السبت، 10 مايو 2025
بيروت
27°C
غيوم متناثرة
AdvertisementAdvertisement

واخيراً انحسم الامر

التكنولوجيا والرأسمال الحرام هزما الايديولوجيا والكفاح بالضربة القاضية.

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ظنّت الرأسمالية بأشكالها كافة انها حسمت آخر الحروب العقائدية الحقيقية ضد الرأسمال الحرام ،وان حكاية القيمة المضافة في الإنتاج انتهت إلى غير رجعة.
كان الصراع بين ايديولوجيا لبناء مجتمع يعمّه المساواة من دون ظلم واستغلال، ومجتمع لا مكان فيه لاستغلال القويّ والمتمكن والثري للضعيف والخائر والفقير ،على قاعدة نظام اقتصادي لا طبقات اجتماعية فيه، وبين اقتصاد رأسمالي بإسم الحرية الاقتصادية، ترك الأمر لقلّة من الناس ان تنهب خيرات الشعوب ،وان تعمق الجراح بين طبقات المجتمع.
ظنّ الاسلاميّون انّهم يحملون في العقيدة حلولاً لكلّ أزمات الإنسان: من اقتصادية إلى اجتماعية وحتى إلى روحانية! الا انهم اصطدموا مع واقع مؤلم انهم لا يملكون نهجا اقتصادياً متميزًا خاصاً بهم خارج الرأسمالية والاشتراكية، لا بل ليس لهم نهج لجوهر الدولة خارج إرث الخلافة الإسلامية ،وهذا ما يبدو واضحا في طهران التي اعتمدت النظام الجمهوري والاقتصاد الرأسمالي الغربيان، ويبدو واضحا في الرياض التي اعتمدت الملكية والاقتصاد الراسمالي ويبدو جليّاً في دمشق حاليا الحائرة بأمر دولتها أهي جمهورية ام ملكية او إمارة او نواة خلافة اسلامية والتي تدمّر تدريجباً اشتراكية البعث وتقيم فوقها نظاماً اقتصادياً رأسمالياً لن يكون الا تعيساً.
في البدء كان هناك عقيدة وكفاح من أجل إقامة دولة عادلة، وفق مناهج علمية تمنع الظلم والاستبداد والثراء الحرام ..الا ان التكنولوجيا تمكنت من سحق مفاهيم العقيدة النضالية ومن سحق كل ما تبقى من دلالات مقاومة لاحتلال .
من يملك التكنولوجيا المتطورة الان، قادر ان يسحق أصحاب التكنولوجيا الأضعف بغض النظر أين يقف الحقّ .
فكيف اذا اجتمعت التكنولوجيا مع الرأسمال الحرام؟
تمكنت مسيّرة واحدة للعدو الأصيل ان تُلزم كلّ العقائديين ان يبقوا في مخابئهم في بيروت، كما تمكنت الطائرات والدبابات من سحق كل العقائديين وحقوقهم المشروعة في فلسطين.
لا مكان للسلاح التقليدي بعد اليوم،من يمتلك التكنولوجيا المتطورة اكثر يسحق أصحاب اهم الحقوق والعقائد.
التكنولوجيا المتطورة في السلاح وغيره لا تؤمن بعقيدة ومبدأ غير الطغيان والقوة.
الفدائيون على حق إنما التكنولوجيا جعلت من هذا الحق عبئاً على أصحابه، كما جعلت من مبادرة عسكرية لتحرير اسرى ان تتحول لسوء تقدير مدمّر، ولسوء إدارة صراع مؤلم ،وان تنهار قوى اعتقدت انها بالحق والعقيدة والشجاعة وحتى بالإيمان بالله قادرين ان ينتصروا ،لتأتي التكنولوجيا بجبنائها الأذكياء ان يحسموا الامور لصالحهم.
الرأسمال الحرام كان وسيبقى الاقوى والاشرس ضد المال الحلال والمبادىء.
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.
والله أعلم.

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

مصطفى بكري يشن هجوما حادا على نجيب ساويرس: إلى متى سيترك هذا الشخص يتعمد الإساءة لجيش الوطن؟

قال الإعلامي وعضو مجلس النواب مصطفى بكري، إن نجيب ساويرس رجل الأعمال الشهير، ينصح الجيش المصري...

إدمون رزق… قلمٌ صاغ الدستور وصوتٌ نادى بالعدالة

في حضرة القامات الوطنية، تغدو الكلمات شهادات حقّ، والتكريم يصبح فعل وفاء لذاكرة الوطن. اليوم، لا...

القطيعة بين ترامب ونتنياهو

نعم صحيح ترامب مستعجل ،يريد نتائج سريعة واساس ذلك توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، وبما يعني ذلك من...

احفظ الله يحفظك

الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى قال الله تعالى:{يآ أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر...

‏ "إسرائيل" تريد إحاطة نفسها بطوق متعاون معها !!

ما زال البعض يحاول فهم السياسة الإقليمية بقواعد ما قبل “الطوفان” ،مما ينتج قراءات تبدو...

"العلاقات العراقية السورية" بين المد والجز

منذ سقوط الدولة العثمانية وإنفصال العراق وسورية عن الدولة التركية الحديثة، تعرض البلدان للأحتلال...