
من هو الشخص الذي مول سيل الجهاديين الى العراق
يقول ميشال ويس : ان بشار الأسد هو من مول القاعدة في العراق حتى العام 2009 ….. والحقيقة ما كان يفعله هو التالي :
ان كنت جهاديا سواء في تونس أو السعودية أو باكستان يمكنك أن تستقل الطائرة الى مطار دمشق الدولي وتذهب الى محطة الباصات لينقلك الباص الى شرق سوريا حيث يستقبلك عميل للقاعدة في العراق (التي تتعاون بشكل وثيق مع مخابرات الأسد ) ومن ثم يرسلك عبر الحدود الى العراق لتكون في خدمة مسؤولي القاعدة المحليين للقيام بعمليات استشهادية تستهدف العراقيين والأمريكيين هناك .
ولكن المفارقة الكبرى تنطوي على أن محطة الباصات التي يجري تسفيرالإرهابيين منها تقع أمام السفارة الأمريكية في دمشق . من هنا نرى أن كل ذلك كان يحدث تحت مراقبة الحكومة الأمريكية لقد كان رايان كروكر- وديفيد بتراس سفيرا الولايات المتحدة لدى العراق يقولان للأسد رجاء اضبط حدود دولتك وأوقف علاقتك بالعمل الجهادي .
بحسب ما قال ضابط مخابراتي سابق في العام 2009 وهو أحد الرجال الأخيار. وكان على اتصال مع شخص في بلدة الزبداني وهي مصيف لمدينة دمشق وتبعد عنها 65 كلم وتقع الى شمال غرب ، كان هذا الشخص يرتدي جهاز تنصت ويعمل كجاسوس .
حضرهذا الجاسوس اجتماعا ضم أعضاء من كل من القاعدة في العراق وحزب البعث التابع لصدام حسين سابقا وجهاز الأمن السوري – خططوا فيه لهجمات ارهابية ليس فقط ضد الأمريكيين بل ضد مؤسسات الدولة العراقية . وقد رأينا وزارة الصحة ووزارة المال تستهدف لهجمات كبيرة من خلال عربات مفخخة تترك حفرا كبيرة في المواقع التي تصيبها بعد أسابيع من تلك الاجتماعات .
عندما بدأت الثورة السورية وقامت المظاهرات في عام 2011 . جوبهت بعنف من قبل الشبيحة والمخابرات وأحهزة الأمن السورية الأخرى .لقد كانت رواية الأسد كما يلي . أنا أحارب القاعدة التي هي ممولة من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية واسرائيل وليس المتظاهرين الديموقراطيين وهؤلاءالذين أقاتلهم هم أعضاء التحالف الذي دعم الحرب الأمريكية على العراق
كانت مهمة الأسد من الصعوبة بمكان وهي كيف أن تكسب الاعلام الى صفك وأنت تستهدف الأطفال ومخابراتك تقنص عيون فتيات في الثانية عشرة من عمرهن في أعينهن وكيف تكسب الحرب الاعلامية وأعضاء من جيشك يقومون بقصف البيوت وقتل النساء والشيوخ والأطفال دون تمييز. علما أن الجيش السوري على مستوى الضباط الكبارالذين يلقون الأوامره…هم بغالبيتهم من العلويين وهؤلاء انتفعوا من النظام القائم على المحسوبية وتمت ترقيتهم على حساب زملائهم السنة الذين يتم إرسالهم الى مناطق القتال وإيهامهم بأنهم يقاتلون الإرهابيين .
عنما وصل هؤلاء الى وجهتهم وجدوا أن من يقاتلونهم ليسوا ارهابيين بل مدنيين يجوبون الشوارع ويحملون لافتتات تدعوا الى إسقاط النظام ، لذا رفض هؤلاء إطلاق النار على المتظاهرين المسالمين العزل فجاءت المخابرات وهددتهم اذا لم تقتلوهم قتلناكم . فحصلت أول الانشقاقات في محافظة ادلب العام 2011 وهكذا بدأ بشارالاسد يخسرالحرب إعلاميا وفكريا … ماذا يفعل اذن ؟
في العام 2011 أعلن عن عفو عام عن من ادعى أنهم سجناء سياسيين . لكن الحقيقة أفرج عن السجناء الاسلاميين – الجهاديين الذين كان يرسلهم الى العراق في السابق (جماعة القاعدة ) ويعتقلهم لدى عودتهم الى سوريا .
ان من ينظر الى ما حصل لاحقا يرى أن أكبر ثلاث كتائب اسلامية أو جهادية على الأرض يقودها سجناء سياسيين كان قد أفرج عنهم بشارالأسد في شهر أيار 2011 من سجن صيدنايا بالقرب من دمشق أثناء الثورة في سوريا .لكن ما السبب ليفعل ذلك ؟ حسنا ..لا يتطلب الأمر الى عالم صواريخ أوخبير في شؤون الشرق الأوسط لفهمه .
لقد عرف الأسد أنه طالما استمرت هذه الحملة طالما استمرت حرب الاستنزاف هذه والتي هي في الواقع قمع وحشي جدا من الدولة للمتظاهرين ، وبذلك سيلجأ الناس الى التطرف والى أولئك الرجال أصحاب اللحا السوداء الطويلة الذين يعدونهم ليس فقط بالجنة في السماء أوحتى حور العين بل سيقولون لهم اننا سنذهب ونفجرمن قام باغتصاب ابنتك أو رمى ابنك في السجن وصعق أعضاءه التناسلية بالكهرباء وسيقول الناس لهم تفضلوا .
نحن نعلم أن داعش هو التنظيم الأكثر وحشية وهمجية في الشرق الأوسط ، لكن دعوني أخبركم أن كل ما رأيتموه وقرأتموه في الجرائد عن أعمالهم قام بمثله الأسد وأكثروربما بما هو أسوأ . لقد حرق الناس وهم أحياء واخفى الألوف من الشباب في غياهب السجون وقام باعدامهم دوريا وصعق الكثير من السجاء السياسيين بالكهرباء أوقتلهم تحت التعذيب وفعلت عناصر مخابراته على مدى عقد كامل من حكمه بما لم يفعله أية مخابرات إجرامية في التاريخ والشواهد والوثائق أصبحت بمتناول المنظمات العالمية التابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات التي تهتم بحقوق الانسان كما وقامت شبيحة الأسد وهم عصابات مرتزقة باعمال يمكن أن توصف بماهوأسوأ المذابح التي حصلت في تاريخ الانسانية جمعاء فقد قام هؤلاء بسجن عائلات باكملها في منازلهم وأضرموا فيها النار … وتركوا أفراد عائلاتها تشويهم النيران وهم أحياء . كل ما هنالك أنكم لم تروا ذلك على ال سي إن إن أو تتابعوه