الجمعة، 6 يونيو 2025
بيروت
24°C
سماء صافية
AdvertisementAdvertisement

خاص " الشراع " الغرّاء

احداث نيسان ليست بالحسبان

ربّما شهر نيسان ” ابريل ” له خصوصية طبيعية ، فهو رئيس جهاز أمن الربيع، و بقايا من مرقد جرّة الشتاء لانتقال سلطة سليمة من و إلى بدايات الصيف ….
و بحكم الأقدار كانت و ما زالت لديه سجلا حافلا بالمناسبات المأزومة من أحداث ” صفراء فاقع لونها ” ..
و في منتصف نيسان ١٨٦٥ تم إغتيال الرئيس الأميركي ابراهام لينكولن في قاعة مسرح واشنطن ، و المعروف عنه مراعاته لوضع العبيد و الهنود الحمر و الأقليات العرقية …مات لنكولن و في نفسه شي من الشخصية العملاقة ” سبارتاكوس محرّر العبيد ” …
و بعد مرور ٦٧٧٣ سنة على تقويم رأس السنة لدى السوماريين و الكلدانيين و الآشوريين ، فقد حدثت مفاجأة في العام ١٩٦٤ إذ قام المللك شارل التاسع الفرنسي بإعتماد التقويم الغريغوري لتبدأ الاحتفالات في ٢٥ / ١٢ و تنتهي في الاول من كانون الثاني ، وراحت عامة الناس تسخر من التقويم و استراحوا على تسميته” كـذبة ابريل” ..و من يومها اكتسب شهر نيسان خصوصية فريدة أنه بدأ بكذبة ..
بعدها نقف في اليوبيل الذهبي للحرب الأهلية اللبنانية ١٩٧٥ / ٢٠٢٥…
و لم تزل اوار النار تحت الرماد رغم وثيقة الوفاق الوطني ” اتفاق الطائف ” أواخر عام ١٩٨٩ …
و المؤكد.حتى اليوم ان الاصبع ما زال على الزناد و كأن البلد ” كومة قش “. يلزمه عود.ثقاب واحد للاشتعال و الاقتتال الطائفي و المذهبي ، فكان لنا امراء الحرب الذين شدّوا أواصر حبل الديناميت بعودة الفوضى و التقسيم الجغرافي و عودة الطرق آمنة و سالكة و مقطوعة ..
و رحم الله الاعلامي الاذاعي شريف الأخوي مع استدعاء مريب لقنّاصة السلاح و المناسبات ..
و صودف في نيسان اليوم أنه شهر التمهيد وعبره فُتح بازار الانتخابات البلدية و الاختيارية ، و امّ المعارك في بيروت الكبرى ، و نعبت بعض الأصوات بتقسيم العاصمة خوفا من غياب المناصفة في عديد المجلس البلدي كأن البلديات تُصدر الفتاوى الروحية و ليس القرارات الانمائية …
مطوّقون نحن بالمشكلة و المشكلة أننا نعرفها ، و الهمّ الأكبر اننا نعرف الحلول و لا يُعمل بها امعانا بإحتفاظ الورق الهش بإثارة زوبعة و عاصفة و بداية لهدر الدم الواحد بدل العيش الواحد ..
و السؤال الافتراضي أن دولتنا اعتمدت نظام الحصة الطائفية لكل منطقة بما يوصف بالكوتا النيابية ، فحافظ مجلس النواب على معادلة المناصفة ، فلمَ لا تُعتمد هذه الآلية في الكوتا البلدية و الاختيارية لكل طائفة و مذهب و منطقة و بهذا نرتاح من شبح الفيدرالية وويلات التقسيم في بلد متشابك بسكانه كألوان قوس الرحمن …
في الانتخابات البلدية الماضية نعتوا طرابلس بالعنصرية الطائفية حيث فاز كل اعضاء المجلس البلدي من أهل السُنّة و هذا بسبب التشطيب بين عمداء اللوائح ، و استقال يومها اعتراضا النائب كريم فاضل مُعللا السبب بتغييب التنوّع الطرابلسي ، فرَدّت عليه إحدى المرشحات عن طائفة الروم الأرثوذكس فرح عيسى التي نالت أكثر من ١٥ الف صوت و صرّحت مشكورة ببيان وطني أن الرقم الذي نالته لا يعود كله لطائفة الروم و غيره من الأقليات …كما أن معظم مقاعد الأقليات قارب النجاح لو نال بعض الأصوات الترجيحية ..
في نيسان ٢٠٢٥ تُشحذ الهمم و السكاكين أيضا رغم أن قيادات سياسية و روحية أكدوا حيادهم في الاستحقاق ، و لم يجرؤ حتى اليوم أحدهم بإعلان واضح و صريح بتأييد لائحة معينة …
” و ما في قدّنا شاطرين بذكرى ١٣ نيسان المشؤومة بالقول تنذكر و ما تنعاد ” ،،
بوسطة عين الرمانة المحالة اخيرا للمتحف موجودة بعدد نسخ متطورة ” .. و هدير البوسطة بجهوزية كاملة لالتهام بقايا وطن ربما في عمق أرضه حقول دم و ليس نفط و غاز ” ..
في ١٣ نيسان من عام ١٩٩٠ هرب بالبيجاما الرئيس ميشال عون لاجئا إلى السفارة الفرنسية بعد مجزرة عسكرية أدمت القلوب ، و الغريب حقا بعد سنوات نفيّه عاد مرشحا للرئاسة الاولى و فاز بها بكل نجاح لحد الوصول إلى جهنم ..
تنذكر و ما تنعاد مجرد تتمة لنشيدنا الوطني الكبير وقوفا و قولا بدون عمل رغم أنه ” قولنا و العمل “…
امراء الحرب بكل اطنابهم و اقتادهم و خيلهم و سيوفهم المسمومة الخاضعة للذكاء الاصطناعي توأم نيسان ١٩٧٥ …
يا رب تنذكر و ما……تنعاد .

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

في ليلة العيد… صواريخ بدل التهاني

كانوا يقولون يومًا: “ما بعد بعد حيفا”. لكن يبدو أن البعد لم يعد جغرافيًا فقط. يبدو أن المسافة التي...

جامعات أوروبية تقطع علاقاتها بنظيراتها الإسرائيلية.

في الرابع من شهر حزيران الجاري ،أعلنت اشهر جامعة أيرلندية “Trinity College Dublin “قطع كافة العلاقات...

بما خص مافيا بيع الادوية...

ان تضع القوى الأمنية والقضائية اليد على عصابة تهريب ادوية لمعالجة السرطان أمر عادي، اما إن يكون...

العيد السامي

الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى. قال الله تعالى في القرآن الكريم: {قل بفضل الله وبرحمته...

ترامب و«إسرائيل» افتراق بعد وفاق

قامت « إسرائيل »على ثلاثة ركائز  : ترحيل يهود أوروبا بعد قرون من تعالي اليهود وانعزاليتهم وكره...

ليس تهجيرًا... إنها إبادة

منذ أشهر طويلة، تتعامل بعض المنصات الإعلامية والمنظمات الدولية مع ما يجري في قطاع غزة ،على أنه...