
ربّما شهر نيسان ” ابريل ” له خصوصية طبيعية ، فهو رئيس جهاز أمن الربيع، و بقايا من مرقد جرّة الشتاء لانتقال سلطة سليمة من و إلى بدايات الصيف ….
و بحكم الأقدار كانت و ما زالت لديه سجلا حافلا بالمناسبات المأزومة من أحداث ” صفراء فاقع لونها ” ..
و في منتصف نيسان ١٨٦٥ تم إغتيال الرئيس الأميركي ابراهام لينكولن في قاعة مسرح واشنطن ، و المعروف عنه مراعاته لوضع العبيد و الهنود الحمر و الأقليات العرقية …مات لنكولن و في نفسه شي من الشخصية العملاقة ” سبارتاكوس محرّر العبيد ” …
و بعد مرور ٦٧٧٣ سنة على تقويم رأس السنة لدى السوماريين و الكلدانيين و الآشوريين ، فقد حدثت مفاجأة في العام ١٩٦٤ إذ قام المللك شارل التاسع الفرنسي بإعتماد التقويم الغريغوري لتبدأ الاحتفالات في ٢٥ / ١٢ و تنتهي في الاول من كانون الثاني ، وراحت عامة الناس تسخر من التقويم و استراحوا على تسميته” كـذبة ابريل” ..و من يومها اكتسب شهر نيسان خصوصية فريدة أنه بدأ بكذبة ..
بعدها نقف في اليوبيل الذهبي للحرب الأهلية اللبنانية ١٩٧٥ / ٢٠٢٥…
و لم تزل اوار النار تحت الرماد رغم وثيقة الوفاق الوطني ” اتفاق الطائف ” أواخر عام ١٩٨٩ …
و المؤكد.حتى اليوم ان الاصبع ما زال على الزناد و كأن البلد ” كومة قش “. يلزمه عود.ثقاب واحد للاشتعال و الاقتتال الطائفي و المذهبي ، فكان لنا امراء الحرب الذين شدّوا أواصر حبل الديناميت بعودة الفوضى و التقسيم الجغرافي و عودة الطرق آمنة و سالكة و مقطوعة ..
و رحم الله الاعلامي الاذاعي شريف الأخوي مع استدعاء مريب لقنّاصة السلاح و المناسبات ..
و صودف في نيسان اليوم أنه شهر التمهيد وعبره فُتح بازار الانتخابات البلدية و الاختيارية ، و امّ المعارك في بيروت الكبرى ، و نعبت بعض الأصوات بتقسيم العاصمة خوفا من غياب المناصفة في عديد المجلس البلدي كأن البلديات تُصدر الفتاوى الروحية و ليس القرارات الانمائية …
مطوّقون نحن بالمشكلة و المشكلة أننا نعرفها ، و الهمّ الأكبر اننا نعرف الحلول و لا يُعمل بها امعانا بإحتفاظ الورق الهش بإثارة زوبعة و عاصفة و بداية لهدر الدم الواحد بدل العيش الواحد ..
و السؤال الافتراضي أن دولتنا اعتمدت نظام الحصة الطائفية لكل منطقة بما يوصف بالكوتا النيابية ، فحافظ مجلس النواب على معادلة المناصفة ، فلمَ لا تُعتمد هذه الآلية في الكوتا البلدية و الاختيارية لكل طائفة و مذهب و منطقة و بهذا نرتاح من شبح الفيدرالية وويلات التقسيم في بلد متشابك بسكانه كألوان قوس الرحمن …
في الانتخابات البلدية الماضية نعتوا طرابلس بالعنصرية الطائفية حيث فاز كل اعضاء المجلس البلدي من أهل السُنّة و هذا بسبب التشطيب بين عمداء اللوائح ، و استقال يومها اعتراضا النائب كريم فاضل مُعللا السبب بتغييب التنوّع الطرابلسي ، فرَدّت عليه إحدى المرشحات عن طائفة الروم الأرثوذكس فرح عيسى التي نالت أكثر من ١٥ الف صوت و صرّحت مشكورة ببيان وطني أن الرقم الذي نالته لا يعود كله لطائفة الروم و غيره من الأقليات …كما أن معظم مقاعد الأقليات قارب النجاح لو نال بعض الأصوات الترجيحية ..
في نيسان ٢٠٢٥ تُشحذ الهمم و السكاكين أيضا رغم أن قيادات سياسية و روحية أكدوا حيادهم في الاستحقاق ، و لم يجرؤ حتى اليوم أحدهم بإعلان واضح و صريح بتأييد لائحة معينة …
” و ما في قدّنا شاطرين بذكرى ١٣ نيسان المشؤومة بالقول تنذكر و ما تنعاد ” ،،
بوسطة عين الرمانة المحالة اخيرا للمتحف موجودة بعدد نسخ متطورة ” .. و هدير البوسطة بجهوزية كاملة لالتهام بقايا وطن ربما في عمق أرضه حقول دم و ليس نفط و غاز ” ..
في ١٣ نيسان من عام ١٩٩٠ هرب بالبيجاما الرئيس ميشال عون لاجئا إلى السفارة الفرنسية بعد مجزرة عسكرية أدمت القلوب ، و الغريب حقا بعد سنوات نفيّه عاد مرشحا للرئاسة الاولى و فاز بها بكل نجاح لحد الوصول إلى جهنم ..
تنذكر و ما تنعاد مجرد تتمة لنشيدنا الوطني الكبير وقوفا و قولا بدون عمل رغم أنه ” قولنا و العمل “…
امراء الحرب بكل اطنابهم و اقتادهم و خيلهم و سيوفهم المسمومة الخاضعة للذكاء الاصطناعي توأم نيسان ١٩٧٥ …
يا رب تنذكر و ما……تنعاد .