غزة وأهدافها الواضحة: ان الخطة التي تنفذها الدولة الصهيونية في غزة ،ترمي إلى حرمان سكان القطاع من اي أمل بالمستقبل ،ودفعهم لمغادرة ارضهم ، وهذا ما يسمى بالتطهير العرقي.