
يا أمّ مصطفى ,هل أتاكِ حديث الأوائل الذين زرعوا اسماءهم في كتب التاريخ والكرامة والبطولة والخلود لنحصد عطاءاتهم في كلّ فصول العمر؟
هل وصلت لكِ وشوشات الفدائيين خلف الخطوط الأولى للبلاد في البياضة ,عن تألق ابنك في المواجهة ,وهو يكرّ ويفرّ ويقبل ويدبر كجلمود صخر حطّه السيلُ من علِ؟
أي مصطفى هو في الميدان ينصر إخوانه في فلسطين بالدم والنفس ،لا بالكلام .واية امّ كربلائية انت أبيتِ الا و ان تأتي من بلدة النبي عثمان البقاعية ،لتبحثي ولتحفري بيديك تراب أرض عاملة لتجدي جمجمة تحكي قصّة طفولتها معك ،وعامودٍ فقري لم يتحطّم ليكون عصا لوطن متهالك ليتكىء عليها .إن دارت على البلاد ويلات الزمان.
للأمانة عنوان واحد:
أم مصطفى من بلدة النبي عثمان.
أمّ مصطفى وكأنّك تخبئين في حجابك أسرار طفولة ومراهقة ابنك ،اقلامه ودفاتره وكتبه وحكاياته العاطفية ،كأنّك في موقفك الزينبيّ تعيدين لسلاح الفدائي رونقه وتصبغين التراب نفسه بلون شعر رأس ابنك الذي اندثر.
كان ابنك لغاية الأمس فدائيا بطلاً مفقود الاثر، والان تقدّس اسم ربّ السماء والأرض وبارك شهادة ابنك ليشعّ من السماء كنجمة اضافية التحقت وعلى عجل في مجرّة الكواكب والنجوم واقمار المظلومين .
لكِ وحدك يا ام.مصطفى كتب الشاعر وغنّى المغنّي حكاية أجمل الأمهات.
في البدء كان مفقود الأثر والان إحلوّ وتأكد الكلام .صار قتيلاً سقط على طريق القدس ،وفي قافلة الشرفاء.
في البدء كانت أم مصطفى والان صارت أم كل الفدائيين الأبطال .
ايها الفدائي هادن ولا تسلّم سلاحك والعدو الأصلي ما زال بوحشيته هنا وهناك.
صبر ساعة،
صبر مئة سنة.
والله اعلم.