الأحد، 13 أبريل 2025
بيروت
12°C
غيوم قاتمة
AdvertisementAdvertisement

"كلنا إرادة": مطلوب معرفة الحقيقة!

مقالي اليوم بمثابة تعليق على مسألتين لا علاقة بينهما لا من قريب ولا من بعيد. المسألة الأولى هي: التوجه نحو معالجة الودائع المالية الأقل من ١٠٠ ألف دولار، والتي تمثّل حوالى ٨٤٪ من مجموع الودائع في المصارف.
مهم هذا الاهتمام بأصحاب هذه الودائع الصغيرة واعتبارها جنى عمر أصحابها ولا غبار عليها، ولا أسئلة عن مصادرها. ولكن هل يجوز رسم علامة إستفهام فوق الودائع التي هي بحدود ال ١٥٠ ألف دولار والمئتي ألف مثلاً؟
لقد أفادت المصارف والدولة معاً من هذه الودائع دون علم أصحابها أو موافقتهم ولا أعتقد ان أصحاب الوديعة القيمتها ١٥٠ ألف دولار أو ٢٠٠ ألف هي تبييض أموال أو تجارة ممنوعات لأن قيمتها غير ذات جدوى ولا يُحسب حسابها عند مافيات التهريب، والتهرب، والتبييض، الا اذا كانت أجزاء من ودائع كثيرة لشخص واحد موزعة على أكثر من مصرف؟

معالجة مسألة نهب ودائع الناس تبدأ بجعل التحقيق الجنائي جدياً، وشفّافاً، والإلتزام بنتائجه ومعاقبة كل من تثبت مساهمته في نهب أموال المودعين، لبنانيين كانوا أم أجانب، واسترجاع المال المنهوب لأصحابه. أما المرحلة الثانية المطلوبة فهي التحقق من سلامة مصادر هذه الودائع ومقاضاة أصحابها الذين تحوم الشبهات حول مصادر ودائعهم.

مرفوض بحسمٍ ما بعده حسم التلاعب بأرزاق الناس ومدخراتهم. ومرفوضة أي حجة للتساهل مع الفاعلين والمشاركين والمؤمّنين لهم الحماية والأمان. “العدل أساس الملك” ولن تنهض دولة، ولن يهنأ حكم ما لم ينتصر العدل في جريمة السطو على الودائع في المصارف اللبنانية.

أما المسألة الثانية فهي الحملة على “كلنا إرادة”. وأحب أن أؤكد، بداية، أني لا أعرف أحداً من أفراد هذه الجماعة، وليس عندي معلومة عنها وعن تمويلها ونشاطها وعلاقتها ببعض النواب التغييريين. وقد حملتني الحملة عليها ان أقرأ بهدوء وتمعّن ما كتبته السيدة ميشلين جبران تويني عن المسألة في عدد “النهار” الصادر بتاريخ العاشر من نيسان الجاري.

لم تدافع ميشلين عن المؤسسة ولم تهاجمها واكتفت بمطالبة الإعلامي جو معلوف، عبر شاشة ال (م.تي.في) ان “يفتح هذا الملف أمام الرأي العام مع أحد أعضاء “كلنا إرادة” الذي يملك كل التفاصيل فتتضح أمام الناس الحقيقة..”

وجيه وفي محله إقتراح ميشلين وأتمنى أن يتجاوب معه الأستاذ جو معلوف المعروف بموضيعيته وتدقيقه بالملفات التي يعرضها عبر شاشة التلفزيون. حق المشاهد والمستمع على الإعلامي ان يطلعه على الحقيقة حتى لا يقال أنه يشوش الأفكار ويتركها نهباً للتساؤل والتخمين.

شارك الخبر
AdvertisementAdvertisement

إقرأ أيضاً

في الذكرى الخمسين للحرب الأهلية ... إحذروا شياطين الإنس/

تحلّ علينا الذكرى السنوية الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية ،ووطننا الرازح تحت سطوة الاعتداءات...

"بوتين" يكسب الرهان

على مدى نحو الثلاثة شهور إلى اليوم ، بدأت رهانات الرئيس الأمريكى تهوى ، وبالذات فى علاقته مع روسيا...

اترك ما لا يعنيك

الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى. قال الله تعالى في القرآن الكريم:{وقل اعملوا فسيرى الله...

من المفاوضات الايرانية-الاميركية غداً في عمان إلى اعلان الحرب الخبيثة.

لن يتفقا ولو تحدّثا عبر وسيط في عمان ،او من خلف ستار ،لن يتفقا والأشرس يطالب الأضعف بقص اظافره ونزع...

لا لفتح مكتب لشركة المحاماة الأميركية في لبنان

نستغرب اشدّ الاستغراب ،أن يزور لبنان وفد من شركة محاماة أميركية تسوق نفسها بانها على استعداد...

في : مرارة 9 نيسان 2003 ( مضاعفات , استذكارات , انعكاسات , وتناقضات )

لعلّ واحدةً من ابرز المفارقات – Paradoxes اللواتي حملت تناقضاتها – Contradiction معها عبر السنين , أنْه لا...