
حدث أن كانت مواسم أعياد شهر رمضان المبارك. في هذا الشهر الكريم تكثر الزكاة والتطلع نحو العائلات المحتاجة. وكان رياض الصلح رئيساً لمجلس الوزراء، يهمه كثيراً النظر إلی رأس بيروت من خلال رجالاتها. ومن رجالات رأس بيروت كان الحاج أبو عبد العيتاني، فطلب رياض الصلح من العم الحاج أبو عبد العيتاني لائحة بأسماء العائلات المعوزة، فالعيد أوشك أن يحل ببركته علی الناس.
جاء الحاج بلائحة تحمل اسم العائلات المحتاجة وقدّمها إلی رياض الصلح. قرأ رياض الصلح اللائحة فاندهش! فالعيد عيد المسلمين. فما به العم أبو عبد يأتيه بلائحة فيها : نخلة ومخايل والياس إلی جانب محي الدين وعبد الحميد ومحمد. عندها سأله رياض الصلح : يا عم أبو عبد، العيد عيد المسلمين، فلماذا جئتني بأسماء من إخواننا النصاری وهذا ليس عيدهم، فنحن سنوزّع عليهم في عيدهم.
أجابه العم الحاج أبو عبد العيتاني قائلاً : رياض بيك، معك حق، هذا ليس عيدهم. ولكننا في رأس بيروت نُعيّد معاً، نفرح معاً ونبكي معاً، كما أننا نجوع معاً ونشبع معاً. فإذا تعذّر عليكم العطاء كما جاء في اللائحة، بلاها. نظر رياض الصلح، والدمعة في عينيه، ليقول : كما تشاء يا عم! يا ليت كل لبنان مثل رأس بيروت.
من كتاب “رزق الله عهيديك الأيام يا رأس بيروت”.