السبت، 24 مايو 2025
بيروت
23°C
غائم جزئي
AdvertisementAdvertisement

طهران تريد مقتدى الصدر منقذاً !

راهنت ايران دائما ً على الحضور السياسي والشعبي الشيعي ، في البلدان العربية ( والإسلامية ) وسعت لربطه بمشروع ولاية الفقيه ، الجوهرية في قيام نظامها الجمهوري داخل ايران ، وساعدها بقوة توفر الامكانات المادية ، وكذلك قدرتها على التماهي المذهبي مع الشيعة ، في مرحلة انهيار الدعوة القومية العربية التي كانت تصهر المجتمعات العربية. . في مواجهة حالات المذهبية والشوفينية المعروفة تحديداً في دول المشرق العربي
لكن اعتماد السلوك الاستخباراتي ، على حساب الثقافة الوحدوية التي كانت ترفع رايتها ، والاستخبارات لا تهتم بالثقافة ، وإنما بالاستتباع ، فإنها في العراق اعتمدت ودعمت حالات سياسية ميليشياوية ، أنشأتها في العراق ، وبعضها نما وترعرع وسمن وتضخم في اروقة استخبارات للحرس الثوري الايراني ، خلال فترة لجوئه إلى العراق هرباً من بطش اجهزة صدام حسين ،
هذه الجماعات عادت إلى بلدها ، على ظهر الدبابات الاميركية التي اعتدت على وطنها واسقطت نظامه الوطني ، الذي كان ظالماً جداً.. ليسلمها الاحتلال الاميركي سلطات العراق ، بالتعاون مع ايران ، ليسود الفساد والتبعية ، ويفقد العراق كفاءاته العلمية والاقتصادية ، كما عشرات المليارات ومئات العلماء والمثقفين ، وتلزم الوطنية والعدالة والتنمية الأقبية ، وتسود اصوات النشاز والمذهبية ونهب الفسدة …
ساندت ايران بالتقاطع مع الاحتلال الاميركي كل هذه الحالات التي سيطرت على كل العراق …
إلا السيد مقتدى الصدر ، وهو القيادي الشيعي ابن العائلة المتأصلة في المرجعية الشيعية ، فإنه كان يبعد نفسه عن هذه الثقافة ، متكئاً على اوسع قاعدة شعبية ، مكنته من امتلاك الاغلبية النيابية بملايين الأصوات متقدماً بأضعاف المرات على كل الجماعات الشيعية العراقية التي تخدم التقاطع الإيراني – الاميركي ..ليصبح مسار الصدر مخالفاً لهذا التقاطع ، بل ومخالفاً للسياسات الاميركية والإيرانية في وطنه المحتل ..
الآن ايران في ورطة حقيقية ، سواء اعترفت بذلك او كابرت ، وهي قبل ان تخسر سورية ، كانت خسرت بشار الاسد الذي كان وسيلة اسرائيل للتخلص من القيادات الإيرانية ، وعندما سقط بشار كشفت ان طهران كانت مصابة بإحباط منه منذ اكثر من سنة ،
ايران ليس على استعداد لتخسر العراق ، وهو على حدودها آخر القلاع التي تدافع عن النظام الإيراني ، فاليمن الحوثي بعيد ، ولبنان جريح محاصر يحتاج إلى العلاج والدواء .. لذا لم يبق لها إلا العراق .. لكن عراقها ليس صافياً سياسياً ولا ثقافياً لها ، وأكثر جماعاتها مخترق من الاميركان بالمصالح والمناصب والنفوذ ، والجموح الشخصي ، من دون ان ننسى ان طهران باتت بحاجة لأن تقدم مصالحها فوق اي اعتبار آخر ، وهؤلاء المؤلفة قلوبهم من جماعاتها مستعدون لنقل البندقية عند كل استحقاق …
من يتبقى لها صادقاً في العراق ، وفاعلاً في السياسة وذا اغلبية شعبية شيعية ، ومنفتح على السنة والأكراد ؟ انه مقتدى الصدر ، يصدقها القول ، لا يراوغ من وراء ظهرها مع الاميركان ، منفتح على الدول العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية ، صديق صادق لحزب الله في لبنان ، ويمكن ان يكون صاحب الاغلبية النيابية ، إذا شارك في الانتخابات النيابية التي يشترط لخوض غمارها اسقاط الفاسدين ناهبو المال العام ، ومعظمهم من جماعات ايران وحرسها الثوري ..
فهل تعيد ايران الاعتبار للسيد مقتدى الصدر ، وتصالح جمهوره ، فتحفظ وجودها موضوعياً في بلاد الرافدين ، وتنظف التشكيلات المحسوبة عليها ، وتعتمد القاعدة التي تقول : ان السمكة تفسد من رأسها … وان تنظيف الدرج يبدأ من الاعلى !!

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

يقظة أوروبا على صوت فلسطين

فى الأيام والأسابيع الأخيرة ، جرت تحركات أوروبية أعلى صوتا ضد حرب الإبادة والقتل الوحشى والتجويع...

ذكريات رأس بيروت

حدث أن كانت مواسم أعياد شهر رمضان المبارك. في هذا الشهر الكريم تكثر الزكاة والتطلع نحو العائلات...

لبيك يا نصر الله تستقبل نواف سلام في مدينة كميل شمعون !!

“لبيك يا نصر الله ” هو الهتاف الذي استقبل رئيس الحكومة نواف سلام ، اثناء دخوله الملعب الاخضر...

الهجوم على السفارة الاسرائيلية في واشنطن …..مشبوووه!

وهكذا … في خضم التحول العالمي وتحديداً الأوروبي نحو الاهتمام بمأساة الشعب الفلسطيني، الذي تخوض...

اين جثة ايلي كوهين ؟

جثة الجاسوس الصهيوني الأشهر ايلي كوهين ، ما زالت مدفونة في مكان سري في سورية ، حيث تعمد ضباط أمن...

الجريمة المؤجلة : قصتي مع عشيقتي ايفا براون.

أخبرني صديقي ادولف هتلر ،وهو يرتدي بذلته العسكرية. عن خططه لاحتلال العالم،عن تصنيفاته الخاصة...