
انظر.. اترى هذا النهر ما اروعه!
لا تنخدع ،تعرّجاته المتعددة ليست غير مشنقة تلتف حول رقبتي لتخنقني.
لا يمرّ يوم من دون محاولة اغتيالي،انا هدف تافه للرماة.
وأتسأل من انا ؟
انا الثور الجريح.
بل انا النمر المثخن بالجراح.
اعرف ..فكل الاخبار تقول ان طائرات العدو الأصلي ستقصف صنعاء ،وأن كل الناس تنتظر لتشاهد الدمار.
لا،حتى ما عدنا نسمع استنكاراً.
ومن يأبه ؟
هل صحيح أن غزة ما زالت تقاتل وإن لبنان ما انتهى من دفن ضحاياه الأبطال ؟
قل الحمدلله ،فقد تم اقتحام وكرللدعارة في دمشق قبل البارحة !
انا الآتي من صنوبر الشرق،اواكب الزمن فقط .
لا اقحم نفسي بما لا يعنيني مثل حرب الاوكران ،وتبرع خليجي لواشنطن بتريليون دولار ،ومعانقة رئيس الإمارات لسفير العدو الأصلي .
اقول لك الحق ..فقد أثبتت الايام اني العدو الأصلي لأنظمةالخليج ولدول المشرق والمغرب العربي.
انا هو العدو الاصلي ،ألم تعرفني؟
فرق كبير بين ان تعيش في العمر وان تعيش في الزمن.
انا من جماعات العيش في الزمن.
انتهى عمري.
في الزمن نعم انما خارج العمر.
ان تعيش لا يعني انك تحيا.
انا المولود في الفوضى و وسط زحمة النكبات ،لا يحق لي ان اعبّر عن رأي انما من حقّي ان اموت.
نعمة الموت رائعة.
قالت لي بهلع “ايها السيد إن نجوت انقذنا معك. ”
لست اليمن لانقذ احداً!
لا فرق بين مدافع مضادات طائرات طهران وانقرة ،عندما تقصف طائرات العدو الأصلي بلاد الشام.
هنا يتساوى ابن اهل الشيعة مع ابن أهل السنّة، في الدعس والقتل واحد.
قالت “ألا يصلي احد هنا.؟”
“لمَ المعابد فارغة.؟”
هنا يا سيدتي لا يسجد غيري كإله مهزوم و دائماً.
للناس هنا مأساتهم الخاصة.
لا تتشابه المآسي في الجغرافيا ولا في التاريخ.
لكل منّا مأساته.
موت كل واحد منّا فلسفة خاصة به.
الانتماء اقوى مما ظننت.
ليس الجمال اشارة او دلالة لاتجاه الخير.
احذر الجمال فاحيانا لا علاقة للجمال بالحب بالخير بالراحة وبالفرح.
الطائرات التي قصفت صنعاء جميلة الشكل .
طلبت”إن نجوت انقذنا معك”!
وهنا أيضاً تموت بجرعة زائدة من الذل ومن الاهانة ،ومن لوعة الصبر والانتظار .
سيقصفون صنعاء.
قصفوها ولم يهتم احد.
هناك من يتمنى لأهل اليمن ان يُقتلوا.
قالت” ايها السيّد إن نجوت انقذنا معك.!”
كل الناس هنا تستيقظ لتغسل وجهها ولتتناول فطورها.. الا انا لا انام الليل وعند الصباح اكمل رسم خطة الهرب بحدّ ادنى من الخسائر في العمر.
مصارف تنهب مالا، وبلادا تنهب عمرا.
اينما ولّيت وجهك انت مقتول.
امرتني:
“ايها السيد إن نجوت انقذنا معك !”
لن انجو.
كان الله بعونك اليمن.