الجمعة، 6 يونيو 2025
بيروت
26°C
سماء صافية
AdvertisementAdvertisement

ترامب و«إسرائيل» افتراق بعد وفاق

قامت « إسرائيل »على ثلاثة ركائز  :

  • ترحيل يهود أوروبا بعد قرون من تعالي اليهود وانعزاليتهم وكره مسيحي أوروبا  لهم وهم حفدة من حرض  حاكم القدس الروماني بيلاطس على التخلص من السيد  المسيح ؛وإزاء تمنعه شجعوه : «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا.»  ثم اضطهادهم  للمسيحيين قبل أن تسمح لهم روما الوثنية بحرية  المعتقد والعبادة  عام 313.   ثم  خطف أطفال مسيحيين وذبحهم وصناعة «فطير  االفصح» مجبولًا بدمائهم فكانت ردات فعل بطردهم من عدة بلدان أوربية في فترات متعددة .
  • تكريس تجزئة  الوطن  العربي وحماية  المصالح الغربية فيه وإفقاره بنهب خيراته  والحيلولة  دون إنمائه وتطوره.
  • استنزاف الدول العربية بحروب مستدامة تبقي على تخلفه وإضعافه .

فكانت « إسرائيل »   صنيعة تقاطع مصالح  أوروبا ،وظيفتها الحفاظ على  تلك  المصالح و حمايتها  في مراحل لاحقة لتأمينها والحفاظ عليها  ، وطموح اليهود لإقامة دولة لهم  منذ أن دغدغ   نابليون مشاعرهم  يوم احتلاله الاسكندرية في 2 /7/  1798، وأصداره بيانا حث فيه يهود آسيا وافريقيا على الإنضواء تحت رايته، من أجل إعادة «مملكة القدس القديمة.»وعملوا لها منذ مؤتمر بال 1897  ، ووعدهم بلفور 1917 بقيامها على أرض فلسطين  . فكان القرار 181 الصادر عن الأمم المتحدة  في 29 /11/ 1947  بتقسيم فلسطين  بين دولة عربية    و أخرى  يهودية. رفض  العرب  القرار وقامت حرب 1948 . فصدر القرار رقم 194 الصادر في 11 / 11/ 1948،وأكد على  حق  كل فلسطيني بالعودة إلى بلاده أو التعويض عليه .

وبعدها  وافقت الجمعية العامة على القرار رقم 273 في 11 / 5 / 1949؛ بعد أن تعهدت «إسرائيل» بـ «قبول بدون تحفظ الالتزامات الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وتتعهد بتطبيقها من اليوم الذي تصبح فيه عضواً في الأمم المتحدة». و عليه تم قبول عضويتها في الأمم المتحدة .

تعهدت  وما التزمت  ولا امتثلت ؛ فانعكس ذلك  انقلابات  و ثورات وقيام حركات تحرر في الوطن العربي بدعوى تحرير فلسطين وأراضٍ عربية أخرى ، في لبنان بعض منها .

 

لاجدال في أن الكيان الصهيوني في فلسطين عدوان مستمر على الشعوب العربية كلها ، وأن   القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي – الصهيوني ، وأن «ما أوخذ بالقوة لا يسترد بغير ىالقوة »ولكن استعمال القوة له حساباته ، وبينها  القدرة والتوقيت والوسائل و الإعداد وتوحيد  الجهود  العربية ،وتمتين العلاقات مع الدول الصديقة بما يخفف من ضغوطات حلفاء العدو الصهيوني . فهل راعت «حماس » في عملية «طوفان  الأقصى » مستلزمات خوض الحرب المستمرة منذ السابع و الثامن  من تشرين الأول 2024؟!

خطأ في الحسابات ؟؟!!! حماقة ؟؟؟!!!

 

وما ذا نكتب حول استدراج «حزب الله »  وتوريطه في  حرب الأسناد وقد دخلها التزامًا  أخلاقيًا وإسلاميًا بأحقية القضية الفلسطينية ، وقيادته تدرك ما ستتحمل من العدو الصهيوني  وحلفائه في العالم و عملائه المحليين، حريصة  – ولم توفق – ما أمكن على تجنب لبنان   المخاطر، فصمد مجاهدوه وأحبطوا  معظم محاولات تقدم الصهاينة  في لبنان  منذ دخولهم برًّا إلى جنوب لبنان يوم الثلاثاء 1 /10  / 2024 ، وحتى  وقف إطلاق  النار الصوري ( لعدم التزام  العدو به )  في 26 /11/  2024   .

وفشلت  كل الجهود الدولية الشكلية باستجابة المطالبات اللبنانية  المزمنة  المتكررة بإلزام «إسرائيل» بالامتثال للقرارات الدولية،وآخرها والقرار1701

 

نعود إلى غزة والحرب عليها أثارت غضب العالم و شعوبه مما حمل ترامب على مطالبة نتنياهو بإنهاء تلك المجازر ، ونتنياهو ليس على السمع .

نتنياهوو«إسرائيل » بحاجة للولايات  المتحدة أكثر من حاجة الأخيرة له، فواشنطن توفر الأسلحة ومليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية دون مساءلة أو محاسبة ،والغطاء والفيتو في الأمم المتحدة، ودونها لا يمكن ل«إسرائيل» الإبقاء على تفوقها الحالي.ومع ذلك تجاهل نتنياهو احتجاجات العالم وعارض السياسة الخارجية الأمريكية  وقت تطلبت  مصالحه  الشخصية، فحذر مسؤولون من  إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حكومة الاحتلال من التخلي عنهم، في حال «لم تنته الحرب» في قطاع غزة،وتخلص ترامب من حلفاء وعملاء «إسرائيل»  الخُلص  في إدارته .

نتنياهووفي مأزق ،يعمل لقيام شرق أوسط جديد فشلت الولايات المتحدة و الكيان  الصهيوني في فرضه عام 2006. ويعمل ترامب بعقلية التاجرالجشع لشرق أوسط جديد  لا مكان  ل«حماس »فيه ،وفق سلام يحقق المصالح الأمريكية أولًا .  فبعدما جاء بنظام جديد لسورية  يماشي الولايات  المتحدة ويقبل  بالتطويع ، وعلق النزاع مع «أنصار الله » في اليمن، وأمام تراجع  نفوذ و هيبة  « المقاومة الإسلامية » في لبنان  و المنطقة ، ذهب ترامب لترسيخ التعاون مع المملكة العربية السعودية  المتمسكة حتى الآن بالمطالبة بقيام دولة فلسطينية   [ تحاول إسرائيل تأخير قيامها ولكن ليس إلى ما لا نهاية ] وفق  مبادرة   السلام  العربية (بيروت .2002/3/28)  ،  ودول  الخليج  العربي  استلحاقًا ،وعاد محملًا بمليارات الدولارات ووعود باستثمارات خليجية في بلاده .   و إجراء مفاوضات  مع إيران وتفهم المصالح الإيرانية داخل حدودها والتفاهم معها (  رفع  العقوبات و تخصيب الأورونيوم في أراضيها )  ولا تعود إيران « دولة مارقة » بعد ما نزل ب«أذرعها » من خسائر . تحركات ترامب  تؤمن الأمن و الاستقرارًفي المنطقة ، وبالاستقرار ازدهار اقتصادي مردوده الأكبر للولايات المتحدة ، وفي زيارته  للمملكة  والخليج دون العروج على الكيان  الصهيوني ، و المفاوضات مع إيران تكريس للسياسة الجديدة ، والمتضرر الأكبر منها هو الكيان  الصهيوني وسيحاسب الصهاينة نتنياهوعلى ذلك   .

تضاربت  المصالح الأميركية مع مصلحة ترامب وبلاده ،وفي حساباته أجدى لترامب أن لا  يقف على خاطر نتنياهو فهو يضر  ولا ينفع . يعرقل نتنياهو ولا يسهل  محاولات ترامب ترتيب الوضع في الشرق الأوسط  .   بالتوازي  والتزامن ازداد ضغط ترامب و مبعوثيه على لبنان باشترط التخلص من  سلاح حزب الله  لوقف مسلسل الاعتداءات  الصهيونية على لبنان و للمساعدة في إعمار لبنان دون التطرق إلى انسحاب كامل للعدو من الأراضي اللبنانية المحتلة والأفراج عن الأسرى اللبنانيين .

ما يقلق ترامب عواقب مصادمة نتنياهو  الساعي ليقوم بدور  يدخله  التاريخ من باب إبادة   الفلسطنيين و السيطرة  على كل فلسطين والتمدد فوق أرض «إسرائيل »  التاريخية على زعمه ،وقد حشره ترامب بالقيام بوظيفة  العصى ضد من يعصاه . أي اصطفاف  لليهود الأمريكيين؟.

هل تكتفي « حماس » بوقف الحرب على غزة  و شعبها وكأن  كل الكوارث التي نزلت  بها كانت هلوسة وتهيؤات، ولو على حساب دورها في فلسطين ؟

من يضمن تنفيذ العدو  الصهيوني موجباته بالقرار 1701؟ وما دور الفرنسيين في ذلك ؟ وما جدية وأهمية الضغوطات  السياسية لتنفيذه ؟

إلى متى تستكين المقاومة الإسلامية في لبنان ، وهي من شعب يشهد تاريخه على أن  ثقافته الثورة والعدالة والتحرر، ولا يعرف الخنوع  ولا الاستسلام . و بلاده تنجب مقاومة شعبية بعد كل انتكاسة . ؟ هل تقبل بالتنازل عن سلاحها ونحن قي واقع الاحتلا ل واعتداءاته  اليومية .

أسئلة  قد تكون الإجابة عليها في الشرق الأوسط الجديد ، وعلى وضعيته المستجدة  وحولها صراعات  وثورات وحروب حتى التحرير .

 

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

في ليلة العيد… صواريخ بدل التهاني

كانوا يقولون يومًا: “ما بعد بعد حيفا”. لكن يبدو أن البعد لم يعد جغرافيًا فقط. يبدو أن المسافة التي...

بما خص مافيا بيع الادوية...

ان تضع القوى الأمنية والقضائية اليد على عصابة تهريب ادوية لمعالجة السرطان أمر عادي، اما إن يكون...

العيد السامي

الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى. قال الله تعالى في القرآن الكريم: {قل بفضل الله وبرحمته...

ليس تهجيرًا... إنها إبادة

منذ أشهر طويلة، تتعامل بعض المنصات الإعلامية والمنظمات الدولية مع ما يجري في قطاع غزة ،على أنه...

"التيار الصدري وإيران" العلاقة الباردة _ 1

نتحدث عن الحكاية العلاقة الباردة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و التيار الصدري _   المدرسة...

لبنان بين واشنطن وطهران… وعتبة مرحلة جديدة

“إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا، يجب علينا أن نعرف ماذا في البرازيل”، مستهلّ المقالات الطريفة...