الأربعاء، 16 أبريل 2025
بيروت
13°C
غائم جزئي
AdvertisementAdvertisement

بعد نصف قرن على الحرب الأهلية المدولة في لبنان:1/2

دوافع ، مسببات، مواقف، ومسلمات

في مراجعة ونقد ذاتي لمسيرة شعبنا على  مدى  مئة سنة و تزيد، و بعد خمسين عامًا على وقف  الحرب الأهلية المدولة  في بلادنا  وعليها ، دون التخلص من دوافعها و مسيبباتها  و أسبابها ، نتوقف أمام  محركاتها و المقدمات والتداعيات الناجمة عنها ، لا لتراشق  التهم، فلا  مسؤولية مطلقة ولا نكبة أو نكسة لفئة لبنانية دون غيرها في ما نزل بلبنان من أقصاه إلى أقصاه، وإن تفاوتت النسب ، و بالتالي لا ندين  مكونًا بعينه ولا نتعاطف مع الآخر، ف«الكل  في الهم شرق ».

شكى المسلم من الغبن  والحرمان ، حتى ضُرِبَ المثل بالتعاطي الرسمي الدوني مع جنوبي لبنان؛ فاحتج النائب جورج  عقل  في مجلس النواب: « يبدو أن منطقتي  ( جبل لبنان )  تعامل وكأنها من أقاصي الجنوبي».

وتذرع الماروني باضطهاد كان وليد ظروفه وعصره ،  ويرى في الإمتيازات ضمانات، ويشكو- كما لبنانيون-  من تجاوزات الفلسطيني الذي شعر بفائض قوة بعد عقدين من الاضطهاد.

نراجع في صحوة ضمير؛ كي لا يصير مستقبلنا استمرارًا لماضينا بمآسيه  ودمويته . ولقناعتنا بعد كل ما شهدت المنطقة وشهد لبنان تأثرًا و تأثيرًا؛ بما قاله رئيس وزراء النمسا الأمير كليمنس مترنيخ بعد  الاضطرابات  في جبل  لبنان  الجنوبي منتصف القرن التاسع عشر.

«هذا البلد الصغير الذي هو بمنتهى الأهمية … إن الأمن والأستقرار في هذه الولاية الصغيرة  (جبل لبنان) لا يؤمنان الأمن والاستقرار فيها وحدها، بل حتمًا فيها وفي الجوار والشرق الأوسط وربما العالم. والعكس صحيح

*****

من  الدوافع  الداخلية : مسببات و أسباب

ومن تلك  الدوافع  و المسببات إلى الأسباب وما أكثرها : انحياز رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق كميل شمعون  للمخططات الأمريكية بعد البريطانية منذ العدوان الثلاثي البريطاني – الفرنسي – الصهيوني على مصر1958 ، والأحلاف والمشاريع الغربية .

انقلاب المارونية السياسية على إصلاحات الرئيس اللواء فؤاد شهاب  الإدارية و التنموية بعد نكسة  1967 ، والصدامات  العسكرية بين القوات المسلحة اللبنانية وفصائل من  المقاومة الإسلامية التي عُلِقت  بعد اتفاقية القاهرة 1969، وبعدها خفت الصوت الطائفي ففاز مرشحيين  يساريين في انتخابات 1972،وتراجع  انتشار القوى  الطائفية ونفوذها .

وفي الأزمات  الاجتماعية في السنوات الأولى من ولاية الرئيس سليمان  فرنجية:

تظاهر عمال معمل غندور في 17 – 12 – 1972 مطالبين بزيادة أجورهم بعدما أقرتها الدولة، وتطوير

الصناعة المحلية والحد من استيراد المصنوعات الأجنبية فقمعتهم السلطة وسقط شهداء وجرحى.

وتظاهر مزارعو التبغ وأضربوا من 2- 1 حتى 24 – 1 – 1973 لرفع ثمن محاصيلهم واستلامها في مواعيدها بعدما رفضت شركة التبغ والتنباك ذلك في 2 – 12 1972 وسقط المزارعان حسن الحايك ونعيم درويش شهيدين.

وتظاهر معلِّموا المدارس آواخر آذار – مارس وبداية نسيان -أبريل 1973 لزيادة أجورهم وإنشاء كليات تطبيقية في الجامعة اللبنانية وتعريب المناهج. فحلت السلطة اللبنانية روابط المعلمين الرسميين وطردت أكثر من ثلاثمائة معلم.

وتظاهر صيَّادو الأسماك في صيدا بقيادة النائب السابق معروف سعد في 26 – 2 – 1975 ضد احتكارشركة بروتين للصيد البحري على مسافات الشاطئ القريبة ومنعهم من ذلك. فتصدَّى لهم الجيش بالرصاص الحي وسقط شهداء وجرحى في طليعتهم معروف سعد.

كان اغتيال معروف سعد السطر الأول في كتاب تفجير الأزمة 1975 –  1990.

رأى الإمام موسى الصدر في تلك الحركات والتحركات مخاضاً لثورة شعبية قادمة لا محالة؛ فأعلن قيام حركة المحرومين في 29 / 3/ 1975 في مهرجان تعمد إظهار السلاح فيه. ودحضاً لكل تفيسر خطأ حدَّد دور السلاح بين أيدي الشيعة:       «إن على أبناء الطائفة الشيعية أن يحملوا السلاح في مواجهة ثلاثة احتمالات هي: تصفية المقاومة الفلسطينية والتقسيم واحتلال الجنوب. ».

متعهداً بالنضال الديمقراطي: تظاهرات – مهرجانات – إضرابات – عصيان مدني – استقالات جماعية  لتحقيق حرية المواطن ورفع الظلم وتحقيق العدالة الإجتماعية الشاملة التي هي « أولى واجبات الدولة » التي عليها أيضاً « توفير الفرص لجميع المواطنيين التي هي أبسط حقوقهم » ومحاربة كل أنواع الظلم من استبداد وإقطاع وتسلط وتصنيف مواطنين. محاربة بلا هوادة. محذرًا الحكام :« اعدلوا قبل أن تبحثوا عن قصوركم في مزبلة التاريخ » .

في 6/ 3/ 1975 تسللت قوة من فدائيي «قوات العاصفة » الجناح العسكري لحركة «فتح »، وأطلقت النار فسقط ما بين (50 إلى 100) من الجانب «الإسرائيلي» ما بين جندي وضابط وجرح ما يزيد عن 150 جندي وضابط ومن ضمن القتلى العميد في الجيش عوزي يئيري أحد أكبر ضباط الاستخبارات الذي قاد عملية فردان فردان في 10 / 4/ 1973وأدت إلى اغتيال القادة الثلاثة.كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، وإلى أزمة حكومية استقال على أثرها الرئيس صائب سلام . واعترف رئيس الوزراء الصهيوني إسحق رابين في 14 – 3- 1975 بالعلاقة بين الكيان الصهيوني وبين قوى وشخصيات لبنانية : «إن لنا أصدقاء داخل لبنان سيقومون بالرد على الفدائين» .  بعدها بوقت قصير رفع حزب الكتائب شعار : «تقسيم لبنان وإقامة الدولة المارونية » .

في 11 / 8/ 1975 اكتشفت معسكرات تدريب ل «الرابطة المارونية » تُخرِّج كل أربعة أيام اختصاصيين في حرب العصابات.

أيلول  سبتمبر: 1975 اتفاقية سيناء وانعكاساتها اللبنانية.

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

"بناء الدولة" ضمانة في سبيل "جمع السلاح"

لم ينجلِ غبار العدوان الصهيوني على لبنان بعد، حتى علت الأصوات المطالبة بنزع السلاح، “سلاح...

حكاية ملك مات فقيراً

كان خصوم الملك إدريس السنوسي يرددون دائمًا: ” يحكمنا إبليس و لا يحكمنا إدريس” ! بسبب شح...

ماذا تخطط إسرائيل لمصر؟ وما علاقة صمود المقاومة في غزة بهذه المخططات.. وهل اقتنع المترددون بعقم الصبر الاستراتيجي؟

في الأسابيع القليلة الماضية تكاثرت اخبار اسرائيلية مضمونها قلق من القوة العسكرية المصرية. هذه...

استاذ أميركي يفضح ألاعيب نتنياهو

الأغلبية الساحقة من الجمهور تدرك أن استمرار القتال لا يؤدي إلا إلى تعريض حياة الأسرى للخطر...

حل جزئي يمهد للشامل .

لربع ساعة الاخيرة اهم توقعات بنود الاتفاق النهائي وفقا لقراءة الواقع السياسي وما ينشر في وسائل...

لبنان بين دروس الماضي وتحذيرات المستقبل: قراءة في دعوة الشيخ حسن حمادة العاملي للوحدة الوطنية

1. السياق العام: يكتب الشيخ حسن حمادة العاملي في مناسبة الذكرى الخمسين للحرب الأهلية اللبنانية...