الخميس، 8 مايو 2025
بيروت
20°C
سماء صافية
AdvertisementAdvertisement

محمود عباس القافز عن القانون وبازار التعيينات حسب القياس "الأمريكي- الاسرائيلي"

ليس نتنياهو فقط صاحب ملفات فساد ويريد البقاء في الحكم بأي ثمن حتى ولو كان الثمن حياة أبناء جلدته الأسرى لدى حماس. المهم عنده هو المنصب. يوجد نماذج فلسطينية من هذا النوع ومن بينها حسين الشيخ “المعيّن” حديثاً نائباً لرئيس سلطة رام الله “يعني بعدو بورقتو”. وهذا يعني انه وللأسف الرئيس القادم للسلطة بعد الغياب الأبدي لعباس. اسمعوا ما يقوله ربحي حلوم السفير السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية  في عدة دول وعضو المجلس الثوري لحركة فتح سابقًا، والذي استقال من مناصبه كافة في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح احتجاجًا على موقف القيادة الفلسطينية من المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام. يقول :” أن رئيس السلطة محمود عباس يمتلك ما لا يقل عن سبعة ملفات جرمية بحق حسين الشيخ، يستطيع استخدامها ضده في حال خروجه عن التبعية المطلقة له في كل صغيرة وكبيرة”. ما شاء الله على هذا التاريخ المخزي للشعب الفلسطيني. تصورا أن “متهماً بأعمال جرمية” سيحمل مستقبلاً صفة رئيس.

حتى أن عضوا في المجلس المركزي الفلسطيني أكد لي أن اتفاق شرف تم بين عباس والشيخ أن لا يتعرض لأولاده مستقبلاً في ممارساتهم و”يبقى على العهد”. لكنه لم يقل عن أي عهد يتحدث عباس؟ هل العهد بالوفاء فلسطينيا أم اسرائيلياً؟ على كل لا حاجة للتفسير لأن “المكتوب يُقرأ من عنوانه” وعنوان حسين الشيخ السياسي بمنتهى الوضوح لا سيما وانه قام في مطلع أكتوبر الماضي، بزيارة لافتة للعاصمة الأميركية واشنطن، بدعوة من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، والتقى آنذاك أركان الإدارة الأميركية، وأجرى اجتماعات مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ويليام بيرنز. وهل يوجد بعد أهم من هذا العنوان السياسي؟

“أبو مازن” لم يقدم فقط على رفع مرتبة حسين الشيخ الى الدرجة الأولى في السلطة ليصبح فيما بعد صاحب الكلمة الفصل فيها، بل أقدم أيضا على خطوة أخرى. فقد أوعز الى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير باختيار عزام الأحمد أمينا لسر اللجنة التنفيذية خلفاً لحسين الشيخ. وتمت مسرحية الاختيار حسب أوامر عباس ليخرج الينا الاعلام الرسمي الفلسطيني بالقول (الكاذب طبعا) أن اللجنة التنفيذية  بكافة أعضائها يعني بإجماع تام اختاروا عزام الأحمد. وهنا أتذكر أغنية الفنانة اللبنانية الراحلة صباح والتي تتضمن كلماتها ” مرحبتين مرحبتين وين الدبيكة وين.. وين الياس وين حسين” وأنا أجري تعديلاً عليها لتصبح” مرحبتين ..مرحبتين، هون عزام وهون حسين.. هون السحيجة هون”.

نقطة مهمة أخرى في غاية الأهمية وهي أن عباس وبالتنسيق مع حليفه “الأمريكي – الاسرائيلي” في تسمية حسين الشيخ، قد قطعوا الطريق أمام مروان البرغوثي (القابع في السجون الإسرائيلية) لترشيح نفسه لمنصب الرئاسة، والذي تقول الاستطلاعات انه من المؤكد سيفوز في انتخابات الرئاسة الفلسطينية لو جرت حسب القانون. لكن عباس و(الحليف طبعا) يرفضون الانتخابات.

وما دام الشيء بالشيء يذكر فإن مجلة «فورين بوليسي» نشرت تقريراً موسّعا عن الشيخ في شهر  يوليو (تموز) عام 2023، قالت فيه ” إن الشيخ يعتبر شريكًا براغماتيًا يتمتع بقدرة خارقة على إيجاد أرضية مشتركة مع الإسرائيليين” ليس هذا فقط. فقد نقلت المجلة عن  مسؤول أمني صهيوني قوله عن الشيخ “إنه رجلنا في رام الله”. مبروك عليكو.

 

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

«البابا فرنسيس».. بين سخرية ترامب وتنفيذ وصيته

تصاعدت التوترات الدبلوماسية بين الفاتيكان وإسرائيل مؤخرًا، بعد الكشف عن مبادرة إنسانية تحمل...

صُلح الحَسن ومعاوية.. التاريخ الماثل

ما تقع واقعةٌ في السّياسيةِ والاجتماعِ إلا واستدعي التّاريخُ لمماثلتها. نعم، زعماء الغرب يستدعون...

إن نجوتَ يا يمن انقذنا معك-

انظر.. اترى هذا النهر ما اروعه! لا تنخدع ،تعرّجاته المتعددة ليست غير مشنقة تلتف حول رقبتي لتخنقني....

رسالةٌ فلسطينية إلى فناني العرب ومطربيهم

ليس لدينا أدنى شك بأن فناني العرب ومطربيهم، والمبدعين وأصحاب المواهب الفنية، وكل العاملين في...

تسريبات" نزار قباني وعبد الناصر!

بعد أيام – أيام فقط – من رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، ودون أن يحضر اجتماعات سرية، ولا جلسات خاصة،...

بدء الحياة والخلية الأولى والنبات يكتشف قنبلته الذرية ( الكلوروفيل )

لأجل ديمومة الحياة يحتاج الكائن الحي الى غذاء لتوليد الطاقة واستمرارية حياته ، ولم يكن أمام...